الأقباط متحدون - الثورة.. الخيار الثالث
أخر تحديث ٠١:٢٠ | الاربعاء ٤ ديسمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٢٥ | العدد ٣٠٣٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الثورة.. الخيار الثالث

صوره أرشيفية
صوره أرشيفية

بقلم:حسام مؤنس 
نعم لا يمكن إنكار أن هناك من يتاجرون باسم الثورة، تماما كما كان هناك من يتاجرون باسم الدين، وتماما كما كان هناك من يتاجرون باسم الدولة.. نعم، لابد من الاعتراف بأن هناك خطايا لدى بعض قوى الثورة، من الإصرار على أن تكون (ملتحقة) بطرف ما، لا أن تكون صاحبة موقف مبادر مستقل يعى ضرورات اللحظة وأولويات المرحلة.. ولكنهم، ليسوا جميعا سواء. لم نكن سواء، نحن والإخوان مثلا، حينما كانوا معنا فى الميدان فى ثورة 25 يناير.. واتضحت هذه الحقيقة، بالتدريج، على مدار المرحلة الانتقالية الأولى، ثم على مدار عام مضى من حكمهم.

 
ولم نكن سواء، نحن وبقايا محسوبة على النظام السابق، سعت للدفع فى نجاح 30 يونيو، فقد كنا ومازلنا وسنبقى نسعى لتصحيح مسار ثورة يناير، سواء بموجة 30 يونيو، أو بما قد تستدعيه أى سياقات مقبلة، لكننا كنا ومازلنا نعلم أن هؤلاء يبحثون عن مصلحتهم المباشرة، لا عن استكمال الثورة، ولا عن مواجهة نظام استبدادى جديد، وإنما فقط كانوا يسعون لمواجهة خصم مشترك فى هذه اللحظة، وكانوا يتصورون أن بإمكانهم خلق ثورة فى مواجهة ثورة. ولم ولن نكون سواء، الآن، مع من يريدون مجددا إعادة إلحاق الثورة بأحد الطرفين، فقد جرب المصريون كليهما، وأثبتا فشلهما وعجزهما عن الوفاء بأحلام المصريين، وحان الموعد ليتذوق هذا الشعب العظيم طعم الثورة فى السلطة وإنجازات مشروعها وأهدافها وعوائدها على كل بيت مصرى.
 
لا تضعوا أنفسكم والثورة مجددا بين مطرقة النظام القديم وسندان الإخوان، لا تسمحوا لأحدهما مجددا بالاستفادة من مواقفكم النبيلة من أجل مصالحه ومشروعه، ولا تستسلموا للمتاجرين باسم الثورة، ولا تساووهم بمن ينتمون حقا لهذه الثورة النبيلة العظيمة، سواء كانوا يخدمون النظام السابق، أو الإخوان وحلفاءهم.. وتذكروا دائما، أن هذه الثورة لم تكن لتبدأ ولا لتستمر ولا لتنجح إلا بهذا الشعب العظيم، الذى كان ولا يزال صاحب هذه الثورة، مهما بدا غاضبا منها أو ناقما عليها، إلا أنه سيواصل بعبقريته الانتصار لها. وكما لم يكن تحالف 25 يناير بتنوعه واحدا، فإن تحالف 30 يونيو ليس واحدا، وما كنا نعتقده ومازلنا نراه الأصح، أن يدرك من يديرون السلطة الانتقالية، أن مصلحة الدولة والوطن والثورة، أن تدخل حقا الثورة فى ادارة الدولة، اشخاصا وسياسات، لكنهم للأسف يعيدوا انتاج نفس الاخطاء، وادارتهم للازمة نموذج حى للغباء السياسى الذى قد يدفع البعض، عمدا أو جهلا، قصدا أو بحسن نية، الى تحالفات مضادة لما نسعى اليه.. واذا لم يكن هذا الحرص وهذه القناعة مشتركة، بالذات ممن يديرون المرحلة الانتقالية، واذا لم يكن لديهم القدرة والإرادة لتصحيح الأخطاء والاعتراف بها ومواجهتها وشجاعة التراجع عنها، فلا يظنوا أبدا أننا سنقف متفرجين، ولا يظن الآخرون أيضا أن هذا سيدفعنا للتحالف معهم من أجل مواجهة خصم مشترك، لأننا تعلمنا الدرس مرتين، والآن وقت الاستفادة من الدروس.
 
لا الفلول، ولا الإخوان، ولا المتاجرون باسم الثورة الدافعون فى اتجاه الانسياق مع أحد الطرفين السابقين، سيستطيع مجددا فرض خياراته على المصريين وثورتهم، وواجب قوى هذه الثورة المستقلة الجادة أن تنظم صفوفها وتوحدها، فهى مقبلة على معارك واستحقاقات جادة، بعضها جماهيرى ثورى، وبعضها جماهيرى انتخابى، وكلاهما لا ينفصل عن الآخر، والتمييز بين ما هو (ثورى) وما هو (سياسى) خطيئة لا ينبغى أن تتكرر، فلا ثورة تكتمل بدون سياسة، ولا سياسة جادة إلا إذا كانت تخدم أهداف الثورة.
 
مصر لن تستمر كذلك كثيرا، ولن تحتمل هذا الوضع طويلا.. فلمن يريد- حقا- أن تنجح الثورة وتنتصر: كن قوة على الأرض لا باحثا عن حلف مع قوى مضادة للثورة، كن مرتبطا بجماهير الثورة لا متناقضا معهم أو مزايدا عليهم، كن صاحب موقف واضح ولا تخشى فى الحق لومة لائم دون أن تخون غيرك أو تراه متخاذلا.

نقلا عن: المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع