الخميس ٥ ديسمبر ٢٠١٣ -
٢٥:
١٢ م +02:00 EET
صوره تعبيريه
قد لا يعجب كلامى الكثيرين ولكن كما تعودت فى مواقف سابقه ان اقول ما يدور فى خاطرى واترك الحكم للقارئ ..
ظل الاقباط منذ نشأه الحركه القبطيه فى امريكا وكندا فى منتصف السبعينات من القرن الماضى ثم تلتها المنظمات القبطيه فى اوربا واستراليا .. يعملون فى اتجاه واحد الا وهو ممارسه الضغوط على الحكومات الامريكيه المتعاقبه سواء عن طريق الاعلام او جذب بعض من افراد الكونجرس اليمينى للعمل على الضغط على الحكومه المصريه لمحاوله الحصول على بعض الحقوق .. وكانت دائما امريكا وعلى مدار ما يقارب الخمسون عاما تكتفى بلفت نظر للحكومه المصريه او على اكثر تقدير بيان من البيت الابيض او فقره فى تقرير الحريات الدينيه من وزاره الخارجيه الامريكيه كل عام .
وكان الاقباط يهللون لكل بيان يصدر وكأنهم حصلوا على حقوقهم المسلوبه وكانت السذاجه السياسيه هو عنوان مسيره الاقباط طوال تاريخهم .. وظل الاقباط يسيرون فى طريق واحد هو محاوله الضغط على الحكومه الامريكيه لتمارس ضغوطها على الحكومه المصريه ..
وكانت اكثر الامور ايلاما للحكومه المصريه هى مظاهرات الاقباط عند زياره اى رئيس مصرى لامريكا وخصوصا السادات الذى تأذى كثيرا من مهاجمه الاقباط له مما دعاه فى نهايه حكمه الى معاقبه البابا وعزله وتحديد اقامته بدير .. وكان الاقباط يلعبون بورقه المساعدات الامريكيه لمصر والتى كانت فى زمن السادات ذو قيمه كبيره وعند ثبات قيمتها منذ اتفاقيه كامب ديفيد ومع مرور السنين انخفضت تلك القيمه لدرجه انها لا تعنى شيئا كبيرا للحكومه المصريه .
غاب عن الاقباط ان امريكا استخدمت ورقه حقوق الاقباط للضغط على الحكومه المصريه لصالح حليفتها اسرائيل او لقمع اى بادره تمرد للحكومه المصريه وظل هذا الوضع طوال حكم مبارك الذى لم يحصل فيه الاقباط على اى شئ سوى كلامات المواساه او بيانات هزيله بعد كل مذبحه يروح ضحيتها اقباط بؤساء .
ولقد تنبهنا منذ زمن بعيد لهذا الامر وكتبنا وخاطبنا كل الزملاء فى العمل القبطى بأن امريكا ليست ورقه ضغط وليست غطاء للاقباط انما ورقه الضغط الحقيقيه هى العمل من داخل مصر وعلى ارض مصر وللاسف لم يستمع احد لنا .. وعليه قمنا بعمل فردى بأنشاء فرع للمنظمه فى مصر وهنا كشرت الحكومه المصريه عن انيابها وقامت بالقبض على كل اعضاء المنظمه . وكان لابد ان تنتبه الحركه القبطيه ان العمل على ارض مصر هو الاكثر ايلاما للحكومه المصريه .. ولكن اخطأنا واخطأت الحركه القبطيه .. اخطأنا حينما عملنا منفردين على ارض مصر فأصبحنا لقمه سائغه لامن الدوله واخطأت الحركه القبطيه حيما لم تشاركنا العمل على ارض مصر .
والان وبعد ان اتضحت الامور بعد اكثر من اربعون عاما .. واظهرت امريكا تأييدها المطلق للحركات الاسلاميه مفضله مصالحها على حساب مبادئها .. وتنبه الجميع ان الاقباط خارج الاجنده الامريكيه سقط فى يد الاقباط واصبحت ورقه الضغط الامريكى كورقه التوت التى سقطت فأظهرت كل العورات .وتخبط الاقباط بعد ان تنبهوا ان الغرب ليس ورق الضغط المطلوب وانهم كانوا يلعبون على الحصان الخاسر دائما ..والان وقبل فوات الاوان هل يتنبه الاقباط وهل لهم ان يعيدوا حساباتهم .
ان ورقه الضغط الحقيقى للاقباط هما الاقباط نفسهم من داخل مصر .. وان اراد اقباط المهجر ان يعملوا عملا جيدا .فعليهم ان يدربوا كوادر قبطيه من داخل مصر على العمل السياسى وعليهم ان يفتشوا على شخصيه قبطيه تصلح للزعامه من داخل مصر .. وعليهم انشاء تجمعات قبطيه او حركات قبطيه مختلفه تحت رئاسه مشتركه تستطيع تجميع الشباب القبطى ليكون وسيله الضغط الحقيقيه على الحكومه المصريه .. وبدلا من مؤتمرات اقباط المهجر فى الخارج التى لا فائده منها عليهم تمويل الحركات القبطيه فى العلن حتى لا يؤخذ علينا انها حركات مموله من الخارج .. لابد من تفرغ مجموعه من الشباب القبطى للعمل السياسى وعلى اقباط المهجر تدبير حصولهم على مرتبات تجعلهم قادرين على هذا التفرغ .. وتدبير تمويل محترم للحملات الانتخابيه او للمساعدات الاقتصاديه للمعدمين فى مصر دون تفرقه بين مسلم ومسيحى .. ففى ظل الاميه والحاله الاقتصاديه الطاحنه ستكون المساعدات الماديه هى السبيل الوحيد للقضاء على الطائفيه فى مصر .
ان انشاء كيان قبطى سياسى قوى على ارض مصر هو الحل الوحيد لمعادله كفه الميزان فى مصر والتى ستقلب الميزان الحالى الا وهو الجيش او الحركات الاسلاميه .. فعند دخولنا للمعترك السياسى بتجمع لا يقل عن خمسه او سته ملايين صوت فى البدايه سينضم لنا كل المسلميين الليبراليين وكل من هو كاره للحكم العسكرى او الحكم الدينى ولابد ان تكون كل اهدافنا هى ليبراليه الدوله ومدنيتها والبعد التام عن الشعارات الطائفيه .. فحصول الاقباط على حقوقهم سيكون عن طريق مدنيه الدوله فقط وليس عن طريق اى شئ اخر
ارى ان هذا هو الحل الوحيد للخروج من الازمه الحاليه وانا اعلم ان حل صعب جدا على بعض من اقباط المهجر الذين سيتنازلون عن فلاشات الكاميرات او ظهورهم على شاشات التليفزيون ولكن لو اردنا للحركه القبطيه البقاء والحصول على مانصبوا اليه فهذا ما يجب علينا ان نفعله .