للناشطين الإسلاميين، ساعة الحساب قد دقّت الآن.
الآن يوجد 10 مليون مسيحي في الشرق، أي 5% من سكانه، وقبل قرن كان تعدادهم يقارب 20 بالمائة
تحرير: أماني موسى
في مقال لـ "بيتر بيرغن"، محلل شؤون الأمن القومي الأميركي، قال خلاله: كان هناك ومازال، مسيحيون في الشرق الأوسط منذ ميلاد المسيح، أما الآن فإنّ هذا التاريخ الذي يمتد على 2013 سنة، بات مهددًا.
وأضاف خلال مقاله بالـ c.n.n: حيث هاجم متظاهرون إسلاميون عشرات الكنائس في مصر خلال الأيام القليلة الماضية، وحرقوا عددًا منها، وذلك في ردة فعل على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ، فوفقًا لتقرير تمت مهاجمة 52 كنيسة عبر مختلف أنحاء مصر في 24 ساعة خلال أسبوع واحد.
هذا وقد دعم بابا الأقباط للإجراءات التي اتخذها الجيش في أعقاب قراره إطاحة الرئيس محمد مرسي.
وبالنسبة إلى بعض الناشطين الإسلاميين، فإنّ ساعة الحساب قد دقّت الآن.
وتابع بيرغن: بعد قليل من إطاحة مرسي، هاجم غاضبون رجل أعمال مسيحيًا وقتلوه قرب الأقصر، جنوب البلاد ثمّ واصلوا شغبهم في قرية نجع حمادي حسن حيث حرقوا العشرات من منازل المسيحيين وقتلوا ثلاثة منهم.
والآن يعيش 10 ملايين مسيحي في الشرق الأوسط مما يجعل منهم 5 بالمائة من إجمالي عدد سكانه. وقبل قرن كان تعدادهم يقارب 20 بالمائة.
وأسباب التراجع كثيرة من ضمنها موجات الهجرة وكذلك ارتفاع نسب الولادة لدى المسلمين العرب، ولكن دون نسيان عاملي تهميش المسيحيين واستهدافهم ليس في مصر وحدها بل في عدة دول عربية.
خذوا مثلا سوريا.. فقد دأبت الأقلية المسيحية على دعم الرئيس بشار الأسد ونظامه لاسيما أنه ينحدر من الأقلية العلوية وهو ما جعله في موقف حماية جميع الأقليات، ونتيجة لذلك، بات الجهاديون يستهدفون المسيحيين ومن الأمثلة على ذلك استهداف منطقة مسيحية تقع في العاصمة دمشق، من قبل مسلحين جهاديين مما أدى إلى مصرع أربعة مسيحيين.
كما يشتبه في كون جماعة على علاقة بتنظيم القاعدة قتلت رجل دين إيطاليا أمضى معظم حياته في دير شمال سوريا.
وكذا الحال بالنسبة لليبيا. وقد تسبب كل تلك الأعمال في موجة نزوح مسيحية من المنطقة، وتقول منظمات إنّ عدد المسيحيين شمال شرق سوريا، وهي المنطقة التي تعد معقلهم التاريخي، تراجع بمقدار الثلث مقارنة بما قبل عامين.
وفي العراق أيضًا منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، تراجع عدد المسيحيين هناك بمقدار النصف وفقًا لوكالة الاستخبارات الأميركية.
ورغم أنّ التوترات بين مسلمين ومسيحيين غير مستحدثة في مصر، إلا أنّه منذ إطاحة حسني مبارك، شهد الوضع تدهورًا واضحًا، وشهد ذلك أوجه في أكتوبر 2011 عندما قتل ما لا يقل عن 20 مسيحيًا في اشتباكات مع الجيش، وهو ما دفع 100 ألف مسيحي مصري يغادرون البلاد منذ 2011.