بقلم : ابو النكد السريع
قام العلماء - لا أعرف من هم العلماء ولكن أعتقد أنهم رجال الدين الاسلامى حسب ما يطلق عليهم - بتقسيم الاديان الى أديان سماوية أو الاديان الابراهيمية - نسبة الى أبينا ابراهيم - وأديان غير سماوية أو اديان وضعية . وعرفوا الاديان الابراهيمية أو السماوية بالاديان الثلاثة وهم : اليهودية والمسيحية ثم الاسلام حسب التسلسل الزمنى . ويحاول العلماء عقد لقاءات وحوارات يطلقون عليها الحوار بين الاديان وقد تم عقد هذة اللقاءات عدة مرات ولا أعرف فيما يتحاورون ؟ ولكن أعرف تماما أنهم مختلفون تماما وقد كتبت عدة مقالات تحت عنوان " حوار أديان أم حوار الطرشان " ..أنتقد فية عدم صراحة وعدم شجاعة من يقيمون هذة الحوارات ..ما علينا
ولى عدة ملاحظات على تقسيم الاديان على النحو السابق . الملاحظة الاولى أنة يوجد فى العالم حوالى 38 ديانة رئيسية وكل ديانة تعتبر نفسها سماوية - ولها الحق فى ذلك - وحتى المصريون القدماء كانوا يعتقدون بوجود اللة أو عدة الهه ويعتقدون فى الحياة الاخرة وكذلك باقى الاديان فهم يعتقدون بوجود اللة أو عدة الهه مثل الة الخير والة الشر والة الجمال الخ الخ ..ولكن لهم رسلهم الخاصين بهم مثل بودا أو كونفوشيوس او غيرهما
الملاحظة الثانية أن التاريخ وكتب الدين سجلت لنا نبيا واحد اسمة أبونا ابراهيم أى ابراهيم واحد ..ولا اعرف كيف ينبثق من ابراهيم واحد عدة أديان ابراهيمية الا اذا كان ابونا ابراهيم يناقض نفسة ؟
الملاحظة الثالثة أن عدد الذين لا يؤمنون بالاديان الابراهيمية هم أكثر بكثير من الذين يؤمنون بها ..حيث أن عددهم يقترب من ال70 بالمائة أو يزيد ..أما الملاحظة الاخيرة فان أتباع الديانات الابراهيمية - هم يقولون ذلك - بينهم اختلافات كبيرة جدا وجذرية وهذا ليس عيب ولكن العيب هو التدليس وعقد لقاءات فيما بينهم وحوارات بحجة التقارب وهم يعرفون تماما أنها تمثيلية وهذا ما دعانى لكتابة هذا المقال
يحتفل المصريون الان بالانتهاء من كتابة دستور مصر ..منهم من يحتفل بالتأييد ومنهم من يتمنى رفض الدستور ...وسوف أعلق على نقطة واحدة وهامة فى هذا الدستور وهى نقطة الاديان المعترف بها فى مصر وهى الاديان الابراهيمية وهذا هو موضوع المقال
حدد الدستور المصرى أعضاء نادى الاديان السماوية باليهودية والمسيحية والاسلام ..وبالطبع ترك باقى المصريين - مثل البهائيين والملاحدة وربما اخرين - دون أن يضع لهم مكانا فى الدستور . وبنظرة بسيطة ومعروفة للجميع فان أعضاء نادى الاديان السماوية لا يعترفون ببعضهم اطلاقا وهذة هى الحقيقة وبالطبع فان لجنة كتابة الدستور وأغلب المصريين يعرفون الحقائق التالية
نبدأ باليهود فهم لا يعترفون بأى ديانة غيرهم لا بكثير أو قليل ويعتقدون أنهم شعب اللة المختار وأن المسيا المنتظر سوف يجئ ويحقق أمجادا للأمة اليهودية ولا يقبلون أى نقاش فى هذا الموضوع ..انتهى . ثم المسيحيين وأنا منهم - نقول أن السيد المسيح جاء وعاش وصلب ودفن وقام من الاموات وهو الطريق والحق والحياة وبدونة لا يوجد خلاص وأى شخص لا يؤمن بالمسيح ربا والها فان اللة سوف يعاقبة أشد العقاب على ذلك وهذة المعتقدات لا تقبل النقاش ..انتهى
ثم جاء الاسلام يقول أن الاسلام هو الدين الاعلى ..والدين عند اللة هو الاسلام ومن أتى بغير الاسلام دينا لن يقبل منة وان اليهود والنصارى أبناء القردة والخنازير وهم من الكفار . وتم تقسيم الكفار الى أربعة أقسام - كافر كافر وكافر معاهد وكافر ذمى ثم كافر مرتد - وأى شخص غير مسلم يعتبر كافر وما أدراك ما حكم الكافر فى الاسلام ... انتهى
وبعد أن استعرضنا العلاقة أو ما تضمرة كل ديانة - سماوية - تجاة الديانة الاخرى هل يحق لنا أن نقول أن العلاقة بين أعضاء نادى الديانات السماوية سمن على عسل ؟ هل يجوز جمعهم فى نادى واحد تحت اسم الاديان السماوية ؟ وما الذى يمنع انضمام البهائيين أو غيرهم لهذا النادى على أساس أنهم كفار أيضا - بالمرة - ولن يغير من الوضع شيئا ؟ وهل الشريعة الاسلامية تصلح لكل المصريين بعد معرفة هذة الاختلافات ؟ وهل النص على الشريعة الاسلامية كمصدر للتشريع يتوافق مع النص الذى يقول أن حرية العبادة مطلقة ؟ وهل للبهائيين أو الملحدين حرية مطلقة أو حتى جزئية بعد أن حذفهم الدستور نهائيا ؟
أتمنى أن يتم تفكيك نادى الاديان السماوية وأن يصبح كل شخص لة الحرية المطلقة فى الاعتقاد ..وأتمنى من مجلس الشعب القادم أن يساوى بين المصريين جميعا قولا وعملا وأن يحذف المواد الدينية من الدستور ومن أى كتابات رسمية ..وان تصبح الديانة مسئولية شخصية وحرية شخصية للفرد وأن نتعلم جميعا أن الاختلاف فى الديانة ليس عيب ولكن العيب كل العيب أن لا نعترف بوجود هذا الاختلاف الكبير ونحاول التدليس على بعض ونتظاهر بأن الدنيا بمبمى . وجود أرضية مشتركة على أساس انسانى أسهل وأجدى بكثر للمجتمع عن البحث على أرضية مشتركة على أساس دينى