الأقباط متحدون - كير يعلن استعداده للحوار مع نائبه السابق المتهم بمحاولة الانقلاب
أخر تحديث ٠٢:٤٨ | الخميس ١٩ ديسمبر ٢٠١٣ | ١٠ كيهك ١٧٣٠ ش | العدد ٣٠٤٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

كير يعلن استعداده للحوار مع نائبه السابق المتهم بمحاولة الانقلاب

مواطنون من جنوب السودان ورعايا أجانب تدفقوا على مطار العاصمة جوبا فور إعادة فتحه أمس للمغادرة في ظل أوضاع غير مستقرة (رويترز)
مواطنون من جنوب السودان ورعايا أجانب تدفقوا على مطار العاصمة جوبا فور إعادة فتحه أمس للمغادرة في ظل أوضاع غير مستقرة (رويترز)
 الجيش يؤكد أن الأوضاع في جوبا تحت السيطرة.. وتضارب حول سقوط قاعدة في يد قوات موالية لمشار

أعلن رئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، استعداده للجلوس مع نائبه السابق رياك مشار الذي اتهمه الاثنين الماضي بأنه وراء عملية انقلاب فاشل ضد حكمه، غير أن مسؤولين حكوميين قالوا إنه ليست هناك تفاصيل حول هذا «الحوار»، مؤكدين عودة الحياة إلى طبيعتها وأن الأمور في العاصمة جوبا «تحت السيطرة». لكن تقارير أخرى أشارت إلى سقوط قاعدة عسكرية في ولاية جونقلي في يد قوات موالية لمشار، في وقت حمل فيه وزير سابق وقيادي في الحزب الحاكم كير مسؤولية الأحداث التي جرت.
وقال كير في لقاء مع الصحافيين: «سأجلس معه إلى طاولة محادثات، لكن لا أعلم ماذا ستكون نتيجتها».. دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل حول الحوار، ومن يقف وراءه إقليميا أو دوليا.
 
من جانبه، قال وزير الخارجية في جنوب السودان، الدكتور برنابا مريال بنجامين، لـ«الشرق الأوسط»، إن حكومته دائما تقف مع الحوار، وإن كير سبق أن أصدر عفوا رئاسيا عن عدد من قادة الميليشيات الذين كانوا يحاربون الدولة من داخل السودان. وأضاف أن «مشار ومجموعته قاموا بانقلاب فاشل وتعاملت معه الحكومة، ولكن مع ذلك باب الحوار مفتوح لهم»، لكنه عاد وقال: «لم ندخل في التفاصيل حول أجندة الحوار، أو أن تكون هناك جهات، سواء إقليمية أو دولية، تقف وراءه»، مشيرا إلى أن عددا من الدول الإقليمية ومن المجتمع الدولي أبدت قلقها لما يجري في بلاده وطالبت بالتهدئة.
 
وكشف بنجامين عن أن لجنة وزارية من دول الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا، التي تعرف بـ(الإيقاد)، ستصل إلى جوبا اليوم للوقوف على الأوضاع، نافيا أنها تختص بالحوار بين الأطراف. وقال إن «مسألة تهيئة المناخ بإطلاق سراح المعتقلين من قيادات الحزب الحاكم المتورطين في الانقلاب، سابقة لأوانها».
 
غير أن وزير التعليم العالي السابق، القيادي في حزب «الحركة الشعبية» الحاكم، الدكتور بيتر أدوك، حمل كير مسؤولية ما جرى في الأيام الماضية من اقتتال بين قوات الجيش، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «كير غير جاد في مسألة إجراء أي حوار».
 
وأشار إلى أن «كير رفض الحوار عبر المكتب السياسي ومجلس التحرير في الحزب، فكيف يقبل به بعد هذا القتال وعلى أساس عرقي الآن؟»، مؤكدا أنه «لم يحدث انقلاب من مشار أو القيادات التي جرى اعتقالها على الإطلاق، لكن سلفا وجد ذريعة في اشتباكات بين وحدات عسكرية».
 
وأطل مشار، الغائب منذ الأحد الماضي، أمس، في حديث مع موقع «سودان تريبيون» دون تحديد موقعه، قال فيه إن «محاولة الانقلاب التي نسبتها إليه السلطات ليست سوى ذريعة من الرئيس سلفا كير للتخلص من خصومه السياسيين».
 
من جهة أخرى، أوضح وزير الخارجية أن رئيس هيئة الأركان لجيش البلاد جيمس هوث، وهو من يشرف على القوات المسلحة، من قبيلة النوير التي يتحدر منها مشار، مستدلا بذلك على أن ما يحدث ليس حربا عرقية بين قبيلتي «الدينكا» و«النوير».
 
وأشار بنجامين إلى عودة الهدوء للبلاد، وأن الحياة أصبحت طبيعية وجرى استئناف حركة الطيران الداخلي والخارجي منذ الأمس. كما نفى ما تردد في بعض الوسائط عن احتلال قوات تابعة لقائد الجيش بيتر قاديت، الذي انضم إلى مشار، مدينة «بور»، عاصمة ولاية جونقلي.. لكن كير كشف في حديثه عن أن قاديت شن هجوما علي منطقة جونقلي دعما ومساندة لمشار.
 
ومن جهته، أكد المتحدث باسم الجيش الشعبي، فيلب أقوير، لـ«الشرق الأوسط»، أن منطقة «بور» تشهد عمليات «حالة توتر» ويدور فيها القتال منذ أول من أمس، بيد أنه أضاف أن قواته لا تعرف حتى «الآن من يقاتل من».
 
وبينما نفى أقوير وقوع أعمال عنف أو قتال في واو وأبيي وبانتيو، أوضح أن نائب الرئيس الأسبق مشار يختفي في منطقة «مابيل» ويتحرك بين الاستوائية الوسطى وجونقلي، وأن الأمين العام لـ«الحركة الشعبية»، باقان أموم، موجود في الحبس.
 
وكان المتحدث باسم الحكومة ذكر الثلاثاء أن 10 من «المتورطين» في المحاولة الانقلابية جرى القبض عليهم، بينما هرب آخرون، بينهم رياك مشار باتجاه تركاكا، وأن كل من تعبان دينق وباقان أموم ما زالا مختفيين، ولا يعرف مكانهم.. وهو الأمر الذي عدته زوجة أموم، من قبيل «تبييت النية لتصفية زوجها».
 
ونقلت تقارير صحافية أن قوات موالية للرئيس سلفا كير ميارديت فرت من مدينة «بور» بولاية جونقلي إلى الغابات المجاورة، حين باغتتها قوات تنحدر من قبيلة النوير، وأن القوات المهاجمة سيطرت على حامية المنطقة العسكرية، وقتلت قادة كبارا.
 
واستهدفت القوة المهاجمة الثكنة العسكرية بالمدفعية والدبابات والقنابل وقاذفات الصواريخ، ووجهت نيران أسلحتها إلى أماكن إقامة كبار الضباط عند بدء الهجوم، ولا يعرف على وجه التحديد مصير هؤلاء القادة.
 
بينما ذكرت تقارير أخرى أن القوات المنشقة، بقيادة قاديت، شنت هجوما على المدينة، لكنها خرجت منها بعد معارك، وعاد المواطنون إلى ديارهم. ولم يتسن التأكد من التقارير المتضاربة من مصادر مستقلة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.