الأقباط متحدون - الشرعية فين؟
أخر تحديث ١٩:٤٩ | الاربعاء ٤ ديسمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٢٥ | العدد ٣٠٣٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الشرعية فين؟

مينا ملاك عازر
 
هذا المقال تأخر كثيراً، وإيماناً مني بأن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي، قررت كتابة المقال إسهاماً مني في أن كل واحد يأخد حقه حتى ولو كنا غير متأكدين، وإسهاماً أيضاً في وضع النقاط فوق الحروف وتحتها.
 
ومن هذا المنطلق، نحن بصدد شكر واجب للواء محمد زكي قائد الحرس الجمهوري الذي فضح مؤامرة مرسي ضد قيادات الجيش والشرطة، ولم يطمع في كرسي زائل، وأبلغ الفريق أول عبد الفتاح السيسي بما يُحيكه له مرسي من عزل واعتقال، ففهم السيسي الموقف واتخذ قراره وأنزل آليات الجيش للشارع ليس حباً في كرسيه وإنما إدراكاً منه للدور الذي يجب أن يقوم به كقائد للجيش المصري وآخر حصن يقف أمام أطماع مرسي وجماعته في البلاد، كان من المخطط أن يخرج السيسي من حيث يستمع لخطاب مرسي المؤرخ بتاريخ السادس والعشرين من يوينو لحيث يُعتقل هو واللواء محمد إبراهيم وآخرين لكن ذلك لم يحدث، وهو رحمة من الله بمصرنا.
 
راهن مرسي ورجاله وموجهيه على ما جرى منذ أكثر من أربعين عاماً حين سأل السادات قائد الحرس الجمهوري اللواء الليثي ناصف عن أين سيقف من الصراع الدائر بينه وبين من اسماهم السادات مراكز القوى؟ فقال الليثي ناصف أنا مع الشرعية يا ريس، وكان السادات حقاً هو الرئيس الشرعي، ولكن اللواء محمد زكي لم يقف مع مرسي لأنه ليس الرئيس الشرعي، ليس فقط من وجهة نظر اللواء محمد زكي ولكن في نظر جموع الشعب المصري، فاختار اللواء محمد زكي الانحياز للشرعية حيث الناس في الميادين، وأفسد مخطط مرسي وأنهى على طموحاته في تدمير الدولة المصرية.
 
كلاهما عرف اين تقف الشرعية وعرف طريقه، ومشى مع الشعب، فهل من منصف للواء محمد زكي كما أنصف اللواء الليثي ناصف؟ حيث الكل يركز على ما فعله الفريق أول السيسي وهو ممدوح على ما فعله ولا شك في ذلك، ولكن على ألا يكون هذا الإثناء على ما فعله السيسي وهذا الإطراء على موقفه على حساب إعطاء الحق للواء محمد زكي قائد الحرس الجمهوري الذي أتقدم له بخالص التحية على اتخاذه موقف طبيعي، من رجل تربى عسكرياً، وتعلم في مدرسة الجيش المصري الذي يفهم أن الشعب مصدر السلطات، ومانح الشرعية ومانعها.
 
أخيراً، كلا الرجلان بحث عن الشرعية فين؟ وراح لها، دعمها وحماها وفداها، فتحية لهما ولمن دعمهما وساندهما، وأيد وسدد خطاهما، وعلمهما أن يساندا الشرعية أينما كانت، سواء كانت مع الرئيس أو مع معارضيه، المهم أين الشعب من أطراف العملية السياسية؟ فحيث وُجِد الشعب يقف قادة الحرس الجمهوري، فيقضيا على أعداءه. 
 
المختصر المفيد تحية لكل من ساهم في حماية مصر من المجند للفريق.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter