الأقباط متحدون - لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ
أخر تحديث ١٩:٢٣ | الاثنين ٩ ديسمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٣٠ | العدد ٣٠٣٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ

   نبيل المقدس
قابل يسوع في الطريق ثلاثة أشخاص يطلبون التلمذة له.
الأول: متعجل في طلبه، وغير فاهم لأتعاب الطريق، يظن أن في تبعيته ليسوع كرامة ومجد لنفسه بين الناس. فوضع الرب أمامه الحقيقة كاملة لكي يراجع نفسه. من يريد أن يتبعنى فليعلم أن إبن الإنسان ليس له أين يسند رأسه. أعطني يا رب أن أقول بملء الفم "أتبعك أينما تمضي" بالرغم من معرفتي أن الطريق كرب والباب ضيق.
والثاني: في قلبه حب، ويريد أن يتبع يسوع، ولكنه متوانيًا إذ أن عليه التزامات وضرورات يؤجل بسببها تبعيته للرب. رفض الرب الارتباك بهذه الالتزامات حينما قال دع الموتي بالروح يدفنون موتاهم. أنه لم يقلل من أهمية هذه الالتزامات، إنما رفض أن يكون ارتباكنا بها أكثر من اهتمامنا به.
أما الثالث: فهو متردد بسبب عاطفته نحو عائلته. والرب لم يرفض هذه المشاعر فيه أيضًا، ولكنه نبههه بأنها إذا زادت يمكن أن تعطله عن تلمذته وتبعيته للرب يسوع. مثل الفلاح الذي يجب أن ينظر إلي محراثه ليكون مستقيمًا عميقًا ولكنه ينصرف عنه بالنظر إلي الوراء حيث يشغله شيء آخر. يداه علي المحراث في العمل ولكن أفكاره في موضع آخر. مثل هذا لا يحسن أن يحرث حقلًا.
إعطني يا ر ب أن يكون الإهتمام بشخصك وبنشر ملكوتك هو الأول والآخر في حياتي. وأتمم كل التزاماتي الأسرية والاجتماعية والجسدية، من خلال محبتي لك.
     بينما كنت أقرأ هذا النص من انجيل لوقا هذا الصباح .. تذكرت فورا أحداث الدستور , وما جاء فيه من مجادلات ومحادثات من لجنة الخمسين والتي كانت تحوي جميع أطياف المجتمع , وهذه حقيقة سوف لا ينكرها التاريخ المصري .. فبدأت اللجنة بعد إستلام الأساسيات الدستورية من لجنة العشرة والتي تتكون من أعظم مستشاري وقضاة ورجال عظماء , يعملون كخلايا النحل بطريقة فيها نوع كبير من التخصصية في كل جوانب المجتمع الداخلية والخارجية . لكن مهما كان العمل فهناك سوف يحدث بعض التباينات في الفكر , لكن نشكر الرب اننا توحدنا في التوافق بعيدا عن المشاكل , وبصراحة كان منظر أداء العاملين في لجنة الخمسين منظر مُشرف وحضاري .. خالي بدرجة 90 % من تحقيق مطالب حزبية او فردية أو حتي لصالح لحركة ثورية معينة .
    نحن كأقباط مصر فوجئنا بتغير في الديباجة وبطريقة لا نعلمها جميعا أهي مقصودة ام هي زلة لسان . فقد جاء هذا الخطأ علي حساب الأقباط ككل مسلمين ومسيحيين . فقد خالفت شرط من الشروط التي قامت عليها ثورة 30 – 6- 2013  وبناء عليه تم وضع خارطة الطريق. الشعب كله الذي خرج في هذا اليوم خرج لكي يطالب بحكم مدني وليس بحكومة مدنية .. وطبيعي هناك فرق بين الإثنين , وطبعا سوف لا أدخل في التفاصيل , بل اذكر أن هذا الخطأ سوف يكون سببا في قيام ثورة ثالثة , إن لم نتحكم وتتوحد جميع أطياف الشعب . فلو جاءت حكومية سلفية وتوهمنا أنها مدنية .. سوف يلفظها جميع أطياف الشعب .. لأن هذه الحكومة الدينية والمصبوغة بالدينية سوف تغيّر من معالم هوية المصري .. وهذا يجعل المصري الأصيل يثور لأنه يثق تماما في عقيدته , ويؤمن تماما بأن لا ولاية عليه في شئون دينه . فهو مسلم وسطي سني . وعاش طيلة عمره مع إخوته بهذه الهوية والتي تتفق تماما مع مباديء عقيدتهم في الأمور الدنياوية , وتعمل علي حفظ هويته المصرية . فالعواقب التي سوف تحدث للأقباط المسيحيين هي نفسها العواقب التي سوف تقع علي الأخوة المسلمين بلا جدال.
   منذ اسبوع تقريبا إستلم رئبس الجمهورية الدستور النهائي , ولم يتبقي إلا إعلان ميعاد الإستفتاء عليه . من هنا وأثناء المقطع الإنجيلي والذي ذكرته أعلي المقال تذكرت أننا وضعنا ايدينا علي المحراث .. ولا ننظر إلي الوراء . صحيح هذا الخطأ المتعمد او غير المتعمد سوف يتطلب من كل مصري مجهودا كبيرا وعظيما كي يحتفظ بمصـر بأنها دولة بحكم مدني  فعلينا أن نتفهم أتعاب الطريق .. ونعلم أن في تبعيتنا لدولة ذات حكم مدني  هي حفظ  كرامة ومجد لكل مصري ..  من يريد أن يتبع هذا الدستور  فليعلم أن ليس له أين يسند رأسه... في سبيل تحقيق أمنيتة بأن تكون مصر دولة بحكم مدني  وهذا أمر لا يحتاج إلاّ وحدة الطوائف المصرية ضد أي طائفة تريد أن تلوي هوية مصر إلي هوية أخري  فأعطني يا رب أن أقول بملء الفم " نعم للدستور " بالرغم من معرفتي أن الطريق كرب والباب ضيق.
     هناك أفراد مترددة  بسبب عاطفتها نحو عقيدتها , فتجد الكثيرين متطرفين .. والرب لم يرفض هذه المشاعر فيهم أيضًا طالما لا يضرون أو يتدخلون في حريات الآخرين ، ولكنه نبه بأنها إذا زادت يمكن أن تعطله عن تنمية مصر وأن تجعله بعيدا عن العمل الذي يؤدي إلي تقدم البلاد. مثل الفلاح الذي يجب أن ينظر إلي محراثه ليكون مستقيمًا عميقًا ولكنه ينصرف عنه بالنظر إلي الوراء حيث يشغله شيء آخر في امور لا تفيد إلا نفسه ... فيداه علي المحراث في العمل ولكن أفكاره في موضع آخر. مثل هذا لا يحسن أن يحرث حقلا أو ينمي بلدا .
      نعم إعطني يا رب أن يكون الإهتمام بشخصك أولا وبنشر"نعــــــــــــم للدستــــــور" لكي أتمم كل التزاماتي الأسرية والاجتماعية والجسدية، من خلال محبتي لك وللوطن ومحبتي للآخرين.
     فلنترك الآن ملابسات ومجادلات التناقضات القليلة والموجودة في الدستـــــــور ونتوجه للإستفتاء عليه .. ونبتدء نحشــــــــد لكلمة " نعـــــــــــم للدستــــــــور " .
     لكن هناك مهام نحو الحكومة ... وقبل أن نذهب لللإستفتاء عليها أن تظهر لنا بعض الضمانات التي تجعلني اتشجع وأتحمل وقفة الطوابير أمام اللجان .. عليها أن تضمن أن جميع القري التي أغلبها اقباط مسيحيين أن يكون لهم حظ في الآمان والسلام للذهاب إلي أماكن الصناديق. كذلك عليها وعلي الأحزاب المدنية والشباب الثوري الواعي أن يقوموا بحملات كثيفة في وعي الناس .. وخصوصا في القري رجالها ونسائها بأن العقيدة الإسلامية لا تتوقف ابدا بكلمة نعــــــــم أو لأ ... فنعم تعني الإيمان السليم الوسطي ... أما "لا" فهي تعني  نصرا لقوي الظلم والفساد والتقييد.
   أخيرا أتمني أن أذهب إلي مكان الإستفتاء ولا أري أو اسمع أن هناك عربيات نقل تدور وتلف في المراكز والقري لتوزيع كراتين الزيت والسكر ... وهذه هي مهمة الجيش والأمن والشعب نفسه.
    فنحن نريد دستورا خاليا من ظفارة الزيت وتوزيع الأموال القذرة والمسروقة من قوت الشعب, لشعب أغلبه فقير ... إن ضمنت هذا كله سوف أذهب فورا من الآن لحين مجيء ميعاد التصويت علي الإستفتـــــــــتاء لكي اقـــــــول  (نعـــــــــــــــــــــــــــــم لدستــــــــــــــــــور 30 – 6 ) .
                                                                             

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter