بقلم المحامي نوري إيشوع
الليلة هي الأخيرة من عامٍ مضى
نظرتُ إلى نافذة العالم الغامض
محاولاً فك طلاسم العام القادم
رأيتها و قد
غطاها الضباب بشوائب الزمان
مسحتُ بكفي تجاعيد الظلم
فعادت للتو و تشكلت من جديد
لان الحرارة التي كانت تلفني
لم تكن كافية لنشر إشعاعاتها
بين شريايين قلبي الحزين
فالتقى مع الزمهرير الهائج
في الخارج
مررتُ باصابعي المرتجفة
على صفحة
الضباب التي غطت نافذتي
محاولاً رسم وردة و إبتسامة
على شفاه أم ثكلى أو صنع
لحاف يغطي جسد طفل
كواه سياط البرد الذي
لا يرحم ضحاياه
كتبت على نافذتي كلمة محبة
على قلوبٍ قتلها الحقد و الكراهية
رسمتُ الأمل على غرسة
تستقبل الشمس في بلادي
هبت العاصفة، اقتلعت الغرسة
أطفأت نور الدفئ، حطمت المرسى
ذابت صفحة الضباب، ضاعت
كتاباتي و رسومي، ساد العالم
الظلام، ضاعت بسمة الطفل، ذبلت
الوردة، تاهت بين تضاريس الحياة
آمال الأم الثكلى
ساد الظالم، دفن العام القادم
قبل أن يولد، قتلوا أهله الحالم
بربطة خبز، بشعلة دفئ
أو وسادة ناعمة تحضنه برقة
جعلوا العام القادم من بدايته قاتم
لكن :
رغم انف القاتل
طفلنا راح يبقي حالم
وطننا راح يتعمر، انقاضه
ستبقى الشاهد على عقيدة القاتل
و الدليل على جبروت الظالم!