بقلم : مجدى نجيب وهبة


 لم أفاجئ بالخبر الصادر من النيابة العامة بإحالة أوراق \"محمد مرسى العياط\" ، وعصابته بالكامل إلى محكمة الجنايات للنظر فى أكثر من قضية تمس الأمن القومى المصرى ، مثل قضايا التخابر مع دول أجنبية لهدم الجيش المصرى ، وقضايا لإفشاء أسرار عسكرية ، وقضايا للتواطئ على تسليم سيناء لحماس .. فهذه التهم جميعها تقع تحت طائلة الخيانة العظمى للبلاد .. ** توقعت كل هذه القضايا ، بل طالبنا أن يلتف حبل المشنقة حول رقبة المتهمين .. وبعد تقديم كل المستندات بالصوت والصورة الدالة على تورط هذا التنظيم الإرهابى والمجرم فى كل الجرائم .. قررت النيابة العامة إحالتهم لمحكمة الجنايات ، وهى تعتبر المرة الأولى فى تاريخ مصر أن يحال رئيس الدولة إلى محكمة الجنايات .. إذن ، فماذا يعنى قرار الإحالة ؟!!!.. ** أولا .. يعنى أن هناك جهات عديدة وأفراد تورطوا وشاركوا فى المؤامرة .. أولهم هو المجلس العسكرى السابق برئاسة المشير \"محمد حسين طنطاوى\" ، والفريق \"سامى عنان\" ، وبعض أعضاء المجلس العسكرى السابق .. لأن هذه القضية ببساطة يتم الكشف عنها منذ عام 2005 ، وهى كما قالت بعض المصادر القضائية أنه مرت بثلاثة مراحل ..

وأخر هذه المراحل تلك التى بدأت بعد إندلاع نكبة 25 يناير .. ** وإذا كانت كل الأجهزة الأمنية عملت تحت قيادة مصرية ، فالشئ الطبيعى أن يكون هذا الملف فى حوزة المجلس العسكرى السابق ، بل أكثر من ذلك أن كل أعضاء المجلس العسكرى السابق يعلمون بكل تفاصيل المخطط الشيطانى .. فإذا كان المخطط معلوم لكل الجهات الأمنية ، فكيف يرضخ المجلس العسكرى ويتواطئ فى تسليم مصر للإخوان ؟!!.. ** لقد حذرنا المجلس العسكرى فى مقالات عديدة .. ولكن يبدو أن المسئول الإعلامى لهذا المجلس لا يقرأ ولا يفهم ، بل كل ما كان يعنى المجلس هو نشر الأكاذيب والوعود الفاشينكية التى كان يطلقها المشير طنطاوى ، والفريق عنان من وقت لأخر على الفيس بوك .. بل أن بعض التصريحات التى كانت تصدر من بعض أعضاء المجلس لصالح الوطن .. كان المشير يعود وينفيها ، بعد أن كان المجلس العسكرى السابق يتلقى تهديدات بالمليونيات وإحراق الوطن من مرسى وعصابته ، ومن أبو إسماعيل وجماعته ، وتهديدات من تنظيم الجهاد والمطالبة بالإفراج عن كافة المعتقلين من الجماعات الإسلامية ، وهو ما كان يستجيب له المجلس العسكرى .. وإذا كان كذلك فمن يحاكم المجلس العسكرى ، ومن يعوض مصر هذا الخراب الذى عانت منه منذ إندلاع نكبة 25 يناير 2011 ، وحتى الأن ...
• ماذا يعنى قرار الإحالة للجنايات ؟ .. ** الجميع يعلم أن هناك تزويرات فجة فى الإنتخابات الرئاسية الأخيرة بين مرسى العياط والفريق \"أحمد شفيق\" .. ومع ذلك ، ومع تقديم كل البلاغات الدالة على صحة هذه التزويرات .. فلماذا أصرت اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية أن تستمر فى المهزلة ، وأن تعلن نتيجة الإنتخابات الرئاسية وهى تعلم جيدا أنها مزورة ، وغير حقيقية .. فما هو دورها فى التصديق على هذا التزوير ، هذه اللجنة التى يرأسها المستشار \"حاتم بجاتو\" ، الذى توهم أن جريمته هو وأعضاء لجنة الإنتخابات الرئاسية لن يكتشفها أحد ، ولن يفتح ملفاتها أى إنسان .. بعد أن تأكد أن محمد مرسى العياط أصبح رئيسا لمصر ، ولذلك فهو تورط أكثر وأكثر بقبوله منصب وزير الدولة للشئون القانونية ، وظل يدافع عن مرسى وعصابته فى مجلس الشورى العار .. ** وعندما شعر بجاتو أن المركب تترنح بمحمد مرسى وعصابته ، وإنها ساعات قليلة ويعزل من منصبه ، فإدعى البطولة وقرر أن ينجو بنفسه وقدم إستقالته .. أما الشئ المدهش أن يتم إعادته كمستشار للمحكمة الدستورية العليا بقرار من الرئيس المؤقت عدلى منصور ، ومن هذه اللحظة لم نسمع أى شئ عن المستشار \"حاتم بجاتو\" لا فى الإعلام ولا فى الصحافة .. فيبدو أن الأوامر وصلته بأن يختفى من المشهد حتى ينسى الشعب المصرى جريمته ، ولم يكن بمفرده ، بل معه المستشار \"عبد المعز إبراهيم\" ، والمستشار \"فاروق سلطان\" .. ** والسؤال هنا .. ما دور هؤلاء ؟ .. وإذا كانوا يدعون أنهم لا يعلمون المخطط الذى ينفذه مرسى وعصابته بالتآمر مع جهات أمريكية وأوربية وقطرية وتركية وحمساوية لتدمير وإسقاط مصر .. فلماذا تآمروا على مصر ، ووافقوا على مشاركة قضاة إخوان لتزوير الحقائق .. ** السؤال هنا .. من يحاكم هؤلاء ومن يحاسبهم ، ومن يدفع ثمن دماء المواطنين التى سقطت ، وأرواحهم التى أزهقت فى كل ربوع مصر .. ألا يعتبروا شركاء فى كل هذه الجرائم الإرهابية ؟ ..

ماذا يعنى قرار إحالة محمد مرسى وعصابته للجنايات ؟.. ** يعنى إعادة النظر فى حكومة الببلاوى ، وإعادة فحص التصريحات التى أطلقها رئيس الحكومة \"حازم الببلاوى\" ، برفض إعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية بزعم أنه لا يمكنه اعتبار ذلك إلا بعد إصدار حكم قضائى بذلك .. وهو يعلم انه قرار سيادى يصدر من رئيس الدولة وليس من المحكمة .. وتصريحات المستشار السياسى\"مصطفى حجازى\" ، والذى قال نصا \"إن جماعة الإخوان المسلمين جماعة ليست محظورة ولكنها تحتاج لتقنين بعض أوضاعها\" .. وأن يعاد النظر فى تصريحات د.\"زياد بهاء الدين\" ، وتصريحات \"د.حسام عيسى\" ، ود.\"أحمد البرعى\" ، والمستشار الإعلامى \"أحمد المسلمانى\" .. بل ونفتح تحقيق كامل ضد كل هؤلاء .. وعلى رئيس الدولة المؤقت إتخاذ قرار حاسم وفورى بإقالة حكومة الببلاوى وفحص ملفاتهم .. ** إحالة ملف مرسى العياط وعصابته للجنايات تعنى أن يكف المتنطعين وأصحاب العاهات المأجورين الذين لا عمل لهم وكل منهم يحمل لقب ثائر أو ناشط سياسى ، أو من يتحدث بإسم الشعب ، وعلى رأسهم حركة تمرد التى يبدو أنها مصرة على أن يواجهها الشعب المصرى بعد أن مللنا من تصريحاتهم العنترية .. فمن هم حتى نقرأ تصريحات بإسم مؤسس الحركة ، أو مسئول الحركة ، وما هى صفتهم حتى يرددوا أنهم سيرحبون بترشيح الفريق أول عبد الفتاح السيسى لرئاسة مصر ، أو إنهم لا يؤيدون ترشيح الفريق السيسى ، وأن يكون رمز للوطنية .. ** من أنتم حتى توافقون أو ترفضون .. لقد سبق أن لمحت فى مقال سابق أن دوركم هو دور جرسون يقدم المشاريب للجمهور ، وهذا ما فعلتموه عندما شعرتم أن هناك غضب شعبى جارف ضد محمد مرسى العياط ..

فما فعلتموه هو أنكم نزلتم الشارع ، وحصلتم على بعض التوقيعات بسحب الثقة من محمد مرسى ، وأعجب الشعب المصرى بالفكرة .. فبدأت فى الإنتشار سريعا مثل لعبة الهيلاهوب فى الستينات .. وإنتهت .. فكفاكم تنطع .. ** كما أحذر أى مسئول فى الدولة ، وعلى رأسهم السيد المستشار \"عدلى منصور\" ، بأن يسمح لبعض هؤلاء الشباب ومن يطلقون على أنفسهم قوى سياسية ، أو تيارات حزبية للإجتماع بهم وأخذ رأيهم .. فهؤلاء جميعا لا يمثلون الشعب المصرى ، بل يمثلون أنفسهم فقط .. وعلى رئيس الدولة إحترام الإرادة الشعبية ، وألا يزج بإسم الشعب المصرى فى أخذ رأى هؤلاء الصبية .. فثورة 30 يونيو هى ثورة شعبية خرجت تجمع كل أطياف الشعب المصرى .. فالشعب المصرى هو من يمثل نفسه ولا يمثله أحد .. ** فبالنسبة للدستور .. الشعب سيقول كلمته بنعم ، وبالنسبة للإنتخابات .. فالشعب يريد الرئاسة أولا ، وبالنسبة للبرلمان فالشعب قال كلمته بنعم للإنتخابات بنظام الفردى وليس القائمة .. وبالنسبة لترشيح أى فصيل من تيار الإخوان المسلمين ، فالشعب قال كلمته بلا للإخوان .. لا للإخوان .. لا للإخوان .. حمى الله مصر وشعبها وجيشها !!.. مجدى نجيب وهبة صوت الأقباط المصريين