تعرض جامعة مدنية بوخوم الألمانية، فــــيلم "عمارة يعـقوبيان"  عن رواية الكاتب "علاء الأسـوانى" وجـاء العرض بدعـــوة من جماعة المسرح والفنون ومن المعروف   Stefan أن رئيس قسم الـــدراسات الشرقية  الأســـــــــتاذ الدكتـــــور/      
            

 قد خصص سيمنار لدراسة هذه الرواية لأهميتة التاريخية لدراسة المجتمع المصرى

وعمارة يعقوبيان رواية مصرية للكاتب الطبيب "علاء الأسواني" ومن المعروف أنها ترجمت لعدة لغات منها اللغة الألمـــــانية، و هى قصة حقـــيقة لعـــمارة يعــــقوبيان الموجودة فعلاً بشارع طلعت حرب ــ بالقرب من ميدان التحرير بوسط القـــاهرة ــ بناها المليونير "جاكوب يعقوبيان" عميد الجالية الأرمنية عام (1934 م)،ويعد البعض هــــذا المبنى شاهد على التغيرات التى حدثت فى القرن المنصرم.
 

وفى عام ) 2006م( تحولت الرواية  لفيلم سينمائى ،قام ببطولته العديد من النجوم على رأسهم الفنان "عادل امام"والفنانة "يـسرا" والفنان "نــور الشريف" والفنان "أحمد راتب" وبفضل السينارست الذى أعــده "وحيد حامد" والمخرج " ومروان حـامد"  حقق هذا الفيلم العديد من الجوائز المحلية والدولية.
 

وعمارة يعقوبيان  تسكنها طبقات اجتماعية متباينة بعد ثورة( 23 يوليو 1952م) بقيادة الضباط الأحرار، منهم "زكى بك الدسوقى" الذى تولى والده  وزارة الاشغال العمومية، وهو من أقطاب حزب الوفد ـ كان من أكبر الأحـــــزاب فى ذات الوقت ــ  ، الذي اقتصت الثورة الكثير من أطيانه، ورغم ذلك فهو يحب النساء، خاصة بثينة التي تتكفل بأسرتها، عن طريق المتاجرة بجسدها، تتزوج من زكى باشا بعد معاناة عاشها زكى مع أخته دولت، في العمارة أيضًا الحاج عزام الذي بدأ من الصفر، عندما كان ماسح أحذية، فصار ثريًا، ثم عضوًا في مجلس الشعب، يتزوج من أرملة شابة ثم يطلقها لأنها حملت منه رغمًا عن إرادته، أما حاتم رشيد فهو صحفى شاذ جنسيًا، له مكانته في الوسط الاجتماعى، يمارس علاقة مع جندى الأمن المركزى عبد ربه ويتركه بعد أن مات ابنه، ويموت على يد عشيق جديد،وعلى سطح العمارة يعيش ملاك الترزى الذي يطمع أن يشارك زكى بك في المحل، تعانى شقيقة زكى من أخيها وتطرده من العمارة، بينما تعيش كرستين، صديقة زكى القديمة، وصاحبة البار، وتحاول مساعدة زكى في محنته إلى أن يتزوج من بثينة

 

 

والكاتب  يلقى الضوء فى روايته على التغيرات التى حدثت فى مصر من منتصف القرن  العشرين  من خلال نماذج واقعية تعيش بين افــراد المجتمع تمثلت في العديد من المشكلات التى يعانى منها المجتمع المصرى نذكر منها الأمية والتعليم والتسرب التعليمى والهجرة من الريف للمدن،وتغير التركيبة السكانية داخل المجتمعات، وكان عمارة يعقوبييان نموذجاً ، وكان الكفاح اليومى من أجل القوت (الغذاء )، والبحث عن وظيفة، وعلى المزيد من الأموال هو الشغل الشغال لسكان سطح العمارة.
 

وما رصده كاتب يعقوبيان من تغيرات داخل المجتمع المصرى، مشكلة الفوارق ما بين طبقات المجتمع،عندما أراد أبن بواب العمارة الإلتحاق بكلية الشرطة،فكان لوظيفـــة والده دوراً فى عدم إلتحاقه وأدى إلى التطرف والأنحراف،وأيضا صورة " كمــال بيـــة" الذى يعين ما يريد بمجلس الشعب (البرلمان) مقابل الحصول على المزيد من الأمــوال، ومشكلة الشواذ جنسياً، مابين رجل من طبقة ارستقراطية  وعسكرى أمن لا يجيد القراءة والكتابة،وقضية التحرش الجنسى،وتناول الكاتب تجارة المخدرات داخل المجتمع المصرى،وآثار الزواج ما بين الثروة والسلطة وهذا كله كان من دوافع ثورة 25 يناير 2011م، و30 يونية 2013م،ولا يزال مجتمعناً المصرى، حتى كتابة هذه السطور ينزف كل يوم شبابه وموارده، وهذا ما لا نتمناه لمصرنا الحبيبة،التى نريد لها الخير والسلام.