الأقباط متحدون - القصاص
أخر تحديث ٢١:٤٣ | الاثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠١٣ | ١٤ كيهك ١٧٣٠ ش | العدد ٣٠٤٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

القصاص

مينا ملاك عازر
 
كان اندهاشي بالغاً وعظيماً من سرعة الشرطة في القبض على الجناة في حادث ذبح سائق تاكسي المنصورة إذ هو مجرد مواطن وليس من أولائك السوبر ستار اللذين اعتدنا على سرعة الشرطة في التحرك حيال الحوادث التي تواجههم كحادثة السطو المسلح على سيارة الدكتور عمرو حمزاوي في الأيام الأولى من ثورة يناير - وقت أن كان يدعي معارضته للإخوان- وكانت حينها الشرطة منهارة لكن لأن الحادث ضد مشهور ومشهورة إذ كانت معه حبيبته حينها والتي صارت الآن زوجته وأم بنته الفنانة بسمة، تحركت الشرطة التي كانت منهارة كما قلت، وأعادت السيارة، ونجد الشرطة تستعيد سيارة محمود بدر ومن بعده خالد يوسف عضوي لجنة الدستور، ورجلين بارزين من رجال الثلاثين من يونيو.
 
ولكل ما تقدم كان اندهاشي - كما وصفت- لكن تزايد اندهاشي فور معرفتي بأن الجناة في هذا الحادث سيقدموا للمحاكمة، وسيتخذ حيالهم الإجراءات القانونية إذ كنت أتوقع أن هذه الجريمة ستسير نفس طريق فتنة قريتي المنيا، صحيح أنا لست من مفضلي هذا الطريق ولكنني ظننته أسلوب تعتمده مصر بعد ثورتين، وبعد دستور يتيح مساحة واسعة من الحريات، فوجدت الدولة تنحى بقضية سائق المنصورة ومن قبلها حلاق بورسعيد، الشهيدين المنحى القانوني طبعاً، كانت سعادتي بالغة ولكن لم يزل اندهاشي يتعاظم ويتعاظم.
 
الكارثة في نظري، ليس في اسلوبي التعامل سواء الصلح العرفي الذي تم اتباعه في الفتنة الطائفية أو المسلك القانوني الذي سلكته الشرطة في حادثتي سائق التاكسي بالمنصورة والحلاق ببورسعيد وإنما هو الكيل بمكيالين دون مبرر مفهوم ومقبول، وعدم توقف أحد حيال هذا التناقض البادي في الحالتين، نعم فهو تناقض فظ ومجحف بل ومزعج. 
 
القصاص واجب في كل الأحوال وليس في حالة دون أخرى، لا المحبة مطلوبة في كل الأحوال ولا الصلح خير في احيان اخرى ولكن علينا أن نقنن الأمور، ما يمكن تقنينه يقنن، وما يمكن الصلح فيه فلنتصالح، أما قتل النفس فلا صلح إنما القصاص، ولذا كان ضروي أن تسير كل حوادث القتل في طريق واحد يؤدي لاستتباب دولة القانون.
 
على كل حال أيها السادة، كتابتي عن ازدواج المعايير ليس هو بغرض انتقاد الحكومة ولا القائمين على البلد فقط ، ولكن تحذير لكل من ينتوي الترشح للرئاسة أو كل من يقوم حتى على عمل مهما كان بسيطاً في نظره أن يبتعد عن الكيل بمكيالين وازدواج المعايير في التعامل مع الأزمات والمشاكل فذلك أول الطريق للفشل وتقسيم البلاد، وتفرقة العباد والإحساس بالظلم القاسي، والغبن سلوك الفاشل والبائس، والباحث عن الانهيار لمنظومته ومؤسسة عمله، ولك أن تختار عزيزي القارئ، إما ان تكون عادلاً في سلوكك أو تنتهج نهج الفاشلين السابقين والحاليين.
 
المختصر المفيد إن كانت المساواة في الظلم عدل فما بالنا بالمساواة في العدل أليست هي الحل.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter