صدقة : اذا ادركت الكنيسة مفهوم ارساليتها للعالم فانها ستكتشف ان النظام ينبغي ان يكون في خدمة الكنيسة وليس العكس
• الشراكة الرعوية تتطلب التجرد من صراعات السلطة والمطامع والرغبة في الوجاهة
• أرجو أن يمتد العمر بي لكي أرى في كنيستي قسيسات .
• إن الذين يعرفون الله حقاً ، لا يعرفون التعصب أبداً
• اتمني ان يكون الدستوراً لائقاً بمصر العظيمة وراقياً ومناسباً لحضارتها العريقة ومكانتها الجديرة بها في العالم
نشرت مجلة الهدي لسان حال الكنيسة الانجيلية بمصر في عددها الاخير حوار ممتع اجراه القس رفعت فكري رئيس مجلس الاعلام والنشر مع القس باقي صدقة
راعي الكنيسة الانجيلية الاولي بأسيوط حيث
ولد القس باقي صدقة في 30 سبتمبر 1929 تخرج من كلية اللاهوت الانجيلية بالقاهرة عام 1975 رسم قسا وراعيا للكنيسة الانجيلية الاولي بأسيوط في5
مارس 1976 وحتي يومنا هذا
وأوضح صدفه في رده علي تساول هل النظام المشيخي يوائم البيئة المصرية ؟
أن جوهر النظام المشيخي يمكن أن يوائم كل بيئة . وعندما نقرأ العهد الجديد برغبة صادقة في إدراك النظام الأساسي الذي يمكن أن يساعد على بنيان الكنيسة ونموها وإمتداد رسالتها فإننا سنجد أن الفكر المشيخي والنظام المشيخي سيكون نافعاً ومناسباً للتطبيق في كل مكان . وسنكتشف أن كثيراً مما نشكو منه راجع إلى طمع في سلطة أو الى روتين قاتل للالهام ومعوق للتجديد أو الى تباين المستوى الثقافي او الاجتماعي او الافق الروحي بين اولئك الذين هم في مواقع القيادة او المسئولية او التوجيه او التدبير واذا ادركت الكنيسة مفهوم ارساليتها للعالم فانها ستكتشف ان النظام ينبغي ان يكون في خدمة الكنيسة وليس العكس .
واكد في عرض رأيه عن الشراكة الرعوية
ان الشراكة الرعوية أمر عادي جداً وأحياناً تكون الشراكة الرعوية لازمة جداً و ان تطبيق هذا الفكر سيكون بركة كبيرة لامتداد الكنيسة . ولكنه يتطلب التجرد من صراعات السلطة والمطامع والرغبة في الوجاهة كما يتطلب أن يكون هناك إتساع في الرؤى عند المسئولين عن التدبير المالي للنفقات المطلوبة ولابد أن الله يباركنا بقدر ما تتسع رؤانا ونخلص في خدمتنا وطاعتنا لدعوة الله لنا .
أما عن رأيه في متى يتقاعد الخادم عن الخدمة ؟ اعرب صدقة
أن الخادم يتقاعد عن الخدمة عندما يلفظ أنفاسه الأخيرة . وذلك لأن الخادم ليس مرتبطاً بالخدمة بعقد عمل كموظف . ولكنه مرتبط بها كعهد نذر يلازمه طوال حياته
وفيما يخص رسامة المرأة قساً ؟ أعترف القس باقي صدقة بقوله
انني أشفق على المعارضين لأني كنت واحداً منهم . فعندما قرر السنودس تكليف خمسة من المعارضين وخمسة من الموافقين أن يكتب كل منهم بحثاً في هذا الموضوع وقد كنت واحداً من المعارضين الخمسة الذين كلفوا بكتابة الأبحاث المطلوبة ، تبين لي أنني كنت مخطئاً . فقررت أن أكون صادقاً مع نفسي فأنضممت إلى فريق المؤيدين . وقد نشر بحثي في الكتاب الذي أصدره السنودس وكان بحثي بعنوان " مرحباً بالمرأة شيخاً " . وأعترف أنني عندما كنت معارضاً كنت متأثراً بالثقافة الشرقية التي نشأنا عليها . وأرجو أن يمتد العمر بي لكي أرى في كنيستي قسيسات .
إن الإنسان الذي خلقه الله لم يكن رجلاً فقط ولكنه كان الرجل والمرأة معاً . وكل ما حدث من تمييز بينهما عبر تاريخ الإنسان كان من صنع البشر .
أما عن رأيه في التعصب بين الكنائس المصرية ؟ فيسرد بأسف
طالعت بكل احساس بالاسف كثيراً مما نشر مؤخراً حول بعض الخلافات العقائدية بين الطوائف المسيحية . وأرجو أن يأذن لي كل القادة أن أذكر أن الرب يسوع لم يؤسس طائفة أو مذهباً أو مؤسسة أو حزباً أو جماعة أو نظاماً ، ولكنه دعا جميع الناس إلى علاقة شخصية معه أساسها المحبة والإيمان . ومن هنا يمكن أن نقول أن الكنيسة من صنعه ، ولكن الطوائف من صنع البشر وكثيرون من الناس يأتون من المشارق ومن المغارب ومن الشمال والجنوب ويتكئون في ملكوت الله ، وهوذا آخرون يكونون أولين وآولون يكونون آخرين ( أنجيل لوقا 13 : 29 ، 30 ) . إن الذين يعرفون الله حقاً ، لا يعرفون التعصب أبداً
وعن أمنياته للدستور المصري تمني القس باقي صدقة
أن يكون دستوراً لائقاً بمصر العظيمة وراقياً ومناسباً لحضارتها العريقة ومكانتها الجديرة بها في العالم اليوم وغداً ، دستوراً يتناسب مع ثقافة العصر ، دستوراً لا يجتر الماضي بل يتطلع إلى المستقبل ، ولا يتقوقع في كهوف التاريخ أو يتجمد في ركود الحاضر ، بل يعيش الأمل في غد يلمع برؤى النمو والإزدهار وينعم بالتجديد والإبداع ؛ متجرداً من غباء التعصب والكراهية والتخلف ، ومقتحماً أبواب المستقبل في شجاعة وإقدام ، مستمتعاً بما في الحياة من خير وحب وجمال .