الأقباط متحدون - فضوها سيرة..تعالوا بالمصرية نتحدث
أخر تحديث ١٤:٢١ | الأحد ١ ديسمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣٠٢٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

فضوها سيرة..تعالوا بالمصرية نتحدث

بقلم: مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
في ندوة حضرتها متحمساً لمتابعة مجموعة من المتحدثين ، وهم من أهل النخبة بلغة اليومين دول ،متنوعة أفكارهم والشاشات التي يطلون منها علينا ، ينتمون لأجيال مختلفة  والتبعية لمؤسسات تتباين توجهاتها ، فتوقعت أننا كحضور بصدد وليمة فكرية ، والندوة كانت بمناسبة تصعيد جماعات التشدد في زمن حكم جماعة الإخوان لوتيرة الأعمال ذات البعد الطائفي والتمييزي ضد أقباط مصر، كرد فعل لبداية الإحساس أنهم باتوا يشكلون كتلة مؤثرة في الشارع ، وعليه ينبغي عودتهم إلى فناء الكنيسة ..
 
الطريف واللي حصل ويموت من الضحك إن الندوة اللي المفروض إنها دعوة لنبذ الطائفية والفكر التمييزي والعنصري ، إنه وبمجرد الاشتباك مع أسئلة الحضور قامت خناقة للتنديد بحرية الفكر والترهيب والتحذير من دخول مناطق المحرمات المقدسة ، والكلام الاستهلاكي من المنصة حوالين " تعالوا ندور على المشتركات  في دعوات الأديان" و" مافيش حل إلا إعلاء مؤسسات الإسلام الوسطي والمسيحية المعتدلة " و" لابد من نبذ دعوات التشدد الديني " و" حوار الأديان ضرورة " و عليه تحمس بعض الحضور وقالوا حكاوي قعيدات الكنبة وهوانم الطبخ البلدي  "عمرنا ماكنا كده ولازلنا عايشين مسلم ومسيحي الباب في الباب وسمن على عسل " ، وهنا إنبرى أحدهم غاضباً " خلا ص كده الدنيا بمبي والمشكلة اتحلت ، لا لمؤاخذة بقى وفي عصبية شديدة لدرجة الجنون ، واللي مالوش ضهر بينضرب لامؤاخذة .. أقول إيه بس ، وفي كمان حرق كنايس واقتحام للكاتدرائية وحرم الأزهر لأول مرة ، وفي إقصاء وتهجير قسري للمسيحيين ، وتنكيل بحقوق المرأة ..  اعترفوا وشخصوا صح .. لإمتى هنضحك على بعض ، المهم ومن نفسي قلت أقول بقى وأجري على الله .. طلعت على المنصة بدعوة كريمة من نخبة الترابيزة وسلفوني كمان ميكرفون ، فقلت يا جماعة أسألكم سؤال .. ليه بتتكلموا على اعتبار إن الكتب المقدسة الثلاثة كل كتاب فيهم بينص بشكل واضح وصريح أنه لا يكفر أصحاب الكتب الأخرى .. لم يصلب السيد المسيح ولكن شبه لهم هكذا تقول أيات القرأن الكريم ، وعليه لا مسيحية من وجهة نظر الإسلام لأن الصلب والفداء أساس المسيحية ، والكتاب المقدس من وجهة نظر المسيحية لا حس ولا خبر عن "الإسلام" ، والمسيح لم يأت بعد من وجهة نظر كتاب اليهود ، واليهودية هي العهد القديم للتنبؤ والتمهيد لقدوم المسيحية من وجهة نظر المسيحية وهلم جرا .. ، وبصيت في عيون الناس بعد أن هدأت القاعة قليلاً ، وربنا فتح عليه رغم مبادئ الزهايمر اللي بتتصاعد أعراضها عندي يوم بعد يوم ، وفكرتهم مستشهداً بفكاكة بأبيات أمير الشعراء أحمد شوقى ..نُعلى تعاليمَ المسيح لأجلهم/ ويوقّرون لأجلنا الإسـلامَ/ الديـنُ للديَّان جـلَّ جلاله/ لو شاءَ ربُّك وحّد الأقوامَ ..بكده استوليت شوية تانية على مسامعهم ، فقلت أسألهم " يعني إيه الأزهر يمثل الإسلام الوسطي ؟!! والكنيسة تمثل المسيحية المعتدلة ؟!! وكأننا بصدد عقائد وأديان (وحاشا لله وأستغفره ) هي على كل لون ، وحسب الطلب ، ثم وبنبرة خطابية عالية "كان ينبغي لهم أن يخجلوا وهم يرددون تلك الأوصاف التي توحي أن هناك ماهو مغاير .. يا سادة الإسلام هو الإسلام وفقط ، وكذلك المسيحية ".. 
 
ثم بعد وقفة تأمل "مُحاضر" اكتسب شوية ثقة " أسألكم يعني إيه "حوار أديان" اللي دلوقتي باتت سبوبة استرزاق وتسامحني ترابيزة الاسترزاق .. لامؤاخذة قصدي إذا كان من حضراتكم عضو في اللجان دي " .. ثم معاوداً الحديث للحضور " وكأن الأديان مادة للتساوم والتفاوض وسيب وأنا سيب .. فيبادروا بلوي عنق الأديان لاسترضاء الأخر..والله عيب وحرام تضييع الوقت .. ياسادة فضوها سيرة ..وياريت تشوفوا وجهة نظر المواطن المصري البسيط في الموالد ليؤلف بين قلوب الناس ليكتسبهم لبضاعته  " موسى نبي .. عيسى نبي .. محمد نبي وكل اللي ليه نبي يصلي عليه " .. ثم في التفاتة إلى ترابيزة النخبة المرتدية إرجوان العظمة الارستقراطية " يا سادتي قولوا زي ما تقولوا هوده كلام الكتب المقدسة إن شا الله تقولوا أو تسموها "تعصب المقدس" وحاشا لله أن تكون كتبه المقدسة متعصبة ، ولكنه تعبير افتراضي لتوصيل الفكرة حتى لا يتطوع بعضنا للدفاع عن أديان فيلون أياتها نفاقاً أويستخدمها للمتاجرة بفهم مغلوط لأيات كتبها الكريمة ..تقول كتبها ..قال الله تعالى على لسان يعقوب عليه الصلاة والسلام " فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين " ، ويقول السيد المسيح  "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" (مر13: 31) ودي كانت نهاية كلامي والندوة ، ومشاعر الامتعاض والضيق من التركيبة اللي طرحتها باتت مضحكة من جانب ترابيزة النخبة ، بينما لاقت من بعض الحضور الترحيب !!! 
 
تذكرت حكاية الندوة دي وأنا أقرأ مقال أكثر من رائع " سماوي غصباً عنك" للإعلامي باسم يوسف .. وأترك القارئ العزيز مع تلك الفقرة التي يُبدي فيها الكاتب تعجبه من موقف كتبة الدستور حول تصنيف الأديان مابين السماوي وغير السماوي.....يقول باسم " فبين هذه الاديان الثلاثة نحن لا نعترف بأن الاخر دينه سماوى.فاليهودى لا يعتبر المسيحية دينا سماويا بل يعتبرها ديانة كاذبة ولا يؤمن أن سيدى عيسى هو المسيح الحق.واليهودى والمسيحى كلاهما لا يعترفان بأن الدين الاسلامى دينا سماويا. فكيف يعترفون بأن رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام مبعوثا حقا من الله ولا يتركون ديانتهم ليؤمنوا بالاسلام؟منهم من يعتبره على أحسن تقدير قائد سياسى واجتماعى عظيم وعلى أسوأ تقدير مدع وكذاب.أى أن المسلم من وجهة نظر المسيحى أو اليهودى (زملائه فى رابطة الأديان السماوية) يعتبر على ضلال ولن ينال الرحمة ولن يدخل الجنة. وكلنا نتذكر حين غضب الازهر من الفاتيكان حين أعلن بابا الفاتيكان وقتها أن الاسلام ليس دينا سماويا، فانسحب الازهر من حوار الاديان وكأننا فوجئنا برأيهم وكأن حوار الاديان هذا له أى أهمية.حتى المسلمون الذين يتباهون بأن الاسلام يعترف بالمسيحية واليهودية يؤمنون بأن كتب هؤلاء وديانتهم وعقيدتهم محرفة، أى أن أى مسيحى أو يهودى بالنسبة للمسلم على ضلال ولا تعتبر ديانته الحالية ديانة سماوية ولا نقبل بأن يقوموا بالتبشير والدعوة لدينهم علانية بالرغم من وجود الجميع فى معا «زمرة الديانات السماوية».من الآخر موضوع «الديانات السماوية» هذا ما هو الا تعريف وتصنيف انفردنا به بين العالم ولا يستخدمه غيرنا بل ولا نطبقه أو نصدقه عمليا فى تصرفاتنا مع الاديان الأخرى." .. انتهى كلام باسم والكلام ليكم.. ما تيجوا نتكلم مصري ..

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter