الأقباط متحدون - استراحة من فضلكم
أخر تحديث ١١:٢٣ | السبت ٧ ديسمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٢٨ | العدد ٣٠٣٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

استراحة من فضلكم

علي سالم
علي سالم

 الراحة حق من حقوق الإنسان لا يحق لمخلوق حرمانه منها، إنه الحق الناتج عن الإجهاد الذى يميز حياة البشر بشكل عام. حتى هؤلاء الذين لا يعملون لأنهم ليسوا فى حاجة إلى العمل، تراهم يشعرون بالتعب من الملل. لذلك ينتقلون صيفا من شاطئ إلى شاطئ، وفى الشتاء من مشتى دافئ إلى مشتى أكثر دفئا. كل ما تمارسه وكل ما تتعرض له، يشعرك بالتعب ويحتم عليك أن ترتاح لدقائق أو لساعات أو لأيام. ألا تلاحظ أنه توجد استراحة بين عرض الفيلم والأفلام القصيرة الأخرى. ألا تلاحظ وجود استراحة أو اثنتين فى العروض المسرحية، وفى مباريات كرة القدم؟

 
الراحة عملية صيانة للجسم والعقل. حتى أجمل وألذ ممارسات البشر، لابد فيها من لحظات تشعر فيها بالراحة من إجهاد اللذة والجمال. بالتأكيد أنت جربت ذلك فى مرحلة الخطوبة، أو فى شهر العسل، لابد أنك قد مررت بلحظات توقف لالتقاط الأنفاس تولت فيها خطيبتك أو زوجتك إعداد كوب عصير ليمون أو برتقال قبل أن تستأنفا الكفاح. رحم الله تلك اللحظات الملهمة التى مضت إلى غير رجعة.
 
لذلك أنا أطلب من كل الثوار والفلول، ومن كل المدافعين عن الثورة والمضادين لها، أطلب من كل المؤمنين ومن كل الكفار الملاحدة، أطلب من طلاب العدل وعشاق الظلم، أن يمنحوا الشعب المصرى استراحة لمدة ثلاثة أشهر يقوم فيها بعملية صيانة لعقله وجسمه، ويراجع خطواته الماضية ويفكر فى خطواته المقبلة.
 
لن يحدث للثورة أى أذى من أى نوع، لا تخشوا الفلول فلا وجود لهم من الأصل، أعطوا الشعب المصرى فرصة يلتقط فيها أنفاسه، نحن عاجزون عن الحركة، عاجزون عن التفكير الهادئ الصحيح فى حياتنا العامة وشؤوننا الخاصة، كل مصرى فى كل مكان على أرض هذا الوادى يشعر فى كل لحظة أن مصيبة كبيرة سوف تهبط عليه، نحن نعيش فى ظل فزع دائم جعل حياتنا سوداء نكدة، حركتنا فى الشوارع صعبة نشعر فيها بالخوف عند كل ناصية، المظاهرات تنزل على رؤوسنا كالحجارة، فى كل لحظة نحن ننتظر قتيلا جديدا. فى هذا الجو من المستحيل أن يحقق الإنسان أى إنسان شيئا طيبا.
 
كل مخلوق يشكو من غياب الأمن أو ضعفه، وفى الوقت نفسه لا يشعر أحد بالغضب من هؤلاء الذين يهاجمون رجال الأمن فى الميادين والحوارى والشوارع. هؤلاء يضعفون الأمن ويحرجون قياداته ويسيئون لسمعة حكام هذا البلد لهدف عجزت حتى الآن عن فهمه، ثم نصيح جميعا فى نهاية الأمر فى فزع: الأمن فين.. فين الشرطة؟
 
فى حالة الحصول على استراحة لثلاثة أشهر، سيحصل الأمن فى مصر على الوقت اللازم لدراسة وفهم ما حدث وتقييمه، كما سيأخذ فرصته فى التعرف على ما ينقصه من أدوات وأفكار تساعده على العودة إلى الساحة على نحو أفضل.
 
وبعد الاستراحة عودوا لتفعلوا بنا ما تشاءون. ثلاثة أشهر فقط يا سادة.. أرجوكم.. أنا فى عرضكم.. الشعب المصرى كله فى عرضكم.


نقلا عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع