قال مسئول محلى إن ميناء مصراتة الليبى سجل مستويات قياسية فى تفريغ الحاويات هذا العام مع توسع المدخل الرئيسى للسفن وذلك فى دلالة نجاح نادرة فى ليبيا التى تعانى من اضطرابات.
واستفادت مصراتة ثالث أكبر مدينة فى ليبيا وتبعد نحو 200 كيلومتر إلى الشرق من العاصمة طرابلس من تحسن الأوضاع الأمنية عن أنحاء أخرى فى البلاد التى تضررت جراء الاضطرابات منذ الإطاحة بالقذافى فى 2011.
وشهدت مصراتة عمليات قتالية خلال الانتفاضة التى دعمها حلف شمال الأطلسى لكنها الآن نادرا ما تشهد اشتباكات لمجموعات مسلحة مثل تلك التى تحدث بشكل متكرر فى بنغازى فى الشرق وأحيانا فى طرابلس.
وقال محمد السويح مدير إدارة التسويق والتعاون بشركة المنطقة الحرة لمصراتة وهى جزء من الميناء إن ميناء مصراتة غير النفطى شهد هذا العام تفريغ 208339 حاوية نمطية طولها 20 قدما ارتفاعا من 159634 حاوية العام الماضى.
وقال السويح لرويترز "هذا رقم قياسى"، وتستفيد مصراتة من موقعها الجغرافى فى وسط ليبيا إضافة إلى الاستقرار وسمعتها كمركز تجارى على البحر المتوسط منذ فترة طويلة.
وتابع السويح: "يستخدم تجار كثيرون من طرابلس ميناء مصراتة". مضيفا أن المدينة لديها أيضا خطة توسع لتصبح نقطة عبور للسلع القادمة من الخارج والمتجهة إلى الدول الواقعة جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى.
وقال إن ميناء مصراتة شهد تفريغ 130779 حاوية فى عام 2010 قبل عام من اندلاع الانتفاضة التى تسببت فى شلل اقتصاد البلاد.
وأضاف السويح أن ميناء مصراتة يقوم بمناولة 55-65% من أنشطة الشحن فى الموانئ الليبية وأنه يجرى حاليا توسعة أرصفة الميناء. وهناك موانئ أخرى كبيرة غير نفطية فى ليبيا وهى طرابلس والخمس وبنغازى.
ويأتى نمو أنشطة الأعمال فى مصراتة على النقيض بشكل حاد مع مستقبل الموانئ النفطية فى ليبيا. وتعتمد البلاد على النفط فى الإيرادات الحكومية لكن مجموعات مسلحة ورجال قبائل يسيطرون على موانئ وحقول نفطية رئيسية وهو ما أدى إلى خفض صادرات الخام إلى نحو 110 آلاف برميل يوميا من نحو مليون برميل يوميا أو أكثر.
ويقول محللون إنه بجانب تحسن الأوضاع الأمنية فإن مصراتة استفادت أيضا من منطقة التجارة الحرة التى تمنح مزايا خاصة للمستثمرين مثل إعفاءات من الضرائب والرسوم.
وقال السويح إن 18 شركة استثمرت فى منطقة التجارة الحرة المحلية، وتابع "لدينا طلبات من 50 شركة أخرى يتم دراستها"، ولا تزال شركات أجنبية كثيرة كانت تعمل فى ليبيا قبل الانتفاضة تحجم عن العودة بسبب الوضع الأمنى المتدهور.
لكن السويح قال إن شركات محلية وأجنبية تدرس الآن الاستثمار فى البلاد لكنه امتنع عن تسمية أى منها.
وتابع: "منذ الانتفاضة لدينا طلبات (للاستثمار) من شركات إيطالية وشركات أخرى."