الأقباط متحدون - مشهد ملتبس ومصالح تتصارع
أخر تحديث ٠٠:٢٧ | الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠١٣ | ١٣ كيهك ١٧٣٠ ش | العدد ٣٠٤٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مشهد ملتبس ومصالح تتصارع

كريمه كمال
كريمه كمال

 مشهد ملتبس. هذا هو الوصف الصحيح لما نمر به الآن وما نعيشه.. قاعدة عريضة تتمنى مجىء السيسى رئيسا للبلاد، لأنها مقتنعة بأنه هو الوحيد الذى يمكنه أن «يحكمها».. بمعنى إيقاف كل ما يدور من عنف ووضع حد للمشهد الدامى الذى يدور على الأرض، ويخلف وراءه المزيد من الدماء.. وعلى الناحية الأخرى جماعة تستهدف أول ما تستهدف وزير الدفاع، لأنه هو من قاد الانقلاب عليهم، كما يرون، ولولاه لكانوا يحكمون حتى الآن وإلى ما لانهاية، ولهذا يخرجون إلى الشوارع فى مظاهرات غاضبة لا تخلف وراءها سوى الدماء والدمار..

 
 على الناحية الأخرى، شباب خرج فى انتفاضة ٢٥ يناير، ليجدها قد تحولت إلى ثورة، وليتصدر المشهد فى لحظة، وكأن أحلامه كلها فى وطن صالح وحكم رشيد قد تحققت، ليجد نفسه هدفا الآن لملاحقات أمنية ولعنات شعبية واتهامات بالعمالة والمخطط الذى كان يستهدف الدولة، وليس النظام.. والبعض يوظفهم فى هذا المخطط كفاعلين، والبعض الآخر يكتفى باستخدامهم فيه بسذاجة.. كما يرى فى المشهد الكثير مما يقلقه، وعلى رأس ذلك صعود شخصية عسكرية وتميز موقعها وموقع الجيش فى الدستور الجديد..
 
وسط هذا المشهد هناك من يسعى لأن تسير الأمور، وتهدأ، وهناك من يرى الكثير مما يقلقه فى المشهد وما يشير إلى عودة النظام القديم، بل هناك من يرى أن استهداف شباب الثورة أكثر كثيرا من استهداف العدو المعلن وهو «الإخوان».. الإخوان يثورون على الانقلاب عليهم من الجيش والسيسى بالتحديد، بينما لا يرون أو لا يعترفون بانقلاب الشعب عليهم، بينما الشباب والثوار يرون أن هناك انقلابا ليس عليهم فقط، بل على ثورة يناير.. والمؤشرات عديدة وكثيرة واستهداف الثورة إعلاميا من أبواق الأمن لا يمكن أن يخطئها عقل، فيصبح عليهم التصدى لكل شىء يخالف ما نادوا به فى الدستور وما يحدث على الأرض من اعتقالات ومداهمات أمنية.. كتلة كبيرة فى الوسط تطالب بالهدوء والاستقرار والخروج من عنق الزجاجة هذا بأى ثمن.. وجماعة تسعى من ناحية لعرقلة المسيرة وإرباك الموقف بمزيد من العنف وطليعة شبابية تعلن موقفا مضادا مما يجرى، لأنه يحتوى على ما رفضته دوما وما خرجت من أجله وما استشهد فداءه زملاء وأصدقاء لهم..
 
 الكتلة الكبيرة فى المنتصف ضاقت بكل شىء، وتعبت من العنف والفوضى والجماعة التى يحركها الانتقام وتعليمات التنظيم الدولى للاستمرار، بينما شباب الثورة يحركهم القلق من الانقلاب عليهم والعودة لما قبل ٢٥ يناير.. الكتلة فى المنتصف لا تريد هذا ولا ذاك، وباتت تكره كل من يهدد استقرارها، والجهات التى تسعى لاستغلال المشهد لصالحها وأصحاب المصالح يستخدمون هذا المشهد لما يخططون له، ويريدونه.. ويصبح السؤال المطروح دوما فى أى مناقشة: هل نقبل بما رفضناه لأنه يصب فى مصلحة الإخوان؟
 
 هل نهدر كل ما طالبنا به لأن الإرهاب يضرب فى سيناء، كما يضرب فى القاهرة؟ هل نقبل أن يعتلى الأمن الصورة وحده، دون أى ضمانات للإطاحة بالحقوق والحريات، لأنه هو المنوط به التصدى للإرهاب الذى نواجهه؟ هل نعود للدولة الأمنية البوليسية، لأنها تواجه تحدى عنف الإخوان وأتباعهم وهى التى يجب أن تقود؟ وإذا كانت هذه الدولة تعود لتواجه الإرهاب، فلماذا توجه ضرباتها لشباب الثورة، وتداهم المراكز الحقوقية فى نفس الوقت؟ هل هى فى معركة ضد الإرهاب، أم أنها فى معركة ثنائية ضد كل من يتمرد على قبضتها؟

نقلا عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع