الاربعاء ١ يناير ٢٠١٤ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
صوره تعبيريه
عرض / سامية عياد
هل حياتك مع السنة الجديدة تكون فحمة توسخ كل من يلمسها ام جمرة تطهر؟
ساعات وتدق اجراس الكنائس لتعلن عام جديد ، نطفىء انوار ثم نضىء انوار نصلى للرب ان عاما مضى بكل ما فيه من ظلام وعاما جديدا آتى نريد أن نبدأه بحياة جديدة مضيئة بنور وجهه الإلهى، وأن يجعله عاما مباركا نقيا نرضيه فيه ، يحدثنا المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث عن الحياة الجديدة مع بداية عام جديد قائلا لا تجعل هذه السنة تمر عليك وكل ما فيها من التغيير هو بعض التفاصيل البسيطة ، السيد المسيح يشرح لنا طبيعة هذا التغيير فيقول " ليس أحد يجعل رقعة من قطعة جديدة على ثوب عتيق ، لأن الملء يأخذ من الثوب فيصير الخرق أردا . ولا يجعلون خمرا جديدة فى زقاق عتيقة ، لئلا تنشق الزقاق ، فالخمر تنصب والزقاق تتلف. بل يجعلون خمرا جديدة فى زقاق جديدة فتحفظ جميعا " ، معنى هذا لا نضع رقعة جديدة على ثوب عتيق بل لابد أن يتغير الثوب كله بثوب آخر جديد ، الثوب العتيق هو قلبك الحالى بكل أخطائه ، قلبك الخالى من محبة الله ، الخالى من النقاوة والطهارة ، بل الخالى حتى من مخافة الله إذ تسكنه محبة العالم ، هذا القلب كله يجب أن ينزع من داخلك ويحل محله قلب جديد كما نصلى فى المزمور الخمسين "قلبا نقيا اخلق فى يا الله" ، معنى الخلق هو شىء جديد وليس مجرد رقعة من سلوك معين توضع الى جوار طباعنا الحالية الخاطئة ، فالخلق عملية تجديد مستمرة نطلبها فى حياتنا كل يوم.
يقدم لنا قداسة البابا شنودة الثالث مثال قطعة الفحم التى هى قطعة سوداء كل من يلمسها يتسخ منها ، هذه الفحمة دخلت فى الشوريا وتحولت من فحمة الى جمرة وأخذت ضياءا ولهيبا واشراقا لم يكن لها وبعد أن كانت وهى فحمة توسخ كل من يلمسها ، أصبحت وهى جمرة تطهر، لأن النار تطهر كل شىء ، النار التى ترمز الى روح الله ، فهل حياتك فحمة ام جمرة ؟ هل دخل فى طبيعتك شىء جديد ، هل فى هذا العام الجديد وضعك الله فى مجمرته المقدسة وأصبحت تخرج منك رائحة بخور؟.
هيا نصلى مع بداية العام الجديد كما علمنا قداسة البابا شنودة الثالث قائلين : ليكن هذا العام يا رب عاما سعيدا ، اطبع فيه بسمة على كل وجه، وفرح كل قلب، وأنعم على الكل بالسلام والراحة ، أعط رزقا للمعوزين، وشفاء للمرضى وعزاء للحزانى ، لسنا نسأل من أجل أنفسنا فقط إنما نسأل من أجل الكل لأنهم لك ، خلقتهم ليتمتعوا بك ، فأسعدهم إذا بك ، نسألك من أجل الكنيسة ومن أجل كرازتك ومن أجل كلمتك ، لتصل الى كل قلب، ونسألك من أجل بلادنا ومن أجل سلام العالم لكى ما يأتى ملكوتك فى كل موضع ، اجعله يارب عاما مثمرا ، كله خير ، نشكرك يا رب لأنك أحييتنا حتى هذه اللحظة ، وأهديتنا هذا العام لكى نباركك فيه .