كتب : نعيم يوسف
استهل قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثانى ، بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية ، عظته الأسبوعية ، اليوم الأربعاء ، بتقديم العزاء لأسر ضحايا حادث قطار دهشور الذى راح ضحيته 27 قتيلا و 30 مصابا ، و حادث العريش الذى راح ضحيته 10 جنود مصريين .
و تناول قداسته خلال العظة حول " الإستماع إلى صوت الله " متأملا فى الآية التى تقول " اليوم إن سمعتم صوته لا تقسوا قلوبكم " . موضحاً أن أول شئ يفعله الإنسان فى هذا الموضوع هو الطاعة الإيمانية ، حيث يطيع الإنسان الصوت الذى يسمعه من الله ، ثم يفتح الإنسان قلبه لهذا الصوت ، ثم يعمل الإنسان بما سمعه .
و تساءل قداسته ، ما هو صوت الله ؟؟
و أوضح انه فى العهد القديم كان الشعب يعرف صوت الله عن طريق الشريعة و الكتب و الأسفار ، و فى العهد الجديد يصل إلينا عن طريق الأسفار المقدسة و عن طريق الأباء القديسين لأن روح الله يعمل فى العالم .
و تناول قداسته بعض الأمثلة مثل موسى النبى فى العهد القديم الذى إستمع إلى صوت الله فى العليقة ، و القديس أغسطينوس الذى سمع صوت الله عن طريق سيرة الأنبا أنطونيوس ، و الأنبا أنطونيوس الذى سمع صوت الله عن طريق سماع صوت الله من قراءات الإنجيل فى الكنيسة .
و أضاف قداسته ، ما هى مواصفات صوت الله ؟؟ موضحاً أن الضوضاء تحرم الإنسان من سماع صوت الله ، و عن صفات هذا الصوت يقول أنه " قريب جداً " من الإنسان ، و هو ممكن أن يكون من شخص قريب جداً من الإنسان ، و الله يقف على قلب الإنسان يقرع و ينتظر الإجابة ، عندما يحضر الإنسان فى إجتماع يجب أن يكون فى غاية الإصغاء لأنه من الممكن فى لحظة أن يضيع الإنسان صوت الله .
و تابع : أن صوت الله يمكن أن نسمعه فى مقابله أو من طفل صغير ، و الصفة الأخرى أن صوت الله " مشتاق " إلى الإنسان ، و إلى إستجابته ، مثلما يقول سفر النشيد " لأن رأسى قد إمتلأ من الطل ، و قصصى من ندى الليل " ، و الله طويل البال يمكن أن تستجيب اليوم أو غداً ، و تذكر كم مرة قرع الله على قلبك ، و أعلم أيها الحبيب أن الله يشتاق إلى من يسمعه .
و أضاف قداسته ، أن قرعات الله تختلف فهناك قرعات رقيقة مثل البركات و الصحة و النجاح و الأيات ، و لكن الله أيضاً له قرعات شديدة مثل التجارب و المشاكل و المتاعب و لكنها لخير الإنسان .
كما أن صوت الله " مستعد أن يعمل معك جداً " و لن يعاتبك ، و لن ينظر إلى الماضى ، و سيبدأ معك بدءاً حسناً ، و الله سيعمل فوراً ، و بمجرد أن سمع زكا لصوت الرب ، قال الله له " اليوم حصل خلاص لهذا البيت "
و أضاف قداسته : أن كلمة " أدخل و أتعشى معه " تعنى أن الله سيقيم مع الإنسان ، و تبدأ العشرة ، و لكن فى المقابل توجد فئة من البشر لهم آذان و لكنهم لا يستمعون إلى صوت الله ، و ذلك لعدة أسباب فالبعض لا يكون فى قلبه محبة مثل الشاب الغنى الذى قال له المسيح " بع كل مالك و تعال أتبعنى " فشعر أن هذا الكلام " مش على هواه " ، و مضى حزيناً .
و من الأسباب التى تمنع سماع صوت الله هو " الكبرياء " فهناك بعض البشر الذين يشعرون أنهم أفضل بشر فى العالم ، و بالتالى لا يحتاجون نصائح ، كما أن " العناد " أيضاً هو أمر مدمر حيث يتشبث الإنسان برأيه و لا يتحرك عن موقفه مثل الذين رجموا القديس إسطفانوس ، و من الأسباب التى تجعل الناس لا يستمعون إلى صوت الله هو " الخوف أو الجبن " مثل بيلاطس الذى خاف من اليهود و غسل يديه ظناً منه أنه قد تبرأ .
و أضاف قداسته ، أن الخلاصة هى " إن سمعتم صوته لا تقسوا قلوبكم " ، و نعطى فرصة لله لكى يتحدث لأن صوت الله يأتى للإنسان بإشتياق و حب ، ويجب عند الصلاة أن تكون هناك فترات صمت لكى نستمع إلى صوت الله ، و يجب أن لا نجعل من حولنا شغلوننا و ننسى الصوت الحقيقى و هو صوت الله ، و كتدريب روحى فى صوم الميلاد القادم ، نحاول أن نبحث عن صوت الله .
و فى ختام عظته أعلن قداسته أنه سوف يتم إفتتاح مزار القديس الأنبا أثناسيوس الرسولى ، بعد الإجتماع مباشرة ، اليوم الأربعاء . موضحاً أن مزارات القديسين تعتبر رحلة للسماء . كما توجه قداسته بالشكر إلى كل من ساهم و شارك فى بناء و تصميم هذا المزار .