تجسد بحيرة المنزلة نموذجا صارخا للعدوان على الموارد الطبيعية فى مصر؛ فبعد أن كانت فى الماضى مصدرا لحياة السكان المقيمين على ضفافها، تحولت -خلال عقود من الإهمال- إلى مصدر للموت غير الرحيم، بفضل 6٫86 مليار متر مكعب من سموم الصرف الزراعى والصناعى والصحى التى تصب فيها، ومن بينها صرف تسكبه 4 شركات حكومية طوال أكثر من 40 سنة. وتتوه مسئولية ما يحدث فى بحيرة المنزلة بين وزارة البيئة وشرطة المسطحات المائية وهيئة الثروة السمكية ومحافظات الدقهلية وبورسعيد ودمياط والشرقية، فلا أحد يريد الاعتراف بمسئوليته ولا أحد يمتلك خطة عاجلة لإنقاذ البحيرة التى كانت تنتج نحو 48% من موارد البحيرات فى مصر.. وما يزيد الصورة قتامة أن منطقة البحيرة تحولت فى السنوات الأخيرة إلى إمبراطورية للعصابات المسلحة ومخبأ للبلطجية. «الوطن» زارت المنزلة وحاولت أن تضع يديها على موطن الداء لتقدم لمسئولى الدولة صورة عمّا يجرى، ربما يتدخلون قبل تحول البحيرة إلى مقبرة.