ماجد ميشيل عزيز
كان يعتقد البعض من غير المؤمنين ان قصه استضافه ثم استعباد ثم خروج بني اسرائيل من مصر زمن الفراعنه هي قصه خياليه مؤلفه لا دليل علي وجودها حيث ان هذه القصص توجد في التوراه فقط و الحضارات القديمه لم تسجلها او تذكرها ...لكن علم الاثار الحديث ربما يجد اجابه لبعض هذه التساؤلات مع ان هناك مشكله كبيره عند محاوله التحقق من هذه الروايه لان الشعوب و منهم قدماء المصريين لا تذكر الا انتصاراتها و امجادها اما الهزائم فاما تتجاهلها تماما او تقلل منها او تصورها في صوره نصر مبين ..لكن يبدو ان الهزيمه الساحقه للمصريين القدماء اجد ادنا و الهتهم
امام اله بني اسرائيل الذين كانوا شعب الله المختار في ذلك الوقت و ليس الان طبعا جعلتهم لا يذكرون هذه الحوادث اطلاقا و تجاهلوها كانها لم تحدث سعيا لمحو هذه الذكري المؤلمه من الذاكره نهائيا .فعشر ضربات مؤلمه ثم غرق جيش الدوله هو فضيحه مدويه لا يصح تدوينها علي المعابد .لكن هناك وصف دقيق في التوراه لحياه قدماء بني اسرائيل في مصر لا يستطيع ان يصفه الا شاهد عيان عاش في مصر زمن هؤلاء الفراعنه و سجل ما شاهد بدقه .. و علم الاثار يؤيد ما جاء في التوراه بعد فك رموز حجر رشيد و قراءه ما هو مكتوب
و ان كانت الدلائل في هذه الحاله تسمي دلائل ثانويه لكنها ذات قيمه فائقه فمثلا تذكر التوراه انه تم تحنيط جسد يعقوب و ابنه يوسف و تمت المناحه عليه لمده اربعين يوما و هذا حقيقي فعند دراسه النحنيط عند قدماء المصريين اتضح انه كان يتم اخراج الاحشاء للفرعون الميت و كبار رجال الدوله و ادخال ملح النطرون الي الجسم و تركه ليجف لمده اربعين يوما حتي لا يتعفن بسبب السوائل به
اما والده النبي موسي فوضعته في سبت من البردي كما تذكر التوراه و هو نبات مصري كان ينمو في المستنقعات المصريه و قد اختفي الان و كانوا يصنعون منه ليس الورق فقط بل المراكب و الحبال و الاسبته ..فقد صنعت امه له سبتا صغيرا او مركبا صغيرا من البردي طلته بالقار حتي لا ينفذ داخله الماء و تركته في النيل ..و ذلك كما تعلمت من البيئه المصريه المحيطه بها
اما اسم موسي النبي نفسه او موشيه بالنطق العبري الذي اسمته به ابنه فرعون الاميره الحنونه الطيبه فيذكر يوسيفوس المؤرخ اليهودي في زمن المسيح انه اسم مصري من مقطعين الاول مو بمعني ماء و الثاني شيه بمعني ينتشل اي المنتشل من الماء كما ان الاسم نفسه متوافق مع اسماء الاسره الفرعونيه الثامنه عشر التي يرجح علماء الكتاب المقدس ان موسي النبي ولد في عهدها لانها جاءت زمن الخروج قبل بناء الهيكل ب 480 سنه فلدينا
احموس الاول قاهر الهكسوس مؤسس الاسره الشهير يتكون اسمه من مقطعين اح بمعني القمر و موس القريب من اسم موسي
معني ابن اي المعني ابن القمر و الي اخر هذه الاسره الفرعون كاموس و الفرعون تحتموس الاول و الثاني و الثالث
فابنه فرعون ستسميه اسما قريبا من اسماء اسرتها لانه ابنها بالتبني و مرشح للملك
بل لدينا الكاهن الجنائزي الذي يرعي قبر الملك كامس و اسمه موس ..هكذا بدون اضافات و لا ينقصه الا الياء
اما اسم مريم فاحدي النظريات تقول انه عبري و معناه بحر المر او انه مصري مشتق من مير اي المحبوبه او حب و كان الاسم منتشر ايضا ذلك الزمن فلدينا مريت اتون و مريت رع حتشبسوت زوجه تحتمس الثالث و الكاهن مري و هي اشتقاقات من مير اي حب فمريت امون معناها محبوبه امون
لكن لماذا جرت الفتاه مريم الذكيه اخت موسي النبي فورا الي الاميره المصريه لتسالها ان كانت تريد مرضعه للطفل الذي
وجدته ؟؟ و مين اتت بفكره انه يمكن ان توظف امها كمرضعه للطفل ؟؟؟
الاجابه : لانه كان يوجد وظيفه مرضعه ملكيه بالفعل في البلاط الملكي الفرعوني خصوصا في الاسره الثامنه عشر كانوا يوظفون مرضعات من العامه للامراء و كانت جزء من البلاط الملكي و لهن نفوذ ا علي الملك و اقاربهن يعينون موظفين كبار و هو ما لم نسمع عنه ..في تاريخ اليهود ..فعامه الشعب من المصريين كانوا يستخدمون هذه الوظيفه للصعود الطبقي
فالملكه نفرتيتي و زوجها اخناتون في احدي الاحتفالات لم يمنحا الا مرضعه الملكه هدايا من الذهب
و لم تكن المرضعه زمن الفراعنه مرضعه فقط بل تقوم بالتربيه ايضا و هذا واضح في النقوش الفرعونيه و هو ما ذكرته ا التوراه بدقه فقد عاش الطفل موسي مع امه الحقيقيه حتي كبر " و لما كبر الولد جاءت به الي ابنه فرعون فصار لها ابنا و دعت اسمه موسي و قالت اني انتشلته من الماء " خر1 : 10 و ذكرت التوراه ان الاميره ابنه فرعون اعطتها اجرتها
و هذا يفسر لنا لماذا لم ينسي موسي شعبه الاصلي فقد اخبرته مربيته او امه بالسر بانه عبراني الاصل فلم يتنكر لهم و يتعالي عليهم و عندما راي عبرانيا يتم ضربه من مصري قتل المصري
لكن هل تم استعباد العبرانيين في مصر فعلا كما ذكرت التوراه
هناك دليل مذهل علي استعباد العبرانيين في مصر ..انها لوحه تم اكتشافها في مقبره ريخمير حاكم طيبه وزير تحتمس الثالث و بها احد العبيد الاسيويين ربما هو عبراني فعلا مع العبيد النوبيين يعملون في صنع قوالب الطوب اللبن بينما
رئيس العمال المصري يحذرهم : لا تكونوا كسالي فالعصا في يدي
انها نفس العباره التي وردت في التوراه علي لسان فرعون نفسه اثناء شكوي العبرانيين من عدم قدرتهم علي صنع الكوته
.المطلوبه منهم من الطوب اللبن : " فقال متكاسلون انتم متكاسلون لذلك تقولون نذهب و نذبح للرب ...خرو5:6
كما ان اسلوب الضرب وموظف فرعون الممسك بالعصا المصور في مقبره الوزير ريخمير حدث فعلا و فعلها و ضرب العبرانيين بالفعل هو و زملاؤه فقد ذكرت التوراه ذلك ..: " فضرب مدبرو بني اسرائيل الذين اقامهم عليهم مسخرو فرعون و قيل لهم لماذا لم تكملوا فريضتكم من صنع اللبن امس و اليوم كالامس و اول من امس ...خر 5 :
14
اما التبن الذي طلب منهم المسخرون ان يجمعوه ذلك لان المصريين كانوا يخلطون التبن بالطين لجعل الطوبه متماسكه بعد جفافها فيقوم التبن بجمع اوصال الطوبه مع بعضها فلا تتفكك و قد كان اليهود يبنون مدينتين في الشرقيه بالطوب اللبن هما كما ذكرت التوراه رعمسيس و بيثوم و هي اسماء مصريه تعني بيت رمسيس و بيت اتوم و تم اكتشاف موقعهما ا القرن السابق في الشرقيه قرب بلده قنتير الحاليه و ليس لهم علاقه بالاهرامات
مطلقا التي بنيت زمن الدوله القديمه و ليس في الوقت الذي كان فيه العبرانيين في مصر
ان المكتوب في التوراه هي كتابه شاهد رؤيه و الشاهد هو نفس الطفل الذي كان في سبت البردي و تعلم القياده و القراءه وا
لكتابه وا
لحكمه في بيت فرعون الملكي و كتب كلامه مسوقا من الروح القدس بوحي الهي ا