- المؤرِّخ "علي ياسين" يطالب بإلغاء مادة الشريعة الإسلامية من الدستور المصري
- "الشيخ": شرعية ثورة 25 يناير أسقطت الدستور و"مبارك" وكل القوانين المقيِّدة للحريات
- محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بـ"قنا" تصدر حكمًا نهائيًا بإعدام "الكموني" وبراءة المتهمين الآخرين
- "ولسن" يتقدَّم باقتراحات لــ"المجلس الأعلى للقوات المسلحة" بشأن التعديلات الدستورية
- في استطلاع أجرته "الأهرام": 44 % لا يؤيدون بقاء مادة الشريعة الإسلامية في الدستور
عدلي أبادير.. الراعي الأول للقضية القبطية عمليًا!
بقلم: جرجس بشرى
من يمسك بقلمه ليتكلم عن المهندس عدلي أبادير يوسف يشعر بالفخر، لأن عدلي أبادير يُعد واحدًا من المصريين الذين صنعوا التاريخ، وليس في هذا الوصف مبالغة على الإطلاق، خاصة وأن أعمال الرجل تتكلم عنه لدرجة أن هناك من كانوا يختلفون مع هذا الرجل عادوا واعترفوا على الملأ بأن مطالبه مشروعة وعادلة وأنه وطني لا يستطيع أحدًا أن يشكك في وطنيته.. عندما أتأمل في حياة وسيرة وكفاح عدلي أبادير، أتذكر آيتين من الكتاب المُقدس وهما "كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله"، وقول يوسف الصديق لإخوته الذين باعوه بعد أن رموه في البئر "أنتم قصدتم بي شر والرب قصد بي خيرًا".
فبرغم الضيقات التي حملها وتحملها الرجل في حياته داخل وطنه، ورغم حملات التشويه التي شنتها الصحف المصرية التابعة للدولة لتلويث سمعته وسيرته، إلا أنها لم تقدر أن تنل من عزيمته وقوة إرادته بل زادته قوة وشموخًا وإصرارًا، فلقد كانت إرادة الله أن يخرج هذا الرجل من وطنه (لا كرامة لنبي في وطنه) ليكلفه بمهمة أعظم، وهي الدفاع عن حقوق المُتآلمين والمقهورين والمتضايقين في مصر من أقباط وبهائيين ونوبيين وشيعة، بل وامتدت رسالته لتشمل الدفاع عن حقوق أقليات مظلومة ومقهورة في بلدان الشرق الأوسط!..
فقد خرج عدلي أبادير من وطنه بعد أن برأته المحاكم المصرية من الظلم الواقع عليه، حاملاً مصر في داخله ووجدانه ومُكرسًا لها كثيرًا من الوقت والمال والجهد حتى تكون من أولى إهتماماته بلا منازع! ولن أكون مُبالغًا إذا قلت أن خروج أبادير من وطنه هاربًا بجلده -كما قال هو ذلك عن نفسه- كان ليس سبب بركة لأبادير فقط، بل كان بخروجه مُضطهدًا بركة للأقباط جميعهم وللقضية القبطية تحديدًا!!
حيث رفع أبادير صوته عاليًا أمام العالم كله مُنددًا بالظلم والإضطهاد الذي تمارسه الحكومات المصرية المتتالية ضد الأقباط وغيرهم من الأقليات وبدعم رئاسي واضح، عبر مؤتمرين عالميين كان لهما بالغ الأثر في إنطلاق القضية القبطية من المجهول إلى العالمية.
أول هذه المؤتمرات المؤتمر الأول الذي انعقد بـ"زيورخ" في سويسرا في أواخر ديسمبر 2004، وثانيهما المؤتمر الدولي الثاني الذي انعقد بواشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية والذي ضم أكثر من 220 من المفكرين والعلمانيين والسياسيين من مصر والسعودية ولبنان والأردن والعراق والبحرين وتونس والسودان وليبيا والولايات المتحدة الامريكية وأستراليا وغيرها، وكان ينفق عدلي أبادير على هذه المؤتمرات مبالغ طائلة ويبذل للإعداد لها مجهودات جبارة.
وقد كان لهذين المؤتمرين دورًا بارزًا في توصيل أصوات الأقباط وغيرهم من الأقليات إلى صناع القرار والمنظمات الدولية الحقوقية في العالم كله.
ومن نتائج المؤتمر الأول لعدلي أبادير ولادة صرح حقوقي عملاق وهو موقع "الأقباط متحدون" الذي حمل على عاتقه كشف فساد الحكومة المصرية وسياساتها الإضطهادية ضد الأقباط والأقليات الدينية والمواطن المصري نفسه أمام العالم كله، لدرجة أن أصبح موقع الأقباط متحدون من المواقع الصحفية والحقوقية المهمة وله قراء ومتابعين سياسيين له بحرص من مصر والسعودية والعراق واليمن وإيران وليبيا والأردن وأمريكا وكندا واستراليا وايرلندا والنمسا وسويسرا وغيرها من الدول.
ولقد كان لعدلي أبادير فضلاً على قضية النوبة لدرجة أن اعترف الناشط الحقوقي البارز حجاج آدول قائلاً: "إن لعدلي أبادير فضل على القضية النوبية ولولا عدلي أبادير ما خرجت القضية النوبية إلى العالمية"، ووصف أبادير بـ"المُدافع عن الإنسانية"، وعرفانًا بفضل عدلي على القضية النوبية كتب حجاج آدول كتابًا بعنوان "الصحوة النوبية" وقد كتب في هذا الكتاب إهداء إلى عدلي أبادير.
ولم يكتف أبادير بالمؤتمرات فقط بل كانت له حوارات ومقالات للحكومة المصرية والرئيس مبارك تنتقد بقسوة وبقوة ودون خوف سياستهما تجاه أقباط مصر وتفضح السياسات الفاسدة التي تُمارس ضد حقوق كافة المصريين.
لقد فهم عدلي أبادير أن الحياة زائلة وأن المال والجاه والسُلطة سيتركهما الإنسان مُرغمًا بانتقاله من هذه الحياة، ولم ولن يتبقَ للإنسان سوى سيرته وأعماله التي عملها في هذه الحياة، ليس خوفًا من الله، بل حبًا فيه، لقد كانت لذة عدلي أبادير أن يتسلط هو على المال ولا يجعل المال يتسلط عليه، وكان عدلي أبادير يستخدم المال ولم يستخدمه المال، الأمر الذي جعله يكرس أموالاً من الأموال الذي أعطاها له الله لخدمة الفقراء والمحتاجين ولإسعاف من هم في حاجة كما أوصاه الرب.
ومن عظمة أبادير أن أستطاع أن يكون تلاميذًا له يحملون رسالته وبعضًا من روحه، ونرجو من الله أن يعطيهم القوة لاستكمال مسيرته المشرفة...
لقد انتقل أبادير إلى السماء ولكنه ما زال يحيا بيننا وسيحيا بين الأجيال القادمة لأن سيرته وتعبه وكفاحه جعلته رمزًا لن يموت أبدًا، وسيذكر التاريخ المصري والقبطي عدلي أبادير بأنه علامة من العلامات المضيئة في تاريخ الكفاح القبطي كما أكد على ذلك القمص متياس نصر منقريوس.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :