بقلم: ماجد سمير
أثبت صوت الصراخ والاعتراض شديد اللهجة، على مناقشة البرلمان الأوربي لأحداث مذبحة نجع حمادي، من قِبل معظم من يتنمون للحكومة والمعارضة والجماعة المحظورة، وكذا الرد الذي صرّحت به وزارة الخارجية المصر ية على التصريح شديد اللهجة من "فرانكو فراتنيني" وزير الخارجية الإيطالي، عن نفس المذبحة، أثبت حالة "الشيزوفرينيا" التي تعيش فيها مصر حكومة وشعبًا، خاصة وأن الحكومة ترفض رفضًا باتًا أي تعليق من كل الدول العالم على أية أحداث يعاني منها المجتمع المصري.
وفي الوقت نفسه نتدخل في شئون الآخرين بشكل سافر، فنرفض تعليق وزير الخارجية الإيطالي على أحداث نجع حمادي، ونعطي لأنفسنا الحق الكامل في مسائلة إيطاليا عن موقفها تجاه المهاجرين والمقمين بشكل غير شرعي في الأراضي الإيطالية، ونهاجم سويسرا من أجل المآذن، وننشر ونذيع ونتقدم بطلبات إحاطة في البرلمان المصري بما يُفيد قلقنا وخوفنا الشديد من القضاء الألماني، لأنه ربما – في وقتها- سيحكم على قاتل شهيدة مصر مروة الشربيني بالبراءة على أساس أنه "مختل عقليا" لأننا نعتنق ثقافة "إللي على راسه بطحة يحسس عليها"، ولدينا في مصر تنظيم المختليين عقليًا، ونحمد الله ونسجد له شاكرين لأن التنظيم الخاص بأصحاب العقول الضائعة أعلن رسميًا عدم مسئوليته عن الحادث.
ولايختلف موقف البرلمان المصري عن الخارجية، فهو يتدخل في كل شيء خاص بالإسلام والمسلمين في كل أرجاء العالم، بينما يرفض بشدة الإشارة لما يفكر فيه البرلمان الأوربي من مناقشة لمذبحة نجع حمادي.
والغريب كان موقف الخارجية المصرية التي ردت على "فراتيني" بأن عليه أن ينظر إلى مايحدث للأقليات المهاجرة بشكل غير شرعي لإيطاليا، فالخارجية المصرسة تضع الأقباط في مصر وجذورهم التي تعود إلى عمق التاريخ على نفس قدم المساواة مع من هاجروا إلى إيطاليا بشكل غير شرعي ويعيشون بشكل غير قانوني هناك. القصور في فهم الخارجية المصرية لوضع وحقوق الأقباط في مصر ماهو إلا استمرار لاعتبار الأقباط في مصر "ذميين" وعليهم الحياة طبقًا لهذا المنظور مثلما يفكر عدد من الأئمة في بعض الزويا المنتشرة في طول مصر وعرضها.