بقلم : أنطوني ولسن / سدني
نعم عار وألف عار على كل مسئول في مصر من أول رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور، ورئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي ، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ، ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ، ومحافظ المنيا ومدير أمن مركز دير مواس التابعة له قرية البدرمان ، وكل مسئول متخاذل ولا يؤدي واجبه تجاه الشعب المصري عامة والمسيحيون بصفة خاصة لما يواجهونة من أحداث قتل وحرق منازلهم ومتاجرهم على المستوى الفردي والعائلي دون إعتبار للسن إن كان لشيخ هرم أو لعجوز قعيدة أو أطفال وشباب وشبات القرية .
الأنسان الغير آمن في وطنه ووطن أجداد أجداده كيف له أن يعيش وهو مهدد كل يوم وكل ساعة وثانية من نهاره أو ليله ؟!.
الأنسان الخائف المرتعب الذي يعيش على فوهة القهر والظلم ولا منْ راعي له ولا حامٍ من بطش الغوغاء أعداء الله والدين وأعداء الوطن الذين ينهبون ويسرقون ويقتلون ويلقون بأولاد وبنات المسيحيين من فوق منازلهم بعد إضرام النار في محتويات المنزل " المنازل " بعد نهبها وسرقتها والشرطة وقوات الأطفاء لا حس لهم ولا خبر وكأن المعتدى عليهم ليسوا بمواطنين مصريين مخلصين لوطنهم مصر ومحبين للغير مهما إختلف عنهم هذا الغير إن كان في الدين أو العقيدة أو المذهب...
أين أنت سيادة رئيس الجمهورية المستشار ورجل العدل والقانون لما يحدث للمسيحيين على مستوى الجمهورية وخاصة في صعيد مصر وبالتحديد في محافظة المنيا عروس الصعيد ومصر وفي قريتي دلجا و البدرمان التابعتين لمركز دير مواس ؟
أكرر سؤالي سيادة الرئيس أين أنت ؟؟؟
دعني سيادة الرئيس أن أقص على فخامتكم حادثة بسيطة حدثت في القاهرة إبان الحرب العالمية الثانية وإجتماع المسئولين في القاهرة لمناقشة مقاومة التقدم النازي بقيادة آدولف هتلر. وكان بالطبع يرأس المجتمعين رئيس وزراء بريطانيا العظمى في ذلك الوقت سير ونستون تشرشل الذي قطع عليه أحد كبار الضباط الأجتماع معتذرا لأصرار أحد ضباط الجيش المصري على مقابلته في التو واللحظة .
لم يعترض تشرشل على طلب الضابط المصري على الرغم من أهمية الأجتماع ، فأمر بالمقابلة الغريبة من ضابط مصري .
شرح الضابط المصري لسير ونستون تشرشل سبب لقا ئه هو إستيلاء أحد ضباط الأمبراطورية البريطانية العظمى لفيلا يمتلكها الضابط المصري عنوة وبدون وجه حق . وعدَ تشرشل الضابط المصري بالنظر في الأمر وطمأنه .
على الرغم من الحالة الأستراتيجية بالنسبة للحرب ، إلا أنه في أقل من 24 ساعة بعد التحقق من صدق الضابط المصري صدرت الأوامر بإعادة الفيلا لصاحبها وترحيل الضابط البريطاني إلى المحاكمة أمام محكمة عسكرية في لندن .
وناس غلابة في مصر لا حول لهم ولا قوة لا يستطيعون العيش في أمان ولا يهتم بهم أحد من رجال الأمن ولا من الحكومة ولا من الرئاسة ولا من قادة القوات المسلحة ووزير دفاعها الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي يعوَل عليه المطحونين والضائعة حقوقهم من الشعب المصري ويعتبرونه المخلص .
المسيحيون في مصر يواجهون تخطيطا ممنهجا لسلب ونهب ممتلكاتهم وحرق بيوتهم وكنائسهم وخطف بناتهم واغتصابهن وقتل شبابهم بعد إلصاق التهم وإتهامهم بأنهم " الشباب " يقيمون علاقات عاطفية مع بناتهم المسلمات .
الأمر الغريب أنهم يوقعون العقاب على الشباب المسيحي ويتركون الشابات المسلمات دون رادع أو عقاب ، فأين نخوة الشرف يا أوليَ أمر الشابات المسلمات ؟ واللا أنتم زي ما كان المرحوم توفيق الدقن يصيح " أغلى من الشرف ما فيش " وهو لا عنده شرف ولا الشرف يعرفه " في التمثيل وأداء دوره فقط " !.
مصر فوق بركان ملتهب من الغضب . الشعب المصري فاض به الكيل وطفح لعدم وجود خط وفكر واضح وصريح من المسئولين في مصر خاصة بعد الأطاحة بالأخوان والتيارات المتأسلمة الذين لم يكن لهم أي نوع من حب الوطن مصر والفخار بإنتمائهم لأم الدنيا مصر وعملهم على خراب مصر وتجويع الشعب المصري بكل فئاته ومعتقداته الدينية أو المذهبية .
مصر في أشد الحاجة إلى " دكر " كما قالت الأستاذة إسعاد يونس في أحد مقالاتها . ومازالت هي ونحن وكل الشعب المصري يبحث عن هذا " الدكر " الذي له صورة واضحة في تفكيري وهي صورة الضابط التركي كمال باشا أتاتورك وليس من المهم عندي أن يكون كمال باشا أتاتورك ملحدا أو مؤمنا . فهل يوجد لدينا رجل واحد فقط مثله في مصر ؟ وسبب سؤالي بسيط للغاية وهو أن مصر في هذه المرحلة الخطرة الأن مثلما كانت عليه الخلافة العثمانية في نهايتها في أوائل القرن العشرين . فهل ستنتهي مصر دون أن تجد هذا " الدكر "!!..
نحن أمام مرحلة غاية في الخطورة ولا تحتاج إلى ترددات أو خارطة طريق أو خلافه . نحن في أشد الأحتياج إلى القبضة الحديدية العادلة لتسيير أمور مصر دون خوف أو رهبة أو عمل حساب لهذا الفريق أو ذاك ، أو تهديدات الدول التي تسعى إلى خراب المنطقة بالقضاء على مصر التي هي عمود خيمة المسلمين والعرب بالشرق الأوسط والخليج .
تكرار وإستمرار هذه الأحداث في مصر سيأخذنا إلى طريق مظلم وحرب أهلية بين أبناء وطن واحد مثلما حدث في لبنان ويحدث في سوريا ودول الربيع العربي . فهل مصر المباركة من الله يا قادتها الأوفياء تريدون لها أن تصل إلى هذا المنعطف الذي لن يبقي على الأخضر أو اليابس في البلاد ؟
هناك فارق بين الحرية والفوضى . وهناك فارق بين تطبيق العدالة والقانون ، وبين التراخي والتخاذل والخوف من تطبيق العدالة والقانون .
أعود وأتوجه إلى كل مسئول في مصر أن يعمل على محو العار الذي لحق به من تخاذله في إحقاق الحق ونشر قوة القانون ومدنية مصر وتغير ما جاء بمسودة الدستور " حكومة مدنية " إلى " دولة مدنية " فالفرق كبير وشاسع بينهما يا سيادة الأستاذ عمرو موسي رئيس لجنة الخمسين الذي خُدع ولم يعرف ما إستجد من تغير في هذا الشأن مما جعله يتلعثم عندما جاء وهو يقرأ الديباجة. فهل من مستجيب ؟
أشكر قناة سي تي في وبرنامج " في النور الحقيقة تبان " للجهد الذي يبذلونه في إظهار الحقيقة في النور .
لم أفقد الأمل بعد في مقدرة القوات المسلحة التي تقوم بجهود جبارة في القضاء على الأرهاب ، ولا في وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ولا في اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية ، ولا في رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي، ولا في سيادة المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية . لكن أناشدهم جميعا العمل على التصدي للأرهاب داخل مصر وحماية كل مواطن مصري من أي عدوان غاشم عليه من جماعات إرهابية لم تقتلع جذورها بعد . ولا أظن أن أياً منكم أقل إهتماما من رئيس وزراء المملكة المتحدة سير ونستون تشرشل من أخذ القصاص من ضابط بريطاني لصالح ضابط مصري على الرغم من دقة وصعوبة الموقف الحربي في ذلك الوقت، فتقيمون العدل وأخذ القصاص من جماعات إرهابية خائنة لمصر والشعوب العربية على الرغم من الصعاب التي تواجهونها .
لن أتراجع ولن أخفي عليكم تمسكي بما وضعته عنوانا لهذا المقال :
عار وألف عار على كل مسئول في مصر .
إذا تخاذلتم في التصدي للأرهاب في مصر الذي يسعى لأشعال نار الفتنة الطائفية بين أبناء وطن واحد متعدد الأديان ومدنية الدولة قبل فوات الأوان .