الخميس ٥ ديسمبر ٢٠١٣ -
٢٥:
٠٨ ص +02:00 EET
مشجعي زمان ومشجعي اليوم
خاص الأقباط متحدون
كان الجو الكروي في سنوات مصر خلال حقبة الستينيات يختلف كثيرا عن ما نراه اليوم في الملاعب المصرية من عنف وعزوف السيدات والعائلات عن حضور المباريات والذهاب إلي الملاعب للتدني الاخلاقى لمشجعي الأندية، ليس فقط للعنف البدني الذي أصبح سمة من سمات ملاعبنا، ولكن أيضا لبذاءة الألفاظ التي تطلق لسب المدربين وللاعبين من الفريق الآخر, ويتبارى مشجعي الفريقين في إقامة مباراة إطلاق قذائف الألفاظ السفيهة، ولا مانع من أن يتطور الأمر إلى استعمال الايادى للتعبير القوى عن كرهم لمشجعي الفريق الآخر.
وأصبح التفكير في الذهاب إلى الملاعب لمشاهده ماتش كوره ضربا من المغامرة يقوم بها فقط من يتمتع بقاموس غنى من مفردات لغة السباب، وأيضا من يتمتع بالقوة البدنية ما يسمح له إما بالدفاع عن نفسه لاستعمالها عند اللزوم لضرب كل من يجرؤ وينفس بكلمة ليست على هوا مفتول العضلات.
وفقدت زجاجات المياه مضمونها لإرواء العطش، استخدمت كقذائف تصوب تجاه مشجعي الخصم والمدرب او ألاعبين إذا أدوا أداء لا يروق لمشجعيهم، وينال الفريق الخصم من وبائل القذائف ما يمنعهم فى بعض الأحيان من مواصلة اللعب وينصرفوا إلى لم الزجاجات وأخرجها من ارض الملعب.
وبنظرة سريعة إلى الملاعب الأوربية نجد أن الجمهور يجلس في مدرجات ليست ببعيدة عن ارض الملعب ولا يفصل بينهم وبين ألاعبين اى حواجز سلكية أو أسوار حديدية مثل ما نراه في ملاعبينا لتحصين ألاعبين والطقم الفني لإدارة المباراة من غضب وهمجية الجمهور ذو النزعات الهجومية.
ان الأعلام الكروي يقوم بدور الشاحن لإخراج النزعات الهمجية لجمهور الكرة، ويوحي بعباراته الساخنة الغير واعية إلى أن تتحول المباريات الرياضية إلى مواقع حربية بين مشجعي الأطراف، ويصورون أن المكسب والخسارة هو مسألة حياة أو موت.
أن الوضع في الملاعب المصرية وصل إلى وضع سيء وأصبح من الضروري قبل التفكير في إقامة الدوري الكروي، التفكير كثيرا في كيفية توعية الجماهير عن مغزى الرياضة التي فقدت الكثير من سماتها الرفيعة لتهذيب الخلق وبناء الأبدان.
علينا أن نتعلم كيف نتقبل الهزيمة ونهنئ الفائز ونعمل لتحسين الأداء وتجنب الأخطاء للفوز المرة القادمة، ونهتم بالأخلاقيات التي هى أساسيات الرياضة.