بقلم : محمد أمين | الخميس ٥ ديسمبر ٢٠١٣ -
١٨:
٠٧ ص +02:00 EET
صوره تعبيريه
عيب على الإخوان.. كيف يشمتون فى رحيل الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم؟.. «مات الجدع» على فراشه.. لم يدهسه قطار، ولم تمزقه قنبلة من قنابلكم.. لا قدر الله.. فيم تشمتون؟.. هل كان ينقصكم توزيع «الشربات» فى جنازته؟.. عيب عليكم ما تفعلون.. هل هذه أخلاق جماعتكم؟.. هل يصح أن تفرش «أم أيمن» الملاية فى وداع «نجم»؟.. ليست هذه أخلاقنا.. ليست أخلاق الحوارى أيضاً!
لا يعرف المصريون الشماتة فى الموت.. هالنى ما قالته عزة الجرف.. هالنى حجم الانحطاط أمام حرمة الموت.. هالنى ما ردده غيرها من الإخوان.. هالنى كم الشتائم والبذاءات.. كيف تقول عن راحل كبير بأنه «باع آخرته بدنيا غيره».. ولم يجد إلا مقابر «الإخوان»؟.. يا بجاحتك؟.. ألا تجد «الهانم» من يردعها من رجال الجماعة؟.. هل بلغت بها الأمور أن تتحدث عن «نجم» بهذا الانحطاط؟!
أى جماعة هذه التى كانت تريد أن تحكمنا؟.. كثير عليها أن تحكم حارة.. أستغرب أن رجال الجماعة كانوا كنسائها من رحيل «نجم».. أندهش أنهم ملأوا فضاء الإنترنت بقلة أدب منقطعة النظير.. عمرنا ما شفنا أبداً وضاعة بهذا الشكل.. مهما كان غضبنا نقول «اذكروا محاسن موتاكم».. محاسن «عم نجم» تفوق كل حد.. إنه شاعر الفقراء وسفير الغلابة.. يتصرف بثقة كأبناء الأمراء والملوك!
لا أكتب عن راحل لا أعرفه.. كثيراً ما التقينا وتواصلنا مراراً.. تستطيع أن تضحك من قلبك فعلاً.. يرتفع صوتك بالضحك دون أن تشعر.. لا أنسى أنه شرفنى، حين كتب مقالاً عنى.. امتدح طريقتى فى الكتابة.. قلت ساعتها للراحل الكبير: لسه بدرى على الكلام ده!.. حين قابلنى ذات مساء، أثنى علىّ بطريقته المعروفة.. انفجرت فى الضحك.. قال: ده كاتب «ابن....».. الإخوان لم يفهموه!
لم أكن أحب أن أتوقف عند «مأمأة الخرفان».. «الخرفان» فيهم كل العبر.. الأمر زاد عن حده.. شتموه وهو حى.. قالوا إنه «حشاش».. قالوا فيه ما قال مالك فى الخمر.. لعنوه فى كل كتاب.. المفترض عند حرمة الموت أن نتوقف تأدباً.. المفترض أن نُمسك عن الكلام.. أبسط شىء أن نسكت.. أما أن تقول «أم أيمن» إنه «باع آخرته بدنيا غيره.. ولم يحترمه الانقلابيون بقبر» فهذه قلة أدب!
بالطبع ليست عزة الجرف وحدها من تجاوزت حدودها.. امتلأ «فيس بوك وتويتر» بكثير من «المأمأة».. منهم من يقول: ارتحنا من لسانه.. منهم من يقول: غار فى داهية.. منهم من قال «اللهم احشره مع الانقلابيين».. كأنهم يملكون مفاتيح الجنة.. شُغل ناس متخلفين.. جريمة عم «نجم» أنه وقف مع جيش بلاده.. لأن «نجم» قال قبل رحيله: «الجيش اللى حامينا».. هؤلاء يكرهون الجيش!
ما حدث فى وفاة «نجم» يعكس صورة أخلاق جماعة «أم أيمن».. تُعايره بأشياء تافهة.. تفرح فى موته.. توزع «الشربات» فى جنازته.. تعاير «أبوالنجوم» بأنه بلا قبر.. لا تترحم على شاعر الوطنية، المتحدث الرسمى باسم الفقراء.. تلعنه فى كل كتاب.. هكذا يتصرفون أمام حرمة الموت تصرفات الحوارى(!)
المصرى اليوم