بقلم: ليديا يؤانس
الحبيبة تَصرُخ .. تَئنْ .. تَتألم .. تبكي .. تتوجع .. تتهاوي تحت رشاشات الدم، تحت مُخططات العُنف والإرهاب، تحت أساليب الكذب والخداع والخيانة!
يا سيسي حبيبتك تَخَضَبتْ بالدماء، كل عضو فيها ينزف، عيونها ينابيع دموع ساخنة، السيوف مزقت قلبها فصار أشلاءاً مُبعثرة على طريق الحياة، تلعثمت الكلمات بين شفتيها فأختلط الدعاء مع الرثاء مع الآمال فتاهت الضحكة، النفس مُرة وعليله ولا تُريد أن تتعزي على فُقدان الأحباب، والجسد فقد جماله وقوته وشُموخه وتهاوي تحت ثقل الطعنات.
همسة عتاب من الحبيبة إلي الحبيب...
أنتَ قُلت لي: شرف لي أن أشوفك قد الدُنيا!
أنتَ قُلت لأولادي: أنتُم تأمروني .. أنتُم نور عيوني!
أنتَ قُلت لأولادي: أرواحنا على إيدينا بكل الحب لكم، ولكل فرد منكم!
أنتَ قُلت لأولادي: إنتوا بِتلوُمونا على حُبنا لبلادنا ولا إيه!
أنتَ وعدت أولادي: أوعوا تخافوا أو تفزعوا لأننا أُمناء مع كل المصريين ومُصرينْْ على حمايتكم والتصدي للعنف!
أنتَ وعدت أولادي: أنتُم في أعناق الجيش والشرطة، قاتلونا نَحنُ (أي الجيش) إحنا نستحمل لأجل خاطر مصر!
أنا لستُ أدينك أو ألومك أو أشك في إخلاصك ووطنيتك ومحبتك لي.
أنا مُقدره عملك الرائع في تطهير البلد مِنْ هذا الأخطبوط الشيطاني.
أنا مُقدره ثقل الحمل الذي تتكبده داخلياً وخارجياً لتنفيذ وعودك.
أنا مُقدره حجم الخسائر التى تتكبدها سواء في الأفراد أو المعدات.
ولكن عندي عليك قليل:
أنتَ وزير الدفاع، والقائد الأعلي للقوات المسلحة، وجنرال القرن بشهادة المصريين والعالم الخارجي، والأهم من ذلك أنك مُفوض مِنْ الشعب المصري بأن تحمي مصر والمصريين وتقضي على الإرهاب وتطهر البلد مِنْ بؤر الخراب والعنف.
أنا لستُ خبيرة في الشئون العسكرية أو السياسية ولكنني أعلم شيئاً واحداً أنك وحدك صاحب القرار العسكري لما فيه أمن وسلام الوطن!
لا تَقُلْ لي أن الديمقراطية تستلزم أن نتناقش ونتفاوض ونتحاور ونُقرر وننتخِب ونتفق أو لا نتفق! حينما يتعلق الأمر بأرواح المصريين وأولادك مِنْ الجيش والشرطة فهُنا يجب ألا يعلو صوت فوق صوت المعركة.
نَحنُ يا سيادة الجنرال في حالة حرب حتي وإن كان العدو مِنْ نفس البلد. فلا يجب أن تأخُذك بهم الرأفة لأنهُم هُمْ الظالمون والبادئون في قتل الأبرياء وتدمير المنشآت وخراب البلد وإقتصادها.
على حسب معلوماتي المحدودة أنه حينما تواجه دولة حرباً ويقوم الأعداء بالإعتداء على الدولة بمن فيها، لا ينتظر الجيش إلى أن يقوم العدو بالهجوم ثم الرد عليه، ولكن يقوم الجيش بالمُبادرة والمفاجأة لمواجهة العدو بمعني أن يتغذى بالعدو قبل أن يتعشي العدو بالأبرياء.
لا تَقُلْ لي أنني أعمل طِبقاً لخارطة الطريق ومِنْ خلال المؤسسات الحكومية والسياسية، لأنني سأقول لك أنت المسئول عن حماية وأمن وأمان البلد أمامي وأمام العالم كله وسوف تُسأل أمام الله عن دماء الأبرياء وعذاب الناس المُتألمين. إذا كانت الحكومة مُتراخية أو مُرتعشة أو مُتواطئة لحماية هذا التطرف الإرهابي إذن يجب أن تأخذ قرارك وأن يكون قرارك فوق أي قرار سياسي وإلا ستُدان أمام الله والشعب الذي وثق بك وفوضك من أجل هذه المهمة بالذات. أنت واجهت الرئيس الشرعي من قبل وعزلته هُوّ وعشيرته بتفويض الشعب لك، وعلى ما أعتقد أن التفويض مازال جاري المفعول وإن لم يكن هكذا فنحن مستعدون لأي تفويضات!
لا تَقُلْ لي أن قلبك حنين علي هؤلاء الإرهابيين القتله، وأنك لا تريد سفك دماؤهم لأنهم مصريين! أقول لك لا تُثَمِنْ دم الغالي بالرخيص. هناك فرق بين دم الأبرياء ودم القتله ويجب أن يكون دم الأبرياء الأغلي والأعلي ثمناً، فليس هُناك وجه للمقارنة!
لا تَقُلْ لي أنني أخشي الإدانه بأنني قتلت المصريين. لا يا سيادة الجنرال، مَنْ يقتل المصريين عار علينا أن نعتبره مصرياً. مَنْ يعمل جاهداً على خراب وتدمير مصر فليذهب إلى الجحيم بغباوته وحقده ولا نعتبره مِنْ المصريين. مَنْ يُشوه صورة مصر أمام العالم لا يستحق أن يُطلق عليه مصري لأنهُ عار على مصر والمصريين.
ثق يا سيادة القائد أننا نثق في نزاهتك ووطنيتك وحُبك لمصر والمصريين.
نَثِقْ ونُبجل ونُكرم جيش بلادنا الذين لا تغفل لهم عيون ولا يستريحون ويبذلون أرواحهم فداءً لمصر والمصريين.
نحن نعلم يا سيسي أن أحزان الشعب المصري في قلبك ورقبتك أمام الله.
نحن نعلم يا سيسي أن شهداء الشعب المصري في قلبك ورقبتك أمام الله.
نحن نعلم يا سيسي أنك سَتأخذ بالثأر لكل نقطة دم سالت على أرض مصر، ولكل دمعة زرفت على شهيد أو جريح.
يا يسيسي تشدد وتشجع لا ترهب ولا ترتعب لإن الرب إلهك معك، ونحن معك، يداً واحدةً وقلباً واحداً وفكراً واحداً إلى أن تزول الغُمة ونفرح كُلنا برجوع مصر ومصريتنا كما تعودناها وعشناها على مدى السنين.