الأقباط متحدون - النخبة و ما أدراكم ما النخبة !
أخر تحديث ٠٩:١٩ | الاربعاء ١ يناير ٢٠١٤ | كيهك ١٧٣٠ ش ٢٣ | العدد ٣٠٥٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

النخبة و ما أدراكم ما النخبة !

رباب كمال
 
باتت " النخبة " كلمة سيئة السمعة ليس لكونها قد  ارتبطت بهؤلاء الذين يعيشون و يهيمون في برجهم العاجي و لكن لأنها  ارتبطت بمجموعة من الشخصيات العامة من فئة تدعي نخبويتها الفكرية  بالرغم أنها عجزت  عن قراءة متأنية للواقع السياسي في مصر .
 
 عقب 25 يناير ..  انفجرت ماسورة من " النخبة المتعلمة بالغالي " على شاشات التليفزيون وهم  يرطنون باللغات و اللكنات و يؤكدون أن الديمقراطية قادمة لا محالة بمجرد رحيل رأس النظام " مبارك " آنذاك ... 
 
كانت هذه النخبة تسخر من أي رأي يحذر من قدوم طيور الظلام من الاسلاميين بكافة أشكالهم و فصائلهم  لحكم مصر ..وكان تبريرهم الساذج ان مبارك صنع فزاعة الاخوان .. 
 
وكان نموذج إيران 1979 وهي ثورة النساء و العمال و الشباب التي سرقها الخميني فتحولت إيران إلى دولة فاشية دينية...  مجرد فزاعة أخرى في رأيهم . 
دومًا أتذكر مشهد الفران و الثورجي الأنيق  الذي شهدته بأم عينيّ ... كان في صيف 2012 قبيل انتخابات الرئاسة حين كان يقنع الفران بكل بساطة الدكتور الصيدلي بالمصائب التي تنتظرنا إن حكم الاخوان مصر .. 
 
كانت حجة الفران الغير نخبوية أن " الذقون " تستغل تدين المصريين لتحقيق مآربها الشخصية وأن الدين لله و الوطن للجميع .... باءت محاولة الفران بالفشل الذريع على الأقل مع النخبوي الأنيق .. الذي ظل يردد شعارات لا خوف من الاخوان و كفاية حكم عسكر و هكذا اختزل الأمر . 
و بدا تساؤلًا منطقيًا .. من هم النخبة ؟ هل هم طبقة"  المتعلمين على الغالي "  أم فئة لها حس و نبض الشارع بالرغم أنها لم تنل قسطًا طيبًا من التعليم ؟  واتضح أن هناك قدر لا بأس به ممن ُيطلق عليهم الآن " النخبويين الشعبويين "
 
و انتقلت عدوى " النخبة الزائفة " إلى أحزاب مصر التي تسمي نفسها " مدنية " والتي في أحيان كثيرة يستخدم قياداتها شعارات دينية لاستمالة الجمهور . 
حدثني قيادي بحزب مدني أن الشارع ليس بحاجة لقيام  الشباب بحراك فكري وأن الدين و صحيحه هو المدخل للناخب المصري .  
 
أغقل القيادي النخبوي تمامًا أن الهدف هو أن يختار المواطن الغلبان الممثل البرلماني على أساس وعود حقيقية على الأرض ترفع الفقر عن كاهله و أغفل التغيرات التي طرأت على ذهنية المواطن المصري البسيط التي جعلته يتوجس خيفة من أصحاب الشعارات الرنانة خاصة وإن كانت دينية . 
 
و تناسى أن الحراك الفكري الذي يقودة الشباب  بلغة رجل الشارع  سيكون حائط  الصد الأول أمام أصحاب المشاريع الظلامية الذين  ُيشهرون بالحزب الذي ينتمي إليه القيادي النخبوي لأن ممول الحزب " قبطي " و في رواية أخرى  " حزب الصليب " وهذا بفتوى من فتاوي شيوخ الجاهلية وهم كثيرون . 
تواصل النخبة في الأحزاب المدنية أخطاؤها القاتلة .. و اختزلت المعضلة الانتخابية في وجود تمويل مناسب و رفع شعارات صحيح الدين !! 
إنها النخبة و ما أدراكم ما النخبة ! لقد هرمنا 
 
 
 
 
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter