يقف العالم اليوم مجتمعًا بوجه العنف ضد المرأة، في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، داعيًا إلى وقف كل أشكاله، لأنه يصيب الانسانية جمعاء.
بيروت: بمناسبة حلول اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، جاء تقرير الأمم المتحدة هذا العام عن أشكال العنف ضد المرأة مؤلمًا، إذ كشف الحجم الذي وصلت إليه الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في العالم، وأوضح أن هذا العنف قائم على نوع الجنس، وموجه إلى المرأة لأنها امرأة، ويشمل الأعمال التي تلحق بها ضررًا جسديًا أو عقليًا أو جنسيًا أو التهديد بهذه الأعمال والإكراه وسائر أشكال الحرمان من الحرية.
كما رأى التقرير أن العنف لا يقتصر على ثقافة معينة أو إقليم معين، بل هو موجود في كل مكان تقريبًا.
يصيب إنسانيتنا
قالت العديد من الدراسات الميدانية التي أجرتها منظمات إنسانية إن امرأة واحدة على الأقل من كل ثلاث تتعرض للضرب أو الإكراه أو الإهانة في كل يوم من أيام حياتها. وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن نحو 70 بالمئة من ضحايا جرائم القتل هم من الإناث، كما تمثل النساء والأطفال قرابة 80 بالمئة من القتلى والجرحى جراء استخدام الأدوات الجارحة والأسلحة، بحسب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
أكد كي مون أن العنف ضد النساء والفتيات يؤثر على الأفراد، "ويصيب إنسانيتنا في الصميم، ومن أجل مواجهة هذا التحدي العالمي أطلقتُ حملتي (متحدون من أجل إنهاء العنف ضد المرأة) في العام 2008"، معلنًا ترحيبه بالأصوات التي تنادي بإنهاء العنف الذي يطال واحدة من كل ثلاث نساء في حياتها، ومقدمًا تحيته إلى القادة الذين يساعدون في سن وإنفاذ القوانين وتغيير العقليات.
وطالب كي مون الشركاء بتقديم الدعم إلى صندوق الأمم المتحدة الاستئماني لإنهاء العنف ضد المرأة، الذي يساعد في مواجهة انتهاكات حقوق الإنسان، وفي تلبية الاحتياجات بدءًا من السلامة البدنية وانتهاءً بالأمن الاقتصادي.
عالم برتقالي
وفي أول رسالة لها كمديرة تنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، دعت فومزيلي ملامبو نغوكا المجتمع الدولي ليكون جزءًا من الحلول المبتكرة. وقالت في رسالتها: "تنطلق اليوم فعاليات 16 يومًا لمناهضة العنف القائم على النوع الإجتماعي، حيث يحشد الأفراد والجماعات للدعوة للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات، وشعار هذا العام الرسمي هو عالم برتقالي في 16 يومًا".
وحثت نغوكا في رسالتها زعماء العالم على رد فعل يتناسب مع حجم العنف الذي يهدد حياة النساء والفتيات. وأكدت أن غياب المساواة بين الجنسين هو السبب الجذري للعنف ضد النساء والفتيات، "ويجب أن تكون الحلول شاملة ومتعددة الجوانب، تبدأ من المدارس التي تعلم الاحترام للجميع، إلى حصول النساء على الفرص الاقتصادية والعدالة، ووجودهن في قوات لحفظ السلام وكسياسيات، بالإضافة إلى حتمية وضرورة اسماع صوت النساء في جميع أنحاء المجتمع".
أضافت: "العنف ضد النساء والفتيات انتهاك لحقوق الإنسان، وعنف موجه ضد الأسر والمجتمعات والأمم والإنسانية أجمع، وتهديد للسلام والأمن الدوليين، معترف به من قبل مجلس الأمن الدولي، وقد وصل حجم العنف لحد الأزمة، الأمر الذي يتطلب منا العمل جميعًا، صغارًا وكبارًا، نساءً ورجالًا، ليكون القضاء على العنف ضد المرأة ضمن الأهداف الإنمائية للألفية".
أوقفوه الآن!
في مصر، تنظم الهيئات والمؤسسات الرسمية والأهلية عدة أنشطة لتحقيق هدف واحد هو القضاء على العنف ضد المرأة بكافة أشكاله المعروفة أو المستحدثة، مثل التحرش الجماعي الذي استشرى في الآونة الأخيرة. ومن بين هذه الأنشطة قيام مبادرة "فؤادة" بحملة تحت عنوان ''العنف ضد المرأة أوقفوه الآن''، التي تسعى إلى إطلاق فعاليات في عدد من المحافظات والمدن المصرية من اليوم وحتى 10 كانون الأول (ديسمبر) المقبل لتأمين تفاعل المجتمع مع مناهضة العنف ضد النساء والفتيات في مصر.
وفي لبنان، تنظم جامعة البلمند ومركز الامم المتحدة للاعلام في بيروت حوارًا بين طلاب الجامعة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، لالقاء الضوء على هذا الموضوع الحيوي من منظور ذكوري، مع التركيز على العنف ضد المرأة في الشرق الاوسط، خصوصًا لبنان.
وفي اليمن، يطلق اتحاد نساء اليمن اليوم الاثنين حملة توعوية للقضاء على العنف ضد المرأة، تشمل جميع المحافظات وتستمر 16 يومًا. وقال الاتحاد إن تنظيم هذه الحملة، التي ستحمل شعاراً اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، وهو "من السلام في البيت إلى السلام في العالم"، يأتي مناهضة للعنف المبني على أساس النوع الاجتماعي. وتتضمن الفعاليات مسابقة لأفضل عمل إعلامي سينشر حول قضيتي الزواج المبكر وختان الإناث عبر الوسائل الإعلامية المختلفة، بالإضافة إلى فعاليات مختلفة أخرى.
تغريدات
افتراضيًا، غرد سعوديون وعرب على تويتر متفاعلين مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، فشددوا على ضرورة نشر ثقافة إحترام المرأة، والمساعدة على منع أي إساءة جسدية أو نفسية قد تتعرض لها، وذلك على وسم #اليوم_العالمي_للقضاء_على_العنف_ضد_المرأة_25نوفمبر.
وقال الكاتب السعودي خالد الباتلي: "لنكن جادين، ونعلن للعالم أن لا عنف في مجتمعنا بعد اليوم ضد المرأة، ونشرع القوانين لذلك". وأضاف في تغريدة أخرى: "إستوصوا بالنساء خيرًا، نحن أمة من أوصانا بهذا فهل إلتزمنا بنهجه؟".
وغردت الدكتورة أمل سليمان العودة قائلة: "تُرى ماذا سيقول رسولنا الكريم لو رأى حال المرأة الآن بين المحاكم وغياب المروءة؟". اضافت: "أقوى عنف ضد المرأة هو منعها من إظهار طاقاتها الإبداعية بحجة الخوف عليها من المجتمع!".
وقال مخلف بن دهام الشمري إن المرأة المعنفة لا تنجب إلا مجرمين أو عبيداً في الغالب. ورأت الاعلامية سمر المقرن أن التمييز القانوني ضد المرأة أكثر أنواع العنف إيلامًا. وكتبت الإعلامية دلع المفتي: "العنف اللفظي أقوى وأقسى من العنف الجسدي، فلا تسكتي لا على هذا ولا ذاك".
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.