الثلاثاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٣ -
١٠:
٠٦ م +02:00 EET
التقويم القبطى والزراعة والÙلكلور
بقلم: د.ماجد عزت إسرائيل
المثل الشعبي هو عبارة عن جملة قصيرة تØمل معني ومضمونا كبيرًا، ولا يعر٠لها مؤلÙØŒ بل يتوارثها الناس جيلاً بعد آخر ويØتÙظ منها كل جيل بما يتناسب مع Øياته ÙˆÙكره وثقاÙته، كذلك Ùإن الأمثال تعكس لنا المعتقدات الدينية المختلÙØ© والنواØÙŠ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقاÙية، وعادة ما يراعى ÙÙŠ المثل أن يكون به بعض السَجع وان يكون جملة قصيرة لكي يسهل ØÙظة ،وهذه الأمثال من توليدات المعرÙØ© والÙطنة، وهي تبين كي٠تØكم الجماهير علي الرجال والأشياء Ùˆ غالباً ما تØتوى على مجموعة من الأمثال الدينية والØكم المأثورة عن القدماء.
منذ آلا٠الســنين، كان التقـــويم (السنة المـــالية) دليلاً ناÙعاً ودقيـــقاً للطقس وللÙصول وللـزراعة ولأØوال النيل ÙˆÙيضانه وتØاريقه (انخÙاضه)ØŒ ولا يـــزال المـــزارعون يراعونه ÙÙŠ كل ما يخص البــذر والØـــصاد، كما كان ÙŠÙــــعل المصري القديم، ولا تــزال تجري على ألسنتنـــا الأمثــال التي تـدل على Øــالة الطـــقس ØŒÙـعن شهـــــور الســنة القبـــــطية، - التي كـانت تستخدم عند تقويم السـنة المـالية- يقال عن شـهر تÙــوت: "ÙÙŠ توت لا تـــدع الÙرصة تÙـوت" أو يقـل: " توت يا تروي يا تÙوت" وهو يواÙÙ‚ Ùيضان نهر النيل وبــذر القمـØØŒ ويقال أيضا"توت ري ولا تÙوت" أي أن الÙÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ لا يستطيع أن يروي أرضه هــذا الشهر، لا يستـــÙيد من زراعتها.
والمثل التالي "توت يقول للØر موت" نسبة إلى انكسار نسبة الØرارة ÙÙŠ هذا الشهر، ومن أشـهر الأمثلة "تـوت Øاوي توت" أي أن الØاوي يتكلم بالعلم والمـــعرÙØ© بلسان الإله توت لـدى الÙراعنة، ونقــــول ÙÙŠ شــهر بابه: "أدخل وأقÙــل البوابة" ويقول المثل أيضا "إن ØµØ Ø²Ø±Ø¹ بابه يغلب النهابة، وإن خــــاب زرع بابه ما يجيبش ولا لبابه" أي أن كثرة المØصول ÙÙŠ بابه مربØØ© مهما انتهب منه.
وقيل ÙÙŠ المثل عن هاتور: "إن Ùاتك هــــاتور اصبر لما السنة تدور" Ùˆ يقال بنÙس المعنى:"إذا تركت بذر البذار ÙÙŠ هاتــور Ùانتظر السنة Øتى تدور" Ùˆ"هاتور أبو الذهب المــنثور" ويقصـــد به هنا القمØØŒ وعن شهر "كيهك"يقال"كياك صباØÙƒ مساك، شيل يدك من غداك، ÙˆØطــــها ÙÙŠ عشاك" إشارة إلى قصر النهار ÙÙŠ هذا الشهر وطول الليل، ويقول المثل أيضًا "البهايم اللي متشبعش ÙÙŠ كياك ادعي عليها بالهلاك"ØŒ أما ÙÙŠ طـــوبة Ùيقول:"أبو البرد والرطوبة" شهر برد ومطر، وكان يسمى بالقبـطية طوبى التي تعنى الغسل أو التنقيـــة أو المطر - برد من ماء طوبة – "شهر طوبة يخلى العجوزة كركوبة"ØŒ أيضا " طوبة تخلي الصبية جلدة والعجوزة قردة" Ùˆ "طوبة تزيد الشمس طـوبة" ويقـول المثل "الغطاس عيد القلــــقاس واللي ماياكــلش قلقاس يوم الغطـــاس ÙŠØµØ¨Ø Ø¬ØªØ© من غير راس" ÙˆÙÙŠ طوبة يشتد البرد، ،ونجد ÙÙŠ المثل أيضا "الاسم لطوبة والÙـــعل لأمــشير" ويقسـم الÙÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ù…ØµØ±ÙŠ طوبة من Øيث الطقس إلى ثلاثة أجزاء هي: "طـــوبة" العـــشر الأيام الأولى من الشهر، Øيث يشتد البرد، والثانية هي"طبــطب" Øيث البرد الذي يجعل الإنسان يطبطب أي يرتعش، أما الثالثة Ùتعر٠بـ "طبـــــاطب" وتØتل العشر أيام الأخيرة، وتعني تقلب الجو من الصــØÙˆ إلى الممــــطر، ويقول المثل كذلك"والله مريتي يا طوبة وما بليتي عرقوبة.
ونقول عن أمشير:"أبو الهواء والزعابير"ØŒ أو "أمشير أبو الزعـــابير الكتير يا خد العـجوزة ويطــير "Ùˆ " أمشير يقول لبرمهات عشرة منى خـــد وعشرة منك هات، نطير العـــجوز بين السكات"ØŒ وقد قسمه الÙÙ€Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ù…ØµØ±ÙŠ إلى ثلاثة أقســـام وهي: مشير ويقـــال لها عشرة الغنـــامي (الراعي) Øيث ينخدع الراعي بالدÙء،ومشرشر أو عشرة المـــاعز، Øيث يعود البرد للاشتـــداد ويكثر هبوب Ø§Ù„Ø±ÙŠØ ÙˆØ³Ù‚Ù€ÙˆØ· المطر وتنÙـق الماعز من شدة البرد، وشراشر ويطلــــق عليه عشرة العجوز Øيث تبدأ العجـــائز ÙÙŠ الØركة بعد ظهور الدÙØ¡ ،بينما نقول عن شهر برمهات: "برد العجوز".Ùˆ يقول المثل "برمهات، Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØºÙŠØ· وهـات قمـØات وعــدسات وبصلات" وهو ما يــــدل على اكتمال نضج المØاصيـــل، وأنها أصبØت صالØØ© لأ تكون غـــذاءً للإنسان.
ÙˆÙÙŠ شــهر برمودة يقول المثل: "برمودة دق العامـــودة" أي دق سنابل Ø§Ù„Ù‚Ù…Ù€Ù€Ø Ø¨Ø¹Ù€Ù€Ø¯ نضـجها، ويقــول ÙÙŠ شهـــر بشنس: "يكـــنس الغيـط كنـــس" Ùˆ " ÙÙŠ بشنس خلي بالك من الشمس" .
أما ÙÙŠ شهر بؤونة ÙترتÙع درجات الØرارة نتيجة تعـــامد الشمس على مدار السرطــان، ويكـــون ذلك ÙÙŠ( 21 يونيو) ÙÙŠØدث الصيـــ٠ÙÙŠ مصر، ويكون الجـــو شــــديد الØرارة، Ùتــقول عنه الأمثـــال:" شهر بؤونة ÙŠÙــــلق الØجر" أو" بؤونة الØــجر" ويقــال أيضا "بؤونة تكتـــر Ùيه الØرارة الملــعونة"ØŒ ويقول المـثل "بؤونه نقـل وتخزين المـونة" أي المؤنة، للاØتـÙاظ بها بقيـــة العام، وكان التـــخزين Ø£Øد عـــادات المصريين القدماء، خشيـــــة الÙيضان الجـار٠أو انقــطاع الÙيـــض.
أما ÙÙŠ شهر أبيب، وهو شهر الÙيضان نقــول: ÙÙŠ" أبيب ÙŠÙور النيل"ØŒ ويقال "أبيب Ùيه العنب يطيب""أبيب طباخ العنب والزبيب""كمــــا يقال ملــوخية ÙÙŠ أبيب هات لبطنك طبيب" ويقول المثل أيضا" أبيب مــية النيل تريب" نسبة إلى الÙيضان، ويقال عن شهر مسرى "تجرى المـــية ÙÙŠ كل ترعه عسرة" Øيث تزداد مياه الÙيضان Ùتغمر كل مصر، أو "إذا Ùـــــات مسرى من غير Ùيضـــان Ùـــلا أمــــل من Ùيضـــان يأتي ÙÙŠ توت "ويقــال "عنــــب مسرى إن Ùاتك متلقـــاش ولا كــسرة"ØŒ ØØ« على الإسراع ÙÙŠ زراعة الذرة .