الأقباط متحدون - الزينوغلوسيا: ظاهرة اللسان المتبدل
أخر تحديث ٠٤:٣٢ | الأحد ١ ديسمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣٠٢٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الزينوغلوسيا: ظاهرة اللسان المتبدل

الزينوغلوسيا
الزينوغلوسيا
في حالات كثيرة سجلت عن افراد من المجتمع راحوا يتحدثون فجأة بلغة غريبة لم يعرفوها من قبل، وكان ذلك يحدث احيانا بشكل عفوي خلال خضوعهم لجلسات التنويم المغناطيسي (الإيحائي) أو في إحدى حالاتالوعي البديلة كالغيبوبة او النوم. 
 
ويتمثل ذلك بنطق بضعة كلمات يتحدث بها الشخص ثم لا تلبث ان تختفي من ذاكرته تماما، وفي حالات اخرى يصبح الشخص قوي اللسان بهذه اللغة، ومما يدعو للاستغراب هو وجود مزاعم عن عدد من الاشخاص كانوا قد نطقوا بلغات قديمة انمحت عن وجه الارض، ولا يألفها الا العلماء في مجال الاثار والحضارات القديمة، هنا نتكلم عن ظاهرة ما ورائية تدعى " زينوغلوسيا/ Xenoglossia".
 
يرجع اصل مصطلح "الزينوغلوسيا" إلى اللغة الإغريقية " اليونانية القديمة" وهي كلمة تتركب من جزئين: الاول "زينوس xenos" ويعني الامر الغريب او الاجنبي، والثاني هو "غلوسيا glossa" ويعني اللغة او اللسان وبالتالي يصبح معنى الكلمة المركبة " لغة غريبة".
 
الاعتقاد المسيحي:
نجد من الامثلة عن "الزينوغلوسيا" لدى الحركة الدينية الخمسينية التي تعتقد بأن جميع المسيحيين بحاجة لأن يعيشوا اختبارا فريدا لكي يكونوا مسيحيين فعلا، ويسمى هذا الاختبار بـ "معمودية الروح القدس"، ويجب ان يكون مطابقا لما عاشه رسل المسيح الاثنا عشر بحسب ما ورد في الكتاب المقدس، عندما حلت عليهم الروح القدس في اليوم الخمسين لصعود المسيح للسماء (يوم العنصرة). وكان حلول الروح عليهم جليا من خلال عدة علامات ابرزها: التكلم بألسنة مختلفة، والتنبؤ، وشفاء المرضى، ويعتبر ذلك هبة روحية من الله.
 
دراسات وابحاث:
توجد في العالم الالاف من حالات "الزينوغلوسيا" المعروفة الموثقة وغير الموثقة، والمئات من هذه الحالات تم توثيقها في دراسات علمية مختلفة، وذكرت فيها لغات منقرضة من الاف السنين، ولغات اخرى من جميع انحاء العالم! لكن وعلى الرغم من هذه الدراسات المكثفة، فم يتوصل العلم الى تفسير نهائي بالاعتماد على المنطق العلمي التقليدي، ومن هذه الحالات نذكر:
 
1. التكلم بلغات حية:
قام الدكتور "إيان ستيفنسون" أحد اكثر الاكاديميين احتراما في الولايات المتحدة بتخصيص دراسة بحثية تتناول هذه الظاهرة، وتعتبر إحدى اهم الدراسات التي تناولت هذا الموضوع، وألّف عام 1974 كتابا حمل عنوان " زينوغلوسيا" ذكر فيه حالات كثيرة موثقة، كان من اغربها تلك الحالة التي اظهرتها سيدة امريكيا بعمر 37 سنة، فأثناء تنويمها مغناطيسيا قامت بتغيير نبرات صوتها تمام وتحول صوتها الى صوت رجل، وحدث أن تكلمت باللغة السويدية بطلاقة، وبعد ان استيقظت من جلسة التنويم المغناطيسي نسيت كل شيء وعجزت عن لفظ أي حرف من اللغة السويدية. 
 
انشغل الدكتور "ستيفنسون" بهذه الحالة تحديدة مدة ثماني سنوات،وراح يدرس في علم اللغات والتكلم بنبرات مختلفة، وقد استعان بالعديد من الخبراء والمتخصصين لمساعدته للتوصل إلى تفسير علمي يقدم الجواب المناسب على سؤال محير وصعب:" كيف يمكن لنبرة أنثى أن تتحول إلى نبرة رجل؟!".
 
في حالة اخرى لا تقل غرابة عن حالة السيدة الامريكية انشغل الدكتور "ستيفنسون" بحالة لسيدة هندية تدعى "أوتار هودار" كانت بعمر 32 سنة عندما تحولت شخصيتها الى شخصية ربة منزل متزوجة من البنغال الغربية، عاشت هناك في القرن 18، وراحت تتحدث باللغة البنغالية بدلا من لغتها الاصلية الحالية (الماراثية)، وكانت تصيبها هذه الحالة لفترات تتجاوز اسابيع عديدة احيانا، وقد يضطرون في بعض الاوقات الى تكليف اشخاص بنغاليين كي يساعدوا هذه المرأة على التواصل مع عائلتها، وكانت تلك الحالة قد ذكرت في مجلة "المجتمع الأمريكي للابحاث الوسيطية" إصدار شهر تموز 1980.
 
أما الباحث " ليال واتسون" فقد وصف إحدى الحالات الغريبة التي ظهرت لدى فتى هندي بعمر 10 سنوات من هنود الإيغاروت الساكنين في وادي كاغايون في الفلبين، هذا الفتى لم يسمع او يألف أي لغة سوى لغته، لكنه في حالات معينة وخلال نوبات يدخل في شبه غيبوبة، ويبدأ التكلم بلغة الزولو (لغة جنوب افريقية) بطلاقة! ومن المستحيل ان يكون قد تعلم الفتى هذه اللغة في حياته. وقد تعرف "واتسون" عليها لانه قضى فترة من حياته في جنوب إفريقيا.
 
2. التكلم بلغات قديمة أو منقرضة:
إن بعض الاشخاص وكما ذكرنا مسبقا وفي حالات النوم المغناطيسي أو غيرها من حالات الوعي البديلة، بالتكلم بلغات قديمة جدا لم تعد مستخدمة في هذا العصر واصبحت مقتصرة فقط على علماء الاثار والانثروبولوجيا، من هذه الحالات تلك التي درسها الدكتور "مويس نثرتون" والتي تمثلت بقدرة فتى اوروبي اشقر وذو عينان زرقاوان على التحدث بلغة صينية قديمة جدا خلال جلسة تنويم مغناطيسي، وقد سجل الطبيب صوت الفتى في شريط كاسيت واخذه الى بروفيسور في علم الدراسات الاستشراقية في جامعة كاليفورنيا بهدف معرفة نوع هذه اللغة التي تبين انها اللغة الصينية التي مضى على انقراضبها اكثر من الف عام!
 
وفي عام 1990 قام الطبيب النفسي الاسترالي " بيتر رامستر" بتوثيق العديد من الحالات المدروسة بعناية في كتاب حمل عنوان : "البحث عن اجيال سابقة"، ووردت فيه حالة لسيدة استرالية تدعى "سينيثيا هاندرسون" التي لم تتعلم اللغة الفرنسية سوى لمدة شهور قليلة في الصف السابع، لكن وخلال تنويمها مغناطيسيا استطاعت ان تتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة مع احد الفرنسيين الاصليين! وقد علق هذا الفرنسي على طريقة كلامها بأنه صافٍ ولا يتخلله أي لغة انجليزية! وأنها قد استخدمت الفاظا ومصطلحات فرنسية تعود للقرن 18!
 
ذكر الدكتور "جويل ويتون" حالة السيد "هارولد جورسكي" الذي وخلال نومه المغناطيسي كتب 223 كلمة ومقطع تعود الى زمن الفايكنج! وتعرف الخبراء على عشرة من هذه الكلمات واستنتجوا انها لغة قديمة كانت تستخدم في الدول الاسكندنافية، اما باقي الكلمات فكانت من روسيا وصربيا واللغة السلافية! وجميع هذه اللغات تحدثت عن البحر والسفن والرحلات البحرية!
 
في احدى دراسات " مجتمع البحوث الوسيطية" ذكرت حالة مع فتاة بريطانية تدعى "روزماري" عام 1931، راحت تتكلم اللغة المصرية القديمة، حيث اتخذت شخصية فتاة مصرية تدى "تيليكا فينيتو" عاشت في مصر عام 1400 قبل الميلاد، وتمكنت من كتابة 66 فقرة باللغة الهيروغلوفية، وذلك امام المتخصص في علم الاثار المصرية البروفيسور" هاورد هيوم"، استطاعت الفتاة التكلم بطلاقة بلغة لم تستخدم منذ الاف السنين، ولم تكن مألوفة سوى بين مجموعة قليلة من الأكاديميين المتخصصين في الحضارات القديمة!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter