الأقباط متحدون - التفكير السلبي
أخر تحديث ٠٧:٢٤ | الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠١٣ | كيهك ١٧٣٠ ش ٧ | العدد ٣٠٤٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

التفكير السلبي

مينا ملاك عازر
 
قام مدرب في إحدى الدورات التدريبية بتوزيع بالونات على كل متدرب، طلب المدرب نفخ البالونات وربطها.وقام كل شخص بنفخ وربط البالونة، جمع المدرب الجميع في ساحة مدورة ومحدودة، وقال لدي مجموعة من الجوائز وسأبدأ من الآن بحساب دقيقة واحدة فقط وبعد دقيقة سيأخذ كل شخص مازال محتفظ ببالونته جائزة .....بدأ الوقت وهجم الجميع على بعضهم البعض كل منهم يريد تفجير بالونة الآخر حتى انتهى الوقت وبقى شخص واحد مازال محتفظ ببالونته .
وقف المدرب بينهم مستغرباً ..وقال : لم أطلب من أحد تفجير بالونة الآخر ولو أن كل شخص وقف بدون اتخاذ قرار سلبي ضد الآخر لنال الجميع الجوائز، ولكن التفكير السلبي يطغى على الجميع !!!
 
أعرف ما يجول بخاطرك عزيزي القارئ، أراك تظن في الظنون، وأراك تنسى كل ما كتبته عن الإخوان الإرهابيين المخربين المدمرين، وتتهمني في عقل بالك بأنني طابور خامس، وتعتقد أنني من أنصار المصالحة واحتضانهم، ولكن هذا صدقني ليس صحيح مطلقاً، فأنا لا أرى بديل إلا إقصائهم فهم كاذبون مهما قالوا أو ادعوا، فهم احترفوا الخداع والملاوعة، ولكن سقت لحضرتك تلك القصة سالفة الذكر لأشير إلى أن هناك فكر سلبي نحمله وبيننا حيال بعضنا البعض، كلاً منا لا يريد النجاح للآخر ولا يتمنى له لتوفيق، وكأن نجاحه سيكون على حسابه، العالم الغربي تقدم لأنه أرسى مبدأ دعه يعمل دعه يمر، أما نحن، أوقفه عن العمل اكسر قدمه لألا يمر.
 
قد يرى الإخواني فيما أقوله فرصته ليبرر لمرسي ما جرى، ويقول أننا كنا نحمل حياله فكراً سلبياً وحقدنا عليه لأنه نجح، وقررنا هدمه ولكن هذا في الحقيقة غير واقعي، وإلا ما كنا أنجحناه، فالشعب هو الذي أعطى مرسي وجماعته صوته لينجحوهم ويصلوهم لمنصات الحكم ،وهذا دليل ينفي عن أغلبية المصريين فكرهم السلبي تجاه الإخوان. ومن ثم، فلم يكن داعي من ثورته على الإخوان ورجالهم في الحكم إلا فشل الإخوان أنفسهم.
 
نعم فشل الإخوان في كل شيء أوصلهم لحافة الهاوية حتى لفظهم الشعب، خيانة الإخوان للوطن زاد من بغضة الشعب لهم، لم يلفق لهم الإعلام تهم وإنما اقترفها فعلاً الحكام، لم يحاول الشعب تفجير بالونات الإخوان إلا بعد أن وجد الشعب أن الإخوان يفجرون بالونات الشعب كله بل يفجرون الوطن كله ويهدمونه، وها هم يثبتون ذلك اليوم ما أن خرجوا من السلطة، يهدمون الوطن ويسفكون الدماء دون شعور بذنب أو شعور بأن من يموتون على أيديهم هم من المفترض إخوة لهم في الوطن.
 
توقع الشعب من الإخوان الكثير، واتنظروا منهم الخير فأعطوهم ثقتهم وأصواتهم لكن الإخوان لم يصونوا ذلك، فكر الإخوان السلبي تجاه معارضيهم والشعب دفع الشعب إلى أن يطيح بهم من السلطة
 
المختصر المفيد كثيراً ما تكون أفعالك هي السبب في تغيير الناس رأيهم فيك ولكن غباءك وغرورك يصوران لك غير الحقيقة.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter