الأقباط متحدون - حرام عليكو.. اتقوا ربنا فى مصر
أخر تحديث ١١:٠٠ | الثلاثاء ٣ ديسمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٢٤ | العدد ٣٠٢٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

حرام عليكو.. اتقوا ربنا فى مصر

فاطم ناعوم
فاطم ناعوم

لا تقرأوا عنوانَ المقال، بل اسمعوه. استدعوه من ذاكرتكم بصوت المرأة الذى اقتنصه مخرجُ برنامج «القاهرة ٣٦٠»، الذى يقدمه الإعلامى «أسامة كمال» على «القاهرة والناس». تتوقف موسيقى التتر المتسارعة برهةً، ثم تشقُّ الصمتَ صرخةُ السيدة تُطلِق فى الفضاء أنّتَها بحُرقةٍ مشوبةٍ بالحَزَن: «حرام عليكو، اتّقوا ربّنا فى مصر!». فكم مصريًّا منّا يتّقى ربّه فى مصر؟!

طابورٌ خامس يضربُ قلبَ مصرَ، مثل ذاك الذى تسلل إلى قلب إسبانيا فى الحرب الأهلية قبل سبعين عامًا؟ مَن قال؟! بل طوابيرُ عديدةٌ تُفتت قلبَ مصر الواهنَ المحزونَ بتناحرنا، المصدوعَ بسهامنا. كلٌّ لمصلحةٍ خاصة وغرضٍ أنانىّ، بعيد عن صالح مصر بُعدَ المشرق عن المغرب! أما مصرُ، فيبدو أنها ليست فى حسابات إلا مَن رحم ربّى من تضخم الذات وتورّم الأنا.

الإخوان الأشقياء زرعوا الحزنَ فى كل بيت. نثروا دموعَ الأمهات والزوجات فى كل بقاع مصر. ألقوا أطفالنا من فوق الأسطح، ومزقوهم بالرصاص، وألبسوا أطفالهم الأكفان. أمسينا نقول: أطفالنا وأطفالهم، شبابُنا وشبابهم، أحلامهم وأحلامنا، مصرُنا السيدةُ التى نعرفها حين رسم اللهُ مجدَها منذ فجر التاريخ، ومصر التى يحلمون بها تابعةً ذليلةً مُصدّعةً غير ذات سيادة. بذروا الإرهابَ فى أرض كتبَ اللهُ لها الأمنَ: «... ادخلوا مصرَ إن شاء اللهُ آمنين»، ونثروا الخوفَ بين شعب باركه اللُه: «مباركٌ شعبى مصر»! فاستحقوا الإقصاءَ من قلوبنا. اغتالوا الضابطَ لوظيفته، والمسيحىّ لعقيدته، والشيعىّ لمذهبه، والطفلَ لبراءته وحُلمه الغضّ.

ضحّوا بفتياتهم، فخرجن فى همجياتٍ غير سلمية يحملن الأسلحة البيضَ فى جيوبهن، والأكفَّ الصُّفر مبتورةَ الإبهام بأياديهن، والأقوالَ البذيئة فى ألسنهن، خارجاتٍ على قانون جاء ليضبط الفوضى المريعة التى تنحرُ مصر، فعرفن طريق القضبان، بينما القادة الشياطين طريدو العدالة يتنعمون فى فنادق الدوحة الصهيونية الحاقدة على سيدتها مصر. الضميرُ هو الضامنُ للحد الأعلى من الأخلاق، والقانونُ هو ضامنُ الحد الأدنى، وقد غاب ضميرهم، فهل نُغيّب نحن القانونَ لنرتع فى الفوضى؟

نحزنُ أن تدخل السجنَ صغيراتٌ بتهم الشغب وحيازة السلاح والبذاءة اللفظية والسلوكية، ليخرجن منه بعد سنوات أعداءً حقيقيين للوطن والقانون. فالسجن لدينا، للأسف، يُفرّخ مجرمين. ولسنا بحاجة إلى مجرمين جدد. فهل من سبيل لاستعادة تلك الصغيرات إلى حاضنة الوطن وحقل الخير والجمال بإعادة تأهيلهن وطنيًّا وسلوكيًّا؟

علينا أن نكون أرقى منهم، لأننا أرقى بالفعل، فنرفض أن نحبس فتياتهم، كما قتلوا أطفالنا. فلا يصحُّ أن نزلَّ لمستواهم فى سوء معاملة الأطفال والنشء.

أيها الإرهابيون، أيها الطوابيرُ الخامسة والسادسة والسابعة، حرام عليكم، اتقوا ربنا فى مصر.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع