الأقباط متحدون - بي كيدودة مطربة زنجبار‏..‏ أم كلثوم إفريقيا
أخر تحديث ٠٢:٥١ | الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ١٥ | العدد ٣٠٢٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بي كيدودة مطربة زنجبار‏..‏ أم كلثوم إفريقيا

بي كيدودة
بي كيدودة

 لم تضع حدودا لخيالها‏,‏ تركت لروحها العنان‏,‏ بحثت في سحر زنجبار واستمعت الي أغانيهم القديمة وعشقت موسيقاهم الحزينة واستنشقت هواء بلدها العليل‏,‏ ثم تركت قريتها الصغيرة إلي عالم أوسع‏..

وأجبرتهم علي أن ينصتوا ويصمتوا عندما تبدأ في الغناء, فهي ليست مطربة عادية بل أسطورة الطرب الافريقي بي كيدودة أو فاطمة بنت بركة, والمشهورة بأم كلثوم أفريقيا.

لايعرف بالضبط متي ولدت, ولكن من المؤكد أنها توفيت عن عمر يناهز المائة عام, وعاشت ابنة بائع جوز الهند في إحدي قري زنجبار حياتها التي لم تختلف في بدايتها كثيرا عن نظائرها من الأطفال, لم يتسن لها في طفولتها وصباها الخروج خارج حدود قريتها لكنها عرفت بين أقرانها وتميزت بصوتها الشجي, فكثيرا ما كان يتجمعن حولها ليلا في حلقات صغيرة وهي لم تتجاوز الثالثة عشر, يسمعونها لساعات طوال دون ملل وهي تردد أغاني مطربتهم الشهيرة سيتي بنت سعد.
علاقتها بالغناء توقفت بعد زواجها واعتقد الكثيرون أنها انقطعت ولكنها وبعد زيارة إحدي الفرق الشعبية لقريتها أيقظت حبها وشغفها به, فقررت الهروب ولحقت بالعازفين إلي تنزانيا, لم تحتاج إلي تزكية لتشاركهم ترحالهم, فصوتها وإجادتها لكل اشكال الطرب كانت وثيقة تعريفها, وأضحت مشاركتها لهم فاتحة الخير عليهم, وانتقلت شهرتهم من حدود دولتهم والدول المجاورة إلي إفريقيا كلها شمالها وجنوبها.
قررت بي أن تحترم سامعيها ومحبيها وتقدم لهم ما يحبون بشرط أن يكون مميزا ومختلفا ومحافظا علي تقاليد بلدها الموسيقية ومؤرخا للكثير من أخلاقيات القرية وروح إفريقيا وأصوات طبولها وسحرها الغامض, لذا تميزت ولقبت بالأسطورة وأم كلثوم إفريقيا السمراء.

اختارت كلمات أغانيها بعناية فائقة, ورغم أنها تغني بلغة زنجبار إلا أن رسالتها ومعانيها تصل بهدوء إلي سامعيها, لا تحتاج إلي ترجمة لأنها كما يقولون تشدو بقلبها قبل صوتها, اجتهدت لكي تعلم الجميع أن المرأة الإفريقية المسلمة تستطيع أن تقدم الكثير وتبرهن علي أنها متميزة ومختلفة فحياتها لم تكن سهلة, كافحت وعانت وأصرت علي النجاح والتميز. وعندما تصعد علي خشبة المسرح ويرفع الستار وتبدأ في الغناء يأخذك صوتها إلي عالم خفي غامض تشعر وأنت تستمع إليها كأنك تتجول بين مزارع زنجبار الخضراء فأغانيها التي تجمع بين الحزن الإفريقي وأصالة الطرب التركي وسحر موسيقي الشرق فأصبحت مقاطع أغانيها حكما تتناقلها الألسن وتنفذ معانيها إلي العقول وتشعر بدفئها القلوب, وتمكنت بروحها أن تصل إلي آذان العالم وتجبرهم بلا وعي أن يستمعوا إلي هذا الصوت الشجي.

أصرت علي أن يسمع العالم صوتها ودفعت الجميع حتي الذين لم يسمعوا يوما عن غنائية' كجيدي' التراثية القديمة التي تشتهر بها بلدها وتؤكد هويتهم العرقية والاجتماعية أن يعترفوا بهذا التميز والاختلاف والجمال ويمنحوها جائزة' وورلد ميوزيك إكسبو' العالمية لمساهمتها الموسيقية والثقافية, وقبل ذلك منحها أبناء زنجبار أو الحسناء الفقيرة حبهم فأصبحت أم وصديقة وأخت لكل وطني, وبكت يوم وفاتها آلاف العيون.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter