كتب: عـادل عطيـة
توطئة
يمتلك من الØيوان الأعجم جلده!
ومن الØيوان العاقل تاريخه!
ÙŠÙمسك بالقلم ويكتب عن Ù†Ùسه؛ لنؤكد أننا قادرون، بخيالنا الجامØØŒ على انطاق الأشياء.. وبأÙعالنا الشريرة Øتى الØجر!
لا تعاند ÙÙŠ اعتقادك، بأن Øديث الØذاء خراÙØ©ØŒ Ùانني أؤكد لك أن الØقيقة هي ÙÙŠ كلماته.. وقلمه، سيجعلك تÙكر ÙÙŠ المثل الانجليزي: "الكلمات Ø£Øذية المعاني"!...
من أنا
أنا Øذاء كأي Øذاء.. ليس لي اسم كما يتسمى البشر.. ولكني انتمي إلى عائلة الأØذية، التي تتكون من Ø£Øذية: رجالي، ونسائي، وأطÙالي.
كما انتمي إلى الإنسان، Ùيقولون: هذا Øذاء Ùلان الÙلاني.
طالما Øملت من الثقال ما ينوء بالعصبة من الرجال، ومع هذا لم يذكر التاريخ أني كرّمت على إيثاري، وثقل Ø£Øمالي، وجميل Ø£Ùعالي.. Ùها أنا ذا خارج الخدمة، على قمة الأسى، ÙˆÙÙŠ عمق النÙايات، أجتر الذكريات Øزين!
ابناء بلا ولادة
كم كنت أشعر بالÙخر لانتمائي إلى الإنسان؛ لكوني استمد عظمتي من عظمته.. ولم أكن Ø£Øلم ÙÙŠ نهار أي يوم من الأيام، أن ينتمي الإنسان بشØمه ولØمه إلى الØذاء؛ Ùكثيراً ما أسمع هذا القول: يا جزمة يا ابن الجزمة، أو: يا جزمة قديمة!
ومع أنه من المدهش Øقاً، أن نتناسل Ù†ØÙ† الأØذية، وأن يكون أولادنا وأØÙادنا من البشر.. إلا اننا كنا ندرك تماماً مدى الشر٠والاهانة معاً التي تنتابنا من مثل هذه الأقوال التي تطلق على الإنسان الذي صوره الله، ÙØ£Øسن تصويره!
أعمار
لا بد أن أقرّ بأن أعمارنا Ù†ØÙ† الأØذية بيد الإنسان!
Ùهناك Ø£Øذية لا تعمر طويلاً؛ لأنها تعمل عند ما تسمونهم بالعظماء، والوجهاء، والميسورين.. من هؤلاء الدكتاتور الروماني "شاوشيسكو"ØŒ الذي كان يرتدي Øذاءً جديداً كل يوم ليØرقه ÙÙŠ آخر يومه Øتى لا يلبسه Ø£Øد بعده؛ Øتى قيل إنه كان يلقب بصانع الأØذية قبل رئاسته، وقبل أن يثور عليه الشعب الروماني عام 1989Ù…! وأØذية أخرى، تعمر طويلاً إلى ما بعد الشيخوخة؛ لأنها تعمل عند البسطاء، والÙقراء، والبخلاء.. أذكركم بقصة أبي القاسم الطنبوري، التاجر البغدادي، الذي اتسم بالبخل رغم غناه، Ùقد روى أنه كان له Øذاء قديم، كلما انقطع منه موضع قام بترقيعه بجلد أو قماش، Øتى امتلأ Øذاؤه بالرقع واشتهر بين الناس!
قد يرى البعض أنه من المنطقى أن نتمسك بالÙئة الأولي، التي ترÙع من شأننا، كإيÙان بيرون، زوجة الرئيس الأرجنتيني الأسبق "خوان بيرون"ØŒ التي كانت تصنع لها Ø£Øذية خاصة من جلد Øيوان "المنك" المهدد بالانقراض، الذي يعد جلده من أغلى الجلود وأÙخرها.. ولكن أصدقكم القول: اننا Ù†ØÙ† معشر الاØذية، نتمسك بمØدودي الدخل، والمعوزين من البشر، رغم ما نعيشه من ضنك، Ùيا عمر ما بعدك عمر!...
Ø£Ùضل من خادم!
كم كنت أعامل باهتمام بالغ من مالكي، Øيث كان يأمر بأن أنظ٠من الاتربة، وتلميعي بدهانات خاصة؛ لأظهر بصورة تليق بقامته الاجتماعية، بينما كان هذا المالك ذاته، يعامل شبيهه الانسان باهمال ÙاضØ!
تØت الأقدام
كم وطئت على لوØات Ùائقة الجمال، أبدعها Ùنانون؛ لتداس تØت الأقدام.. هذه اللوØات الرائعة، يطلقون عليها: "سجاجيد"ØŒ وهي غالية الثمن!
وكم وطئت على أجساد البشر؛ كنوع من التعذيب، والاØتقار، والانتقام!
عذاب الجمال!
شوهت "الموضة" أقدام النساء، ارتدت الصينيات واليابانيات قوالب ضيقة، ÙÙتن عذاب التشويه الرجال!
جرائم قتل
اعتر٠بانني شاركت، بالاكراه، ÙÙŠ جرائم قتل عدة، أذكر منها: تلك الأØذية والقباقيب، التي اعتلت بها جواري "أم على" زوجة عز الدين أيبك على جسد ضرتها الملكة "شجرة الدر"ØŒ التي دوّن التاريخ نهايتها المأساوية، وكي٠أنها ماتت ضرباً بالقباقيب، ورÙميت من شرÙØ© القصر لتسارع "أم على" بتوزيع الØلوى على سكان القاهرة ÙرØاً بالخلاص من ضرتها التي اشتهرت بالØكمة والاعتدال، Øتى Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³ ÙÙŠ القاهرة يطلقون على هذه النوع من الØلوى: "أم على"!
Ø£ÙØ±Ø§Ø ÙˆØ£ØªØ±Ø§Ø
يالسعادتي Øين أرى بهجة الأطÙال بØذائهم الجديد، ÙˆØين يضع بابا نويل هداياه ÙÙŠ جواربهم!
ويا لتعاستي، Øين يستخدمني بعض الآباء والامهات كأداة تأديب لهم!
Ø£Øذية العراق
من أشهر الاØذية التي ارتبط اسمها ببغداد، Øذاء الطنبوري، ذلك الØذاء الذي أراد صاØبه التخلص منه بكل الوسائل وكان ÙÙŠ كل مرة يعود إليه بمصيبة، Øتى طلب الطنبوري ÙÙŠ نهاية القصة من القاضي أن يكتب صك براءة بينه وبين Øذائه!
ÙˆØذاء الصØÙÙŠ العراقي منتظر الزيدي، الذي كاد أن يلطم وجه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش!
قدر البوشية!
رسم صدام Øسين صورة بوش الأب على باب قصره؛ لتدوسه الأقدام!
وقذ٠صØÙÙŠ عراقي بوش الأبن؛ كنوع من الانتقام!
Øكاية ألوان
لا أعر٠ما سر التطابق الØتمي بين لوني ولون Øقيبة يد النساء، لكن الØديث عن ألوان الاØذية، يجعلني Ø£Øكي لكم عن Øذائين Ø£Øدهما باللون الأØمر، والآخر باللون الأخضر:
الØذاء الأØمر، هو اسم Ù„Ùيلم بريطاني يعتبر Ø£Øد أهم كلاسيكيات القرن الماضي عن رواية تØمل الاسم ذاته للكاتب الدينماركي هانس كريستيان اندرسن.
أما الØذاء الأخضر، Ùهو اسم لكه٠لا يزال المتسلقون إلى قمة جبل "Ø£Ùريست"ØŒ يمرون به ÙÙŠ طريقهم إلى القمة المنشودة. وهو كه٠توÙÙ‰ Ùيه شاب يدعى "ديÙيد تشارب"ØŒ Øاول صعود القمة لكن الصقيع والثلوج داهمه Ùلجأ إلى هذا الكهÙØŒ وتوÙÙ‰ Ùيه، وربما ما زالت جثته هناك، وقد مرّ به Ùريق يريد الصعود، Ùوجدوا الشاب ÙˆÙيه رمق من الØياة، إلاّ أنهم أكملوا مسيرتهم ما دعا الرأي العام Øينها، وجمعيات Øقوق الإنسان، أن ترÙع الدعاوي على هذا الÙريق الذي لم يسع٠الشاب Øين كان ÙÙŠ "كه٠الØذاء الأخضر"ØŒ الذي سمي على لون Øذاء لا يزال موجوداً هناك لمتسلق مات ÙÙŠ كهÙ!
مهمات بلا شكر
هل يستطيع إنسان ما أن يسير ØاÙياً دون أن ØªØªØ¬Ø±Ø ÙˆØªØªÙ…Ø²Ù‚ قدميه؟!..
وهل تستطيع دولة ما أن تØصل على كأس العالم، دون أن يكون للØذاء ÙÙŠ قدم Ùريقها دور؟!..
وهل كان من الممكن أن تتØوّل " سندريلا" إلى ملكة بعد أن كانت خادمة، من دون Øذائها؟!..
ومع ذلك، Ùنهايتي دائماً ÙÙŠ مقالب الزبالة، متØسراً على أيام الÙراعنة، الذين صنعوا ما أطلقوا عليه "الØذاء الجنائزي"Ø› لأنهم كانوا يؤمنون بأن الأموات ÙŠØتاجون إلى زوج Øذاء يلبسونه ÙÙŠ الØياة الآخرة!
ثوري
من يقرأ التاريخ السياسي، يجدني Øاضراً Ùاعلاً ÙÙŠ كثير من دهاليزها.. ولا أدل على ذلك إلاّ Øذاء الرئيس السوÙيتي السابق "خروتشوÙ"ØŒ الذي وضعه Ù€ قبل أكثر من خمسين عاماً Ù€ على منصة مجلس الأمن Ø› معبراً عن غضبه أبان Øمى الØرب الباردة بين الولايات المتØدة والاتØاد السوÙيتي السابق!
وكلكم يذكر ما كانت عليه سيدة الÙلبين الأولى سابقاً، التي جمعت ثلاثة أل٠زوج من الأØذية الÙاخرة، إلا أن غضب الشعب الÙلبيني عليها ازاØها عن الØكم؛ لتعود إلى اقتناء اØذيتها القديمة التي لا تزيد على 200بيزوس!
وأعر٠انكم شاهدتم الثوار الليبيون وهم يرÙعون Øذاء "القذاÙÙŠ"ØŒ الذي عÙر٠بكعبه العالي، والذي لم يتخل عنه صاØبه منذ أكثر من أربعين عاماً Øتى وهو ÙÙŠ Øصاره الأخير!
ولا Ø£Øد ينسى الØذاء العسكري الضخم الذي ÙˆÙضع على رأس " كارلس تايلور" ÙÙŠ ليبيريا Øين الانقلاب عليه، بعد أن ذاق الشعب منه الأمرين!
Øذاء للعطاء
كان Øذاء الزعيم الهندي "غاندي" أكثر رأÙØ© وخدمة لمواطنيه، Ùبعد أن Ùقده "غاندي" وهو يهرول للØاق بالقطار، أدرك أن لا جدوى للØذاء الآخر طالما قد Ùقد الأول؛ ما دعاه إلى رمي الÙردة الأخرى؛ كي ينتÙع بها من يجد الأولى.
امنيتي الأخيرة
اتمنى أن يعثر عليّ "Ùينست Ùان جوخ" آخر، ويرسمني بريشته العبقرية ÙÙŠ لوØØ© جديدة، بعنوان: "الØذاء الثاني"ØŒ وأن يكون مثواي الأخير ÙÙŠ: "متØ٠الأØذية" المقام ÙÙŠ تورنتو بكندا، Øيث يؤرخ المتØ٠تاريخ الأØذية من أول Øذاء عÙثر عليه إلى الوقت الØاضر!...