الأقباط متحدون - الطريق
أخر تحديث ١٦:٣٧ | الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ١٣ | العدد ٣٠١٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

الطريق

بقلم نسيم عبيد عوض

عندما سأل القديس توما (المعروف بالتوأم) الرب يسوع المسيح " ياسيد لسنا نعلم اين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق؟ قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة."يو14‘ ولذلك كانت الديانة المسيحية فى القرون الأولى تعرف بالطريق‘ والطريق هو الرب يسوع المسيح ‘"ليس أحد يأتى الى الآب إلا بى." ‘ففى سفر أعمال الرسل 9: 2" وعن شاول الطرسوسى " وطلب منه رسائل الى دمشق الى الجماعات حتى اذا وجد اناسامن (الطريق)رجالا ونساء يسوقهم الى أورشليم."وأيضا فى أع18: 26" فلما سمعه أكيلا وبرسيكلا أخذاه اليهما وشرحا له (طريق) الرب بأكثر تدقيق." وفى أع 19 يذكر أيضا" وحدث فى ذلك الوقت شغب ليس بقليل بسبب هذا (الطريق).

وكلمة الله لنا فى الأحد الثالث من هاتور والمأخوذة من إنجيل القديس لوقا البشير 14: 25-35تحدد بكل وضوح الطريق مع الله :
1- إن كان أحد يأتى ورائى ولا يبغض أباه وأمه وإمرأته وأولاده واخوته وأخواته – حتى نفسه - أيضا فلا يقدر أن يكون لى تلميذا.2- ومن لا يحمل صليبه ويأتى ورائى فلا يقدر أن يكون لى تلميذا.
3-من منكم وهو يريد ان يبنى برجا لا يجلس أولا ويحسب النفقة هل عنده مايلزم لكماله.4- وأى ملك إن ذهب لمقاتلة ملك آخر فى حرب لا يجلس أولا وىتشاور.

5- كذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر ان يكون تلميذا. 6- الملح جيد ولكن إذا فسد الملح فبماذا يصلح .؟
فى الأحد الأول من هاتور يكلمنا الرب عن الذين يسمعون الكلمة ويثمرون بالصبر "يسمعون الكلمة فيحفظونها فى قلب جيد ويثمرون بالصبر."لو8: 15‘ وهذا عن إثمار كلمة الله الحية أو إنجيل المخلص فى القلوب. وفى الأسبوع الثانى كلمنا الرب عن بركة الإنجيل ‘ كلمة الله التى تفيض  بها قلوب العاملين بكلمته الحيه كقول المخلص مت 13: 8 فى مثل الزارع " وسقط آخر على الأرض الجيدة فأعطى ثمرا بعض مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين." ‘ وهو لتعليمنا الطريق للذين يريدون أن يتبعوا الرب يسوع ‘ ويعملوا بكلمته وبإنجيله . الحديث إذا عن طريقالله للخلاص وحياة المؤمنين فى الطريق.
 فكيف يكون طريق الله أو كيف نتبع الله:

 1- تسليم حياتنا كاملة لله ‘ وهذا هو الطريق الأمثل لتبعيتنا له ‘ والله الذى هو واضع شريعة الحب والمحبة ‘" وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا." يو13: 34‘ وهو الذى طالبنا بمحبة الأعداء "أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم." مت5‘ وهو يقدم لنا طريقه بتسليم حياتنا كاملة له ‘ حب القلب كله ‘ ويحددها " من أحب أبا و...  أكثر منى فلا يستحقنى."مت10: 37‘ فهو لا يسألنا أن نكره أبائنا وأهالينا لأنه هو نفسه الذى وضع وصية بوعد عن إكرام الأب والأم ‘ ووضع وصية محبة الآخرين فى مستوى محبتنا لله أو هى الطريق لمحبة الله ‘ ولكنه يقصد هنا ‘ "ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس ."أع5: 29‘ وبتسليمه كامل حياتنا يعم هو بالمحبة والإكرام على الغير ‘ ومن التسليم له لا يعد للإهتمام بأنفسنا  مكانا ‘ " من وجد حياته يضيعها ومن أضاع حياته من أجلى يجدها." مت10: 39 ‘ وأيضا قوله الكريم " من يحب نفسه يهلكها ومن يبغض نفسه فى هذا العالم يحفظها الى حياة أبدية."يو12: 25. ومعنى ذلك: - أن من متع نفسه بلذات هذا العالم بعيدا عن المسيح أهلكها.- ومن سعى وراء حياة المتع الجسدية والأرضية الفانية أضاع نفسه . – أما من أبعد نفسه عن شهوات العالم والجسد ومتع الأرض أحياها ‘ ومثال ذلك شهداء الإيمان بالمسيح والقديسين الذين قال عنهم الكتاب "وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت." رؤ12: 11‘ فلما استهانوا بالآلام وبدم شهادتهم غلبوا الشيطان وكل قواته واستحقوا الملكوت.

2- حياة طريق الله هى حياة الصليب: ويوضحها لنا القديس بولس الرسول بدقة" ناظرين الى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذى من أجل السرور الموضوع أمامه إحتمل الصليب مستهينا بالخزى فجلس فى يمين عرش الله. فتفكروا فى الذى إحتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه. لئلا تكلوا وتخوروا فى أنفسكم." عب12: 2و 3 .

3- حياة الطاعة والوداعة وتواضع القلب: كما  حددها الرب " إحملوا نيرى عليكم وتعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم لأن نيرى هين وحملة خفيف."مت11. الذى يتبعه على طريقه يجب عليه" أن نسلك كما يحق للدعوة التى دعينا إليها .بكل تواضع القلب والوداعة وطول الأناة. محتملين بعضكم بعضا بالمحبة."أف4.

4- حياة الإحتمال والصبر: والمعنى فى حمل الصليب هو الإحتمال للمشقات والضيقات ‘ فمثلا فى معاملتنا مع الغير لابد أن نتحلى بطول الأناة المحبة وبالوداعة وبالصبر الشديد ‘ ولابد أن نتذكر وصاياه" أن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم ‘ ومن قال لأخيه رقا(أى يافارغ) يكون مستوجب المجمع ‘ومن قال ياأحمق يكون مستوجب نار جهنم." مت5‘ " ويقول لنا الرب عن الصبر " بصبركم اقتنوا أنفسكم ."لو21: 19‘ وكدعاء المرتل " لأنى لك يارب صبرت أنت تستجيب يارب ياإلهى."مز38‘ وجزاء الصبر هو الخلاص كقول الرب" من يصبر الى المنتهى فهذا يخلص."مت 10: 22‘ ولعل معلمنا يعقوب الرسول أوضحها لنا " عالمين ان إمتحان إيمانكم ينشئ صبرا وأما الصبر فليكن له عمل تام لكى تكونوا نامين وكاملين غير ناقصين فى شيئ ."يع1: 3‘ لأننا نحتاج للصبر فى حياتنا الأرضية" لأنكم تحتاجون الى الصبر حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد."
5- فى الخدمة والخدام " فى كل شيئ نظهر أنفسنا كخدام الله فى صبر كثير فى شدائد فى ضرورات فى ضيقات ‘ لأن الله نفسه يظهر محبته للخدمة والخدام فيقول" ان كان أحد يخدمنى فليتبعنى ..وحيث أكون  أنا هناك أيضا يكون خادمى . وإن كان احد يخدمنى يكرمه الآب. يو12: 26‘ حتى انه يعطينا نفسه مثلا " من أراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما. كما ان ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين."
6- الجهاد وضبط النفس : أن تحمل الضيقات والمشقات والإضطهادات (الصليب) لابد أن يكون بفرح بقبول برضا وبالشكر ‘ حتى لا تخور نفوسنا فى الطريق ‘ فحمل الصليب يكون فى صبر وشكر دائم وبذبائح التسبيح ‘ بإعتزاز وفخر " حاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح."غل6: 14 ‘ وفى حملنا له نتمثل عظمته: - التضحية والحب " هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من آمن به بل تكون له الحياة الأبدية."يو3: 16. -عظيم فى صفحه وغفرانه "ياأبتاه أغفرلهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون."لو23: 4 – عظيم فى سلطانه وقوته :" إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة أما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله." 1كو1: 18‘ إستعان به القديس مار مرقس على الأسدين فصاروا أليفين ‘ والقديس برسوم العريان فيقتنى ثعبانا ضخما فى قلايته ‘ ومار جرجس يرشمه على الكأس المسموم فلا يؤذيه . وكقول القديس بولس " أنكم تؤهلون لملكوت الله الذى لأجله تتألمون أيضا." 2تس1: 4.
7- بناء برج الحياة الروحية:  حتى نظل تابعين للرب وطريقه يستلزم منا دائما أن نحسب النفقة بمعنى أن نكون مستعدين لهذه التبعية وتكلفتها بأى تضحيات وتحمل الضيقات حتى أفوز بالشركة مع المسيح التى هى حماية وعناية ونعمة وبركه روحيه لحياتنا ‘ ولا نخف لأنه قد سدد فاتورة التكلفة مقدما بدمه الطاهر الكريم. ولابد أيضا أن نكون واعيين تماما لأعمال رئيس هذا العالم ..إبليس وقواته " لأن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية فى السماويات."أف6: 12.
ونحن مقبلين على صوم الميلاد ليعطينا الرب نعمته وبركته ليقوينا عل أن نظل على طريقه الوحيد متمسكين بيده لتقودنا الى موكب نصرته ويشرق بنوره فى قلوبنا جميعا. آمين.َِ


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter