بقلم: شاكر فريد حسن
ما من شك أن لبنان يمر في أجواء متوترة ، ويشهد شرخاً كبيراً بين أطيافه السياسية ، ويعيش مرحلة خطيرة من الشحن الطائفي والتحريض المذهبي والصراع السياسي المتواصل .
وهو يقف على مفترق طرق وفوهة بركان سينفجر في أية لحظة ، وأي شرارة كفيلة بإحراقه من خلال حرب أهلية جديدة ذات أبعاد طائفية ، والظروف الحالية مهيأة لإقحامه وتوريطه في هذه المحرقة التي ستقضي على الأخضر واليابس . إن الأحداث الأخيرة في لبنان والتفجيرات في طرابلس والضاحية اللبنانية والاغتيالات التي طالت القيادي العسكري في حزب اللـه حسان اللقيس ،
ومحمد شطح الوزير الأسبق ومستشار زعيم \"تيار المستقبل\" سعد الحريري ، كلها أعمال إرهابية تقوم فيها أيدٍ شريرة عابثة بهدف نشر الرعب والخوف والفوضى وإثارة الفتنة الطائفية وزيادة التوتر وزعزعة الاستقرار اللبناني ، ودفع البلد إلى آتون معارك داخلية طاحنة وحرب أهليه مذهبية لا يتمناها ولا يستفيد منها سوى الأعداء وكل المتربصين بالوطن اللبناني الحضاري والثقافي العريق .
ليعلم الجميع في لبنان أن هناك من يقوم بصب الزيت على النار لتبق محترقة ، ولذلك لا سبيل أمامهم سوى الحوار السياسي الديمقراطي ، وتطويق الصراعات والخلافات السياسية القائمة ، والتمسك بالسلم الاجتماعي ورفض الاقتتال ونبذ العنف ، والتخلص من وباء الطائفية وثقافة الكراهية ، وعدم الانجرار وراء العابثين بالمصير والمستقبل اللبناني لكي لا تعود الحرب الطائفية المذهبية ،
التي نهشت جسده وأنهكته سنوات طويلة لم يستفد منها أي طرف . لا مخرج من المحنة اللبنانية الراهنة إلا بتضامن كل قوى الخير والسلام والتقدم والحرية الرافضة للقتل والإرهاب والطائفية لتطهير لبنان من كل الشوائب والطحالب التي تعكر مساراته ، وبذل أقصى الجهود الوحدوية المخلصة في سبيل استعادة لحمته ونسيجه الاجتماعي وعافيته ليصبح بلداً حراً صاحب قرار مستقل في جميع القضايا والمسائل التي تواجه الشعب اللبناني .
وآن الأوان لاقتلاع ساحات الشر والطائفية المقيتة وأوكار الإرهاب والقتل ووأد الفتنة ، التي تمزق لبنان والوطن العربي برمته .