الأقباط متحدون - رئيس أمريكا القادم وزن الفيل
أخر تحديث ٠٤:٣٢ | الجمعة ٢٠ ديسمبر ٢٠١٣ | ١١ كيهك ١٧٣٠ ش | العدد ٣٠٤٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رئيس أمريكا القادم وزن الفيل

رئيس أمريكا القادم وزن الفيل
رئيس أمريكا القادم وزن الفيل

 يُطلقون عليه "رب العائلة المحظوظ"، وزنه 200 كيلوجرام، يسخر منه معارضوه بأنه يقود (حزب الشحوم). حقق مؤخرًا فوزًا ساحقًا على منافسته الديموقراطية "باربره بونو"، بحصوله على ٦٠% من الأصوات في ولاية نيو جيرسي.

من أجله أبدى مؤسس موقع فيس بوك للتواصل الاجتماعي، مارك زوكربيرج، اهتمامًا بالعمل السياسي، بعدما أعلن في يناير الماضي تنظيم فعالية، لجمع تبرّعات له. ينظر إليه الكثير من الجمهوريين والديمقراطيين باعتباره المرشح الرئاسي المحتمل في عام 2016.
 
من منطلق أن الأمريكيين يفكّرون في رئيسهم المقبل من الآن، ولأن كل المؤشرات تشير أن كريس كريستي القادم الى البيت الأبيض في 2016، بتأييد ديمقراطي، رغم أنه جمهوري، وصفته مجلة تايم الأمريكية بأنه فيل في حجرة! اسمه الكامل كريستوفر جيمس كريستي، برج العذراء، فهو من مواليد 5 سبتمبر 1962م.
 
له مواقف إيجابية مع المسلمين، فهو الذي عيّن المسلم الأمريكي سهيل محمد قاضيًا في ولاية نيو جيرسي، رغم اعتراض الكثيرين عليه، معادٍ للسامية، يملك قدرة فائقة على العمل الشاق.
 
والده محاسب قانوني معتمد، من أصل اسكتلندي، ووالدته من أصول صقلية، تخرّج في جامعة ديلاوير، وحصل على ليسانس الآداب في العلوم السياسية عام 1984، ومدرسة الحقوق بجامعة سيتون هول، والدكتوراه في القانون، كما حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة روتجرز وجامعة مونموث.
 
استمر يمارس مهنة المحاماة حتى عام 2002، وانتُخب نائبًا في البرلمان لمقاطعة تسمّى فريهولدر ، في مقاطعة موريس، شارك في حملة الرئيسين جورج بوش الأب وجورج دبليو بوش، وبالإضافة للمحاماة، تدرّج كريستي في الترشيحات المحلية، بداية بمجلس بلدية، وصولا لرئاسة الحزب الجمهوري في المدينة والولاية. وأضاف إلى ذلك انضمامه لمكتب علاقات عامة، مما أثار نقاشًا حول علاقاته مع رجال الأعمال، وخلط المال بالسياسة.
 
في سنة 2004، ترشّح وفاز بمنصب المدّعي العام للولاية. وبعدها بخمس سنوات، ترشح وفاز بمنصب حاكم الولاية. لكن اتهامات الفساد السياسي ظلت تطارده، بالإضافة لاتهامات منظمات حقوق الإنسان، خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، بأنه استغلّ الحرب ضد الإرهاب، ليس فقط ضد المسلمين، ولكن، أيضا، ضد معارضيه من اليساريين والتقدميين والليبراليين.
 
 
 
في عام 1986، تزوّج ماري بات كريستي فوستر، زميلته في جامعة ديلاوير، وعاشا في شقة استوديو في ولاية نيو جيرسي، زوجته عملت في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية، ثم في وول ستريت بشركة كانتور فيتزجيرالد، وتركت الشركة في عام 2001 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، ويعتقد أن سنوات عملها هناك، واستمرار علاقاتها القوية مع تجّار المال، سبب تأييد كثير من هؤلاء لزوجها. حتى إن بعضهم قال مؤخّرا: إنهم سيتبرّعون له أكثر إذا ترشح لرئاسة الجمهورية.
 
لديهما أربعة أولاد، أندرو (مواليد 1993)، سارة (من مواليد 1996)، باتريك (ولد 2000)، وبريدجيت (ولد في 2003)، وكريس ومار، يعشقان الاستماع للموسيقى، والمشاركة في الحفلات.
 
ويرى الكثيرون أن اشتراك الولدين والبنتين مع والديهما في أي حملات انتخابية، سيلعب دورًا كبيرًا في فوز الوالد. كما حدث في انتخابات الولاية، وذلك لأن خلفيته ايرلندية وإيطالية، وهي خلفية، حسب الثقافة الأمريكية، ترمز لعلاقات عائلية قوية. ويقدم الزوج نفسه على أنه ربّ عائلة محظوظ .
 
في انتخابات 2012، تنافس نحو 10 من قادة الحزب الجمهوري على الترشح باسم الحزب، لخوض سباق الرئاسة الأمريكية، ودار النقاش في غالبيته حول فرص كل واحد منهم، عدا حالة حاكم ولاية نيوجيرسي، كريس كريستي، الذي دار النقاش حول فرصته بالفوز، وأيضًا حول وزن جسمه.
 
وفي استفتاء، قالت غالبية الجمهوريين إن وزن جسمه ليس مهمًا، فيما اعتبرت غالبية الديمقراطيين والمستقلين أن ذلك مهم، ولكن كريس كريستي فاجأ الجميع وكتب على موقعه على الإنترنت، مع شريط فيديو: أنا متأكد 100% أنني لن أترشح (و) لا أريد أن أترشح و قلبي غير مرتاح للترشح .
 
وكريستي، البالغ من العمر 51 عامًا، يعدّ أول حاكم جمهوري لولاية نيوجيرسي منذ سنوات الرئيس الجمهوري رونالد ريجان. واعتُبر فوزه هزيمة للحزب الديمقراطي. ولهذا يتفاءل جمهوريون بأنّه، في حال ترشّح باسم الحزب، ربما سيتمكن من توجيه ضربة أخرى للحزب الديمقراطي.
 
واعترف كريستي أن نمط حياته غير صحي، ردًا على سؤال من بيرس مورجان، مقدّم برنامج مقابلات في شبكة سي إن إن التلفزيونية. وعندما كرر عليه مورجان السؤال، قال إنه يشعر بأنه مذنب بشأن وزنه. وأضاف، وكأنه يعتذر، لكن في واقعية وعقلانية: أنا حقا أكافح لتخفيف وزني. أنا أعرف أنه سيكون من الأفضل لأطفالي إذا سيطرت على وزني. أنا أشعر بالذنب في بعض الأحيان بسبب ذلك .
 
وفي الآونة الأخيرة، قام بعملية تصغير معدة لخسارة الوزن، وقال آنذاك: إنها مسألة صحة طويلة الأمد . لكن المعلقين قالوا إن أنظاره تتجه إلى البيت الأبيض 2016 .
 
وكريستي له مكانة، خاصة عند شرائح النساء والمنحدرين من أصول لاتينية، وكذلك لدى السود، مما يشكّل سابقةً مهمة، كون دعم الأقليات للحزب الديموقراطي قد أصبح من المسلّمات في السنوات الأخيرة، إضافةً لرفضهم لسياسات الجمهوريين العنصرية ضدهم، الأمر الذي دفع كريستي ليطلب من زملائه في واشنطن النظر لما يحصل في ولايته وأخذ العِبَر، مشددًا أن إعادة انتخابه توجّه رسالة تتجاوز ولايته، يقول عنه ميت رومني، المرشح الجمهوري الذي خسر أمام باراك أوباما في العام 2012، إن كريستي يمكنه إنقاذ حزبنا .
 
 
 
وكريستي يعارض الإجهاض وزواج مثليي الجنس، ويعرف عنه أنه جمهوري متشدّد، قاد حملة قاسية خلال الحملة الانتخابية، تضامنًا مع ميت رومني، المرشّح الجمهوري، وصلت حد وصفها بالوقحة ضد أوباما، ولكن عندما حصلت كارثة الإعصار، توقفت الحملات الانتخابية من الطرفين, ووقف أوباما مع حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي ضمن فريق عمل واحد، لمواجهة تحدي آثار الإعصار، وإعادة البناء.
 
تناسوا كل ما يفرّقهم وتناسوا مصالحهم الشخصية والحزبية، لأنهم أمام أزمة وطنية ، وكارثة تمثلت في الإعصار والدمار الذي خلّفه، مدركين أنهم أمام تحدٍ وطني .
 
وبعد مرور إعصار ساندي، قام بجولة تفقدية إلى جانب الرئيس باراك أوباما في الولاية، قبيل الانتخابات الرئاسية، وقد استهجن الجناح المتشدّد في حزبه هذا الأمر، لكن هامش شعبيته ارتفع كثيرَا بسبب هذا التصرّف.
 
وأثبت كريستي قدرته على جمع المواطنين المؤيدين له، وفي آخر أيام الحملة الانتخابية، أقر بان إعادة انتخابه توجّه رسالة تتجاوز ولايته. وقال ردًا على سؤال حول ما إذا كان يستعد لمستقبل سياسي خارج نيو جيرسي: أنا لا أستعد لذلك، لكنني أعتقد أنه أمرٌ حتميٌ . وأضاف: إن ما يريد الناس رؤيته هو أمر غير معتاد، مقارنة مع ما قام به حزبنا في السنتين الماضيتين .
 
وبفوز كريستي، أصبح ترشّحه للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري للسباق الرئاسي في ٢٠١٦، أمرًا شبه محسوم، فقد أظهر استطلاع أجرته جامعة كوينيباك في إبريل، أن كريس كريستي هو أكثر المرشحين الجمهوريين شعبية، وذلك بفضل تخفيضاته للميزانية، ووقوفه في وجه نقابات العمال الحكوميين.
 
وفي الواقع فإن العرب والمسلمين قد يدعمون كريستي، فرغم هجومه الشديد عليهم بعد أحداث 11 سبتمبر، فإنه يقف في صف القوى الإسلامية، وفي أثناء عمله كمدعٍ عام للولايات المتحدة بنيوجيرسي، دعم كريستي محمد القطناني، إمام المركز الإسلامي في مقاطعة باسيك، وأثنى عليه قائلا إنه رجل ذو نية عظيمة الحسن . على الرغم من أن القطناني كان قد تهجّم علنًا على اليهود، ودعا لدعم حركة حماس المصنّفة كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة.
 
وبالإضافة لذلك، عيّن كريستي أحد كبار مساعديه، مساعد المدعي العام تشارلز ماكينا، للإدلاء بشهادة كشاهد شخصي للقطناني، وفي 2010 بعد قيام ديريك فينتون بحرق ثلاث صفحات من القرآن، في مراسم ذكرى الحادي عشر من سبتمبر، حصل رئيس مؤسسة نيوجيرسي للعبور، على إذن بفصله من العمل من كريستي، الذي أيّد القرار بشكل علني، وقال: ليس لدي إشكال في فصله من عمله .
 
وفي 2011، عيّن كريستي سهيل محمد، في محكمة ولاية نيوجيرسي العليا. والذي يتضمن سجلّه عمله مستشارًا عامًا للاتحاد الأمريكي المسلم (الذي صرح بأن فريقا عسكريًا صهيونيًا قام بتدبير أحداث الحادي عشر من سبتمبر)، وكان كذلك متحدثًا باسم السجناء المسلمين، الذين أضربوا عن الطعام، بسبب سجنهم خلال رمضان، ومدافعًا عن عضو الجهاد الإسلامي الفلسطيني سامي العريان (و الذي قال محمد عن لائحة اتهامه إنها عارية من الصحة وتشبه مطاردة الساحرات )، وساعد أيضًا في الدفاع القانوني عن القطناني. محمد ليس محاميًا للإسلاميين، ولكنّه واحد منهم.
 
وعندما سأل أعضاء من لجنة مجلس شيوخ نيوجيرسي القضائية محمد أسئلة صعبة، حول حماسه للقانون الإسلامي، أو ما يعرف بالشريعة، سخر كريستي من أعضاء اللجنة قائلاً: الشريعة لا علاقة لها بهذا على الإطلاق. إنه جنون. إنه جنون. هذا الحديث حول الشريعة حماقة. إنه مجرد جنون، وقد تعبت من التعامل مع المجانين. أعني أنه ليس من الضروري اتهام هذا الرجل بأشياء فقط بسبب خلفيته الدينية .
 
وأبدى مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) سعادته بهذا التصريح، وشكر كريستي، وأشاد به.
 
وفي 2012 عندما اكتشف كريستي قيام إدارة شرطة نيويورك بعمليات مراقبة للإسلاميين، في مدن نيوجرسي نيوارك ، و نيو برونزويك ، غضب بشدة، ووصف ذلك الفعل بأنه متغطرس، ويدل على خوف مرضي، وسخر أيضًا من مفوّض شرطة نيويورك ريموند كيلي قائلا إنه العارف بكل شيء، الرائي لكل شيء .
 
وبذلك، يقف كريستي في صف الإسلاميين، مما يعد تغيّرًا كبيرًا في عقيدة الجمهوريين المؤيدة على طول الخط للصهيونية، ولكن هذا لا يمنع أن يكون كريستي مؤيّدًا لإسرائيل، وهو ما يظهر جليّا في خطاباته، إلى جانب زيارته للقدس.
 
فهل يعنى ذلك أنه من اللاعبين على كل الحبال بذكاء واقتدار ورشاقة؟ سؤال تجيب عنه الأيام المقبلة، إذا تمّ انتخابه في 2016.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.