السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠١٣ -
٣٤:
٠٩ ص +02:00 EET
صوره تعبيريه
د/ إيهاب العزازي
أصبحت الدعارة السياسية والمتاجرة بكل شيء هي عنوان المشهد السياسي في مصر وأصبح الوطن مجرد سلعة ومصلحة الجميع يحاول إما السيطرة عليها واستغلالها واغتصابها وإما إشاعة الفوضى والانقسام وتدمير كل شيء وكأن هذا الوطن كتب علية منذ قديم الأزل العيش في مسلسل من الفتن والمؤامرات وكلها لشيء واحد هو الصراع على السلطة والحكم وليست من أجل خدمة المواطن المصري البسيط الذى يتم المتاجرة به لتحقيق مصالح سياسية ويتم التضحية به كوقود في الحرب الدائرة من أجل السلطة .
تعود مصر هذه الأيام لأقبح صور العمل والممارسة السياسية البشعة التي تفضح زيف وخداع من يسمون أنفسهم سياسيين ونشطاء في مصر وفجأة اتحد الجميع ضد قانون التظاهر الذى لنا عليه ملاحظات كثيرة ومتعددة ونحاول بهدوء وتعقل تغيير بعض مواده من أجل العبور من حالة الاحتقان السياسي الحالية بأقل خسائر ممكنة في ظل حالة الاستقطاب السياسي الحاد الذى تعيشه مصر فالجميع يدق طبول الحرب لسحق الأخر.
لكن هل هان الوطن لهذه الدرجة التي تصل لحالة المتاجرة بمستقبل وطن ومقدرات شعب من أجل مصالح سياسية وحزبية ضيقة والسؤال الصعب هل رفض قانون أو التصعيد ضدة بهذا الشكل العنيف الذى يدلل على أننا كشعب وقعنا في فخ نخبة سياسية وحزبية تتاجر بكل شيء وأي شيء من أجل مصالحها وفجأة اتحد الإخوان وأحزابهم ومجموعة الأحزاب الإسلامية وحركة 6 أبريل ونشطاء الأحزاب اليسارية و مجموعة منظمات المجتمع المدني ودكاكين حقوق الإنسان وبعض المتحولين الذين أصبحوا البلاء الأعظم في حياتنا السياسية وفضائيات المصلحة هي الحل وكلهم جميعا اتحدوا ضد القانون وهذا حقهم ولكن عن طريق ممارسة سياسية متوازنة تبحث عن المصلحة العليا لوطن يعانى من أمراض مزمنة ويحتاج لعناية مركزة تنقذه من حالة الهبوط الحاد في الأخلاق والسلوكيات السياسية .
للجميع الحق في الاعتراض على أي قانون يصدر في الدولة ولكن بالوسائل السلمية القانونية إن كنا نريد بناء دولة تقوم على سيادة القانون والعدالة على الجميع فالوسائل السلمية هي الحل الحقيقي لكل أمين ومخلص يبحث عن المصلحة العليا للبلاد وهى كثيرة ومتعددة وتصب في الصالح العام للبلاد للخروج من الألغام الكثيرة التي تحاول تفجير المشهد المصري وعودته لمربع الصفر .
لكن ما حدث عكس الواقع فشاهدنا أبشع صور الدعارة السياسية عبر محاولة تعطيل القانون وعدم الاعتراف به من خلال الاعداد لتظاهرات تنتشر في ميادين مصر ثم الجامعات والمحافظات والجميع يعلم أن ما يحدث سيجعل الصدام مع الداخلية ومؤسسات الدولة أمر لا مفر منه سيجلب خسائر بشرية ومادية سواء في المؤسسات أو أملاك الدولة وأبشع ما أفرزته ثورات مصر هو حالة العداء والكراهية الواضحة لدى البعض من المرضى النفسيين الذين يتصدرون المشهد وهنا الحديث للطرفين سواء من النشطاء السياسيين أو بعض القيادات التنفيذية فالأخلاق السمحة والقدرة على إدارة الأزمات أصبحت غائبة عن المشهد بشكل واضح يؤدى دائما لنهايات مأساوية لكل التظاهرات والوقفات الاحتجاجية في مصر.
لا يوجد أحد في مصر يقبل بعدم أحقية المواطنين في التظاهر السلمى البناء الذى يهدف لخدمة الوطن وإعادة بنائه ولا يمكن القبول بالاعتداء اللفظي أو الجسدي على المتظاهرين ولكن في المقابل متى تتوقف حالات الاستفزازات لجعل التظاهر يتطور لحالة عنف بين المتظاهر والدولة والسؤال الأهم متى نرى تظاهر حقيقي لخدمة الوطن الجريح وليست من أجل تصفية حسابات سياسية ضيقة .
لكل وطني مخلص يبحث عن إنقاذ هذا الوطن من التمزق والانقسام علينا الاعتراف أن مصر أصبحت فريسة لطلاب السلطة والجميع يتأمر لاغتصاب الوطن وحان وقت التصدي للجميع بالقانون والعدل والروح الثورية المصرية .