الأقباط متحدون - تحالف فى الحضانة
أخر تحديث ٠٤:٥٠ | الأحد ٨ ديسمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٢٩ | العدد ٣٠٣٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

تحالف فى الحضانة

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

بقلم : كريمة كمال

هل كنا فى حاجة إلى انفجار الصراع بين القوى الثورية والشرطة مرة أخرى والآن بالذات؟ لا يمكن إلا أن تسأل نفسك هل ما يجرى غباء كما يصفه البعض، وعدم رؤية أم أنه تواطؤ لدفعنا فى طريق مسدود؟.. لا يمكن إلا أن تتساءل عن حقيقة ما يجرى، وعن القوى التى تحرك الأمور لصالحها.. لا يمكن أن تكون كل التداعيات، التى حدثت على هامش تفعيل قانون التظاهر بعيدة عن الهجوم على الحكومة، الذى سبق كل هذا ونعتها بالمرتعشة لتواجه هذا الاتهام بالحسم والعنف، ولكن فى الاتجاه الخاطئ، ونحو العدو الخطأ فى التوقيت الخطأ.

هل إصدار قانون للتظاهر لا ترضى عنه القوى السياسية والمجلس القومى لحقوق الإنسان هو السبيل الوحيد لإعلاء هيبة الدولة فى اللحظة التى تواجه هذه الدولة بجماعة تسعى للقضاء على هيبتها وضربها فى مقتل؟.. هل فى هذه اللحظة يغيب الحرص لمنع الانفصال بين قوى التحالف التى شكلت ٣٠ يونيو، وهو تحالف ليس قويا كفاية، لمواجهة المزيد من التحديات، لأنه ببساطة تحالف بين فرقاء جمعهم رفض الإخوان، ودولتهم الفاشية؟..

هذا التحالف يصمد للإخوان لأنهم العدو الأول له، لكنه فى نفس الوقت يضم بين جنباته من يهتف للعسكر، ومن يهتف ضدهم لتاريخ طويل لا بد من تجاوزه يوما، لكن هذا اليوم لم يأتِ بعد.. هذا التحالف يواجه عدوا واحدا، لكنه فى نفس الوقت يضم أعداء مختلفين لكل طرف من أطرافه، لذا فإصدار قانون التظاهر فى هذه اللحظة بالذات يقرؤه البعض على أنه صادر لضرب الجبهة المدنية من الثوار، ويقرؤه البعض الآخر على أنه موجه للإخوان، بينما صدور القانون يعنى استنفار أطراف إلى الاحتجاج ضد ما رفضوه دوما، وما يشكل لهم العودة مرة أخرى لدولة الأمن...الأهم أن هذا يحدث على خلفية من أوركسترا تعزف من الأمنجية سواء من خلال الصحف أو شاشات الفضائيات أو حتى مواقع التواصل الاجتماعى للتبشير بكل ما هو منافٍ للحريات، وكل ما يمهد للإطاحة بكل مخالف بدعوى مواجهة الإرهاب مع العديد من القصص الملفقة حول عمالة شباب ثورة يناير ورموزها فى حالة من التشويه المتعمد لها لا يمكن أن يخطئها عقل.

لا يمكن أن نخطو خطوة فى مناخ ملبد بعمليات إرهابية، وشوارع تتعرض للعنف فى كل لحظة دون أن ندرك أن الصورة ليست مقصورة فقط على هذا المشهد، لكن نفس هذا المشهد فيه أيضا انعكاس لصور شهداء، بعضهم سقط على أيدى الشرطة، والآخر على أيدى الجيش وتاريخ طويل من القمع على أيدى السلطات، وإذا ما كان ضباط الجيش والشرطة الآن يسقطون شهداء من أجل هذا الوطن فمن الغباء إفساد تنمية التحالف الذى فرضته اللحظة، لأن هناك من يسعى للاستفادة من ضرب هذا التحالف، واغتنام اللحظة لإعادة الأمور لما كانت عليه قبل ٢٥ يناير، وإعادة السطوة للأجهزة الأمنية دون أى تغيير فى الأداء، مما يوسع الهوة بينها وبين المواطنين مرة أخرى، رغم أن القدر قد أعطاها فرصة التلاحم معهم فى مواجهة الإرهاب، الحفاظ على تلاحم ٣٠ يونيو يحتاج لإدراك أن الثورة حدثت، وأن العودة للوراء غير ممكنة، وأنه يجب إعادة التوازن للعلاقات ما بين مكوناته بعيدا عما كانت عليه من قبل، وبعيدا عن أن اللحظة قد جاءت للانتقام لمن هزم. من يتصور أنه يمكن الإبقاء على هذا التحالف بصمغ «مواجهة الإرهاب» ولزق «عمالة الثورة» واهم، وغير مدرك أنه تحالف لا يزال فى الحضانة.

نقلا عن: المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع