الأقباط متحدون - أتمنى فى العام الجديد
أخر تحديث ١٣:٠٦ | الخميس ٢ يناير ٢٠١٤ | كيهك ١٧٣٠ ش ٢٤ | العدد ٣٠٥٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أتمنى فى العام الجديد

كمال الهلباوي
كمال الهلباوي

 لى عشر أمنيات لعلها تتحقق كاملا أو حتى تبدأ فى التحقق فى العام الجديد 2014.

 
الأولى: أن يعود السلام والوئام إلى الوطن العزيز، فتختفى الفتنة الطائفية أو ما تبقى منها، فلا نرى كنيسة ولا مسجداً ولا معبداً تحت الحريق أو الحصار، ولا نرى تفجيرات لأى مواطن، عسكريا كان أو مدنيا ولا مظاهرات عنيفة، بل تكون سلمية بالكامل كوسيلة من وسائل التنافس السياسى، والتنبيه إلى الأخطاء، وليس ارتكاب المزيد من الأخطاء أو العنف أو الدمار.
 
الثانية: أن نرى الشعب المصرى وهو يخرج إلى صناديق الاستفتاء والانتخابات الرئاسية والبرلمانية وأن نوضح للعالم أننا شعب متحضر، يشارك فى الانتخابات ولا يقاطع، يبدى رأيه ولا ينزوى أو يتوارى عن المشاركة، وآمل أن أرى 50 مليون ناخب على الأقل يشاركون فى الاستفتاء والانتخابات، مهما قالوا على الورق، وإن كنت أتمنى أن يقولوا نعم للدستور الجديد، للجهد الكبير الذى بُذل فى إعداده، وتميزه عن الدساتير السابقة جميعا، خصوصا فى مجال الحريات.
 
الأمنية الثالثة: أن أسير فى شوارع القاهرة، فلا أرى أى مطبات مما يؤثر قطعا فى السيارات، وفى رؤوس السائقين والركاب الآخرين، هناك مطبات اصطناعية فى شتى أنحاء العالم، ولكنها لا تؤثر فى الرأس ولا فى الجسد، ولا أظن أن ذلك الأمر عسير، فالتقنية المعمارية لم تعد معجزة. أما بالنسبة للطرق الطويلة أو الطرق الدائرية فبعضها ممتاز وبعضها غير ذلك، أو الطريق الصحراوى إلى الإسماعيلية بعد رصف جزء كبير منه فأصبح السفر فيه متعة، ولا يقل جمالا عن القيادة فى الطرق الرئيسية فى الغرب.
 
الأمنية الرابعة: ألا أرى فى طريقى قمامة ولا أحد يأكل من القمامة (زبالة) أو يعيش حياً يأكل ويشرب ويتزوج فى المقابر مع الأموات، أو يعيش فى عشوائيات تفتقر إلى المياه الصالحة للشرب أو ليس فيها خدمات الصرف الصحى، وآمل ألا أرى أحدا من أطفال الشوارع، أو من ينامون على الأرصفة فى الصيف أو الشتاء أو من يتسولون فى الشوارع رجالا ونساء وأطفالا أصحاء وعجزة.
 
الأمنية الخامسة: ألا أرى فى الريف مصرفا للمياه دون غطاء، حيث تكثر الحشرات وتنتشر الأوبئة فتأكل حياة الأطفال خصوصا، وتنتشر الأمراض بين الجميع، كما أتمنى أن نجد حلا وعلاجا لمشكلة الإسكان، خصوصا فى الريف حيث كثرت الاعتداءات على الأراضى الزراعية بعد ثورة 25 يناير ولا تزال، ونحن أحوج ما نكون إلى كل شبر من الأرض الزراعية، لعلنا نستطيع الاكتفاء الذاتى، ولا يتحكم فينا أحد عند استيراد القمح أو الدقيق أو اللحوم.
 
الأمنية السادسة: أن أرى مراكز الأبحاث تنتشر فى مصر، خصوصا فى ميدان الاتصالات، والميادين التى لا تحتاج إلى كثرة أموال ولا معدات ولا مساحة، مع الاهتمام بالباحثين والمبدعين، حيث لم يخلقنا الله تعالى بعقول أدنى من الباحثين الغربيين، فلماذا نتخلف فى البحث حتى عن العدو الصهيونى؟ ومن الضرورى أن تعود مصر إلى مقعد الريادة فى العالم العربى والإسلامى، وتعود لها مكانتها أيضاً فى أفريقيا وآسيا وعلاقاتها المتكافئة مع العالم العربى. ولعل ما رصده مشروع الدستور من ميزانيات للصحة والتعليم والبحث العلمى (10%) من إجمالى الناتج القومى يعين فى هذا الميدان.
 
الأمنية السابعة: أن تختفى الفتنة المذهبية المقيتة، خصوصا بين السنة والشيعة، وأن يشترك الطرفان فى محاربة تلك الفتنة والتطرف والعنف والإرهاب دون استدراج إلى السقوط فيه، وأن يتعاون الطرفان فيما هو أجدى وأنفع للأمة العربية والعالم الإسلامى، وأن يكون التعدد المذهبى نموذجا يحتذى أمام الحزبية والتعددية السياسية.
 
الأمنية الثامنة: أتمنى أن أرى المشروع الإسلامى الوسطى بأصوله المتفق عليها أنموذجا يحتذى، ليس فقط فى العالم العربى والإسلامى، بل أمام الغرب الذى استوردنا منه الديمقراطية نظاما للسياسة والحكم، رغم أن هذا النموذج الإسلامى كان مثالا فى العدل والمساواة والحريات والشورى وحقوق الإنسان، لمئات السنين، قبل أن يعرف الغرب الميثاق العالمى لحقوق الإنسان فقط منذ 1948.
 
الأمنية التاسعة: أن تكون الجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامى، منظمات فاعلة، كما تنص مواثيق إنشائها، فاعلة فى التعاون والتكامل على كل المستويات المحلية والإقليمية والعالمية نحو الوحدة على غرار المؤسسات الغربية وما ذلك على الله بعزيز. متطلبات ذلك فى الإمكان وليس هناك عائق واحد أمام تلك الأمنية إلا تخلف العقل العربى والإسلامى وطغيان الإنسان على أخيه الإنسان «إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ». هل يمكن أن نكون أمة واحدة كما يقول القرآن الكريم؟ التحدى قائم والأمل أكبر من التحدى وسنعمل له إن شاء الله تعالى.
 
الأمنية العاشرة: أن أرى فلسطين فى طريقها إلى التحرر الكامل، كما كان ينادى الشقيرى وعرفات وغيرهما، وكما تنادى حماس اليوم وبعض أهل فتح وغيرهم من الوطنيين المخلصين، وكما تتطلع الشعوب العربية وبعض الحكام والقادة فى العالم العربى والإسلامى. هل نصلى فى القدس قريبا؟ ندعو الله بذلك. والله الموفق. 
نقلآ عن الوطن

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع