بقلم: سحر غريب 
كثيرون منا يتركون الجمل بما حمل ويقول يالا نفسي، ولكنه لم يفعلها، فقد ظل الوطن يعيش داخله ليضرب لنا مثلاً حيًا باقيًا حتى النهاية، لن ننساه في الانتماء وحب الوطن والرغبة في تغيير ما يعانيه أبناء هذا الوطن، عدلي أبادير هو التجسيد الدائم لمقولة الشاعر شوقي ( وطني لو شُغلت بالخُلد عنه.. لنازعتني إليه في الخُلد نفسي) لو كنا كلنا عدلي أبادير في رعايته لقضايا أبناء وطنه وأبناء دينه لأصبحت مصر أم الدنيا ليس اسمًا فقط بل فعلاً أيضًا، فهو لم يترك مصر ويتجه بكل ما يملك لنصرة قضايا لم يعايشها وأوطان لم تسكن قلبه.
احترمته دون أن أراه فهو رمز خالد لم يبع القضية كما فعل غيره.

احترمته لأني أعمل في موقعه الذي أنشأه رغم أني مسلمة ومحجبة، وقد جعلني العمل في هذا الموقع أتعرف علي هموم مواطني مصر من المسيحيين المقهورين... جعلني أتعاطف معهم وأرى آلامهم التي كنت لا أراها، حيث إن دائرة الضوء والإعلام الأحادي الفكر كان يغفلها ويتجاهلها، لقد أعطاني منظارًا جديدًا لم أكن أمتلكه ووضعه موقعه العزيز أمام عيناي بكل صراحة ووضوح، وقال لي هذه هي مصر بما فيها، فكسب مُحاربة شرسة في صفه وقلمًا جديدًا أصبح محايدًا ينظر للأمور بمنظار موضوعي غير مُتحيز لجانب الأغلبية العددية.

لقد تغيرت نظرتي لكثير من الأمور وتركت نظرتي الأحادية القاصرة التي كنت أمتلكها، فشكرًا عدلي أبادير وشكرًا لموقع الاقباط متحدون.
اقبلوا مني التعازي الحارة عن نهاية رمز مُحترم سيظل حيًا في وجدان العمل الوطني.