الأقباط متحدون - إنهم يحرقون علم مصر
أخر تحديث ٠٩:٢٠ | الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ١٢ | العدد ٣٠١٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إنهم يحرقون علم مصر

 بقلم إسماعيل حسني
 
لن يُعرف التاسع عشر من نوفمبر في تاريخ مصر فقط بخيانة الإخوان للثورة، ولا بالمجزرة التي ارتكبها المجلس العسكري المتحالف معهم بحق ثوار 25 يناير في شارع محمد محمود، ولكنه سيعرف أيضا بقيام الإخوان وحلفائهم بحرق علم مصر لأول مرة في التاريخ، وفي ميدان التحرير.
 
لا يكتفي الإخوان بعد أن لفظهم الشعب وأسقطهم بإشاعة الفوضى والخراب في ربوع البلاد، ولا بقتل المصريين من ضباط وجنود، وإنما تجرأوا على أهانة الشعب المصري كله بإحراق علم بلاده.
 
وإذا كنا لم نصدم كثيرا في ارتكاب الإخوان لهذه الجريمة لأننا نعرف أن الخيانة تسري في الإخوان سريان الدم في العروق، فمصر بالنسبة لهم ليست سوى محلا للإقامة، وهم لا يعرفون للوطن معنى سوى أنه حفنة من التراب العفن كما تعلموا على أيدي الأشقياء من زعمائهم ومنظريهم، مما لخصه مرشد جماعتهم بعبارته الفاسقة "طظ في مصر"، فإننا صدمنا في آخرين كنا نحسبهم منا، فإذا بهم يشاركون الإخوان عار الفعلة النكراء. 
 
إن الثوريين الذين تحدوا إرادة الشعب المصري كله، وصموا آذانهم عن التحذيرات التي انطلقت من كل حدب وصوب، وقرروا التظاهر في ذكرى المذبحة بدلا من الوقفات الرمزية لإحياءها، قد أثبتوا أنهم لا يملكون من الفكر الثوري سوى إسم يلقبون به أنفسهم، ويخفون وراءه أجندات معادية للثورة ولأمن الوطن واستقراره. 
 
لم يجتمع هؤلاء الأناركية الفوضويين مع الإخوان والإرهابيين من أجل إحياء ذكرى المذبحة، أو التنديد ببعض الممارسات غير الديموقراطية التي تصدر عن النظام المؤقت الحالي كما يدعون، وإنما جمعت بينهم الرغبة الآثمة في إسقاط الدولة المصرية وهدم مؤسساتها. لقد كان اجتماع بين أيديولوجيات مريضة تنجح دائما في إشاعة الفوضى وضرب إستقرار المجتمعات، وتفشل دائما في إقامة المدينة الفاضلة التي تبشر بها أو في تحقيق أية إنجازات على الأرض.
 
إن من يسمون أنفسهم بالإشتراكيين الثوريين الذين قدموا الغطاء للبلطجية من أعضاء جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية المتحالفة معها لممارسة أعمال البلطجة والتخريب، وتشويه ثورة الشعب في 30 يونيو، قد أخرجوا أنفسهم عن الصف الوطني، وينبغي من الآن فصاعدا أن تنبذهم جماهير الشعب، وأن تحذرهم حذرها من الإخوان، وألا يكون لهم مكان بين الأحزاب والقوى الوطنية.
 
وفي هذه المناسبة لابد أن نكرر أن ما يحدث من فوضى وتخريب، وما يرافقه من اغتيالات لضباطنا وجنودنا، سوف يتكرر، بل سوف يتصاعد، إن اقتصرت مواجهتنا لقوى الظلام على المواجهة الأمنية، لقد طالبنا ونطالب بمشروع قومي لاجتثاث الفكر السلفي اللعين من عقول أبناء هذا الشعب، فهو موطن الداء، وهو منبع كل الشرور والآثام، إلا أن الأيادي إما مرتعشة، وإما سلفية الهوى.
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter