بقلم : سليمان شفيق
نظام مبارك المعدل يرتدي قناع سلفي في الطريق
تصارع القوي المدنية وتشتت القوي القبطية يفصح الطريق للسلفيين
السلفيين يضمنون رعاية سعودية واحتياج امريكي
ياوطن قولي رايح علي فين؟
السؤال الذي يطرحة كل مواطن علي نفسة وللاخرين:
"احنا رايحين علي فين؟" ،الحالة العامة ملتهبة، معارك مختلفة ومتوازية ، الحالة الاقتصادية "لاتسر عدو ولا حبيب" ، انبوبة البوتاجاز ارتفعت اسعارها بشكل خرافي، تجمد العمل من اجل الحد الادني والاقصي للاجور ،الاعلام الحكومي يهاجم الحكومة ،انقسامات في الاحزاب ، الاقليات الدينية خاصة الاقباط فاض بهم الكيل ،مطالبات مشروعة بالتمييز الايجابي ، وقفات احتجاجية من شباب الاحزاب ضد قياداتهم ،الجماعات الارهابية تعبث في الجامعات ،في محاولة لايصال رسالة للعالم الخارجي بأن الحكم غير متحكم في الامور،اشاعات مغرضة ضد القوات المسلحة عامة والفريق اول عبد الفتاح السيسي خاصة ، وصلت الخلافات حتي الي داخل المؤسسات الدينية المغلقة ،الامر الذي دعا دعمرو حلمي وزير الصحة الاسبق .. يسأل دمحمود عزب مستشار شيخ الازهر، في لقاء مع وفد التيار الشعبي : كنا نظن ان طلاب الازهر محصنين ضد الفكر المتطرف .. وفوجئنا بالعكس لماذا؟ وكانت الاجابة ان الازهر مستهدف منذ ثلاثين عاما ،واضاف : التدفق المالي النفطي ، والفكر الوافد اثر ابلغ الاثر.
علي الجانب الاخر شاهدنا للمرة الاولي تفجر الخلافات بين الانبا بولا والانبا ارميا حول المادة الثالثة ، والسلفيين يحاولون ملء الفراغ الذي تركة الاخوان .
الارهاب بالحرب النفسية:
تشتد الحرب النفسية بعد تراجع الارهاب ، في سيناء تراجع الارهاب في شهر اكتوبربنسبة 80%،وفي محافظات مصر الاخري تراجع الارهاب بنسبة 90%،وفشلت كل محاولات الاخوان في استقطاب فئات شعبية ، وتضاءلت قدرتهم علي الحشد ،ومن ثم لجاؤا الي الجامعات ،في محاولة فاشلة لايقاف الدراسة ، واما كل تلك التراجعات لم يكن امام الجماعة الارهابية سوي بث الاشاعات الكاذبة ،محاولات لاغتيالات غير حقيقية ،او بث خبر كاذب علي ان عسكريين اسرائيليين يحمون قناة السويس !!!
الكتائب الالكترونية الاخوانية تمثل اكثر من 50% من الفضاء الافتراضي ، والاعلام الرسمي مشغول بمعارك جانبية .
اهتزاز معسكر 30 يونيو:
اخطر ما في الوطن هو الصراع المكتوم بين مكونات معسكر 30 يونيو :
اولا : القوي المدنية الحزبية :
تراجعت مفاوضات الاندماج بين الاحزاب المدنية ، خاصة الحزبين المصري الديمقراطي ، والمصريين الاحرار ، وتحول الامر الي استقطاب كل حزب لبعض الاحزاب الصغيرة في سياق الاستحواذ علي النصيب الاكبر من مساحة المكانة في الاندماج ، المصريين الاحرار قام بأحتواء ما تبقي من حزب الجبهة الوطنية ،والمصري الديمقراطي يستقطب بقايا حزب العدل ، والمصريين الاحرار بأمكانياتة الاقتصادية المعروفة بات ينظم صفوفة الانتخابية في المعركة البرلمانية القادمة بطريقة اقرب الي شراء الاندية للاعبين !!في حين يحاول المصري الديمقراطي بأمكانياتة الفكرية والشخصيات العامة المرموقة من اعضاءة الوصول الي رؤية تنظيمية تتجاوز الضعف المالي ،الا ان الحزبين يعانييين من بعض امراض الحياة الحزبية القديمة ، والصراعات بين اجنحة تلك الاحزاب ،اضافة لتحول العضوية القبطية في الحزبين الي عبء بدلا من ان تكون اضافة ، لعدم تأهل اغلبها للعمل السياسي ،وسيطرة التربية الابوية "الكنسية "علي منهجياتهم في ادارة الخلافات ،كل ذلك يهدد تلك الاحزاب بالتراجع في الانتخابات البرلمانية القادمة وان كان المصريين الاحرار سيكون الخاسر الاكبر نظرا لان معظم تحالفاتة تفتقر للرؤية ،وافتقاد قيادات الحزب لفهم اليات العمل بالشارع ، او ادراك مكانيزمات العمل مع الدولة .. علي عكس المصري الديمقراطي الذي يمتلك قدرات من اعضائة اليساريين للعمل الجماهيري ، وكذلك امتلاك الحزب العديد من رجال الدولة وفي مقدمتهم دحازم الببلاوي رئيس الوزراء ، ودزياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء واخرين،الا ان المصري الديمقراطي يعاني من محاولات الاعلام تحميلة اخفاقات الحكومة ، والمدهش ان احدي القنةات التي يمتلكها بعض رجال الاعمال القريبين من الحزب هي التي تهاجم الحزب والحكومة بضرواة بأيعاز من بعض اجهزة الدولة "القديمة"
التيار الشعبي وصراع الاجيال:
اذا انتقلنا للتيار الشعبي الذي اسسة المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي ،سنجد ان زخم نتائج الانتخابات الرئاسية قد بدء في التراجع ، خاصة بعد ثورة 30 يونيو ، وكان التيار الشعبي يسير بمكونيين رئيسيين : مجلس الامناء ويضم المناضلين القدامي والمفكرين والاعلاميين ، والمكتب التنفيذي ويضم الشباب الذين قدموا الدماء والشهداء (مثل الشهيد محمد الجندي) وكان هؤلاء الشباب بمثابة الذراع الجماهيري ،الذين صنعوا مجد التيار في الشارع السياسي ، بحيث كانوا في مقدمة الصفوف حتي حدثت ثورة 30يونيو،وتواري مجلس الامناء واوكل الامر الي لجنة التسيير المكونة من بعض اعضاء مجلس الامناء ، وتضاءل دور الشباب ،وتفجرت الخلافات حينا بدء البعض في محاولة تحويل التيار الي حزب ، الامر الذي ادي الي تراجع دور اعضاء التيار من الاحزاب ومنها المصري الديمقراطي، والدستور، والكرامة، والناصري ،الا ان ازدواجية الانتماءات خاصة بين التيار والكرامة جعلت شبح الصراعات المكتومة تطفو علي سطح الاحداث ، ولا يمكن اغفال دور قضية امكانية ترشح الفريق اول عبد الفتاح السيسي للرئاسة ، واسراع معظم قيادات التيار خاصة الناصرية بابداء رغبتهم في ترشيح السيسي ،كل تلك العوامل مجتمعة تكاد تفقد التيار رؤيتة ، الامر الذي جعل بعض الشباب ينظمون وقفة احتجاجية ضد القيادة!!
احزاب النظام القديم تتقدم:
علي الجانب الاخر من ضفة نهر القوي المدنية ، يقف حزبي : الحركة الوطنية (الاب الروحي لة الفريق احمد شفيق ) وحزب المؤتمر (الاب الروحي لة دعمروموسي) ،واذا توقفنا امام حزب الحركة الوطنية سنجد انة يذكرنا بالاحزاب التي كانت تضم اجهزة الدولة مثل حزب الشعب الذي كونة اسماعيل صدقي باشا ، والحزب الوطني الذي اسسة السادات ، ويمتلك الحزب خبرة الدولة العميقة من أمنيين واعلاميين وقضاة ورجال اعمال وكبار الموظفين ، وساعد في تنشيط الحزب شخصيات تمتلك قدرتت تنظيمية وفكرية واعلامية ، مثل الفقية ابراهيم درويش ، وعالم الاجتماع البارز سعد الدين ابراهيم ، والباحث في الشئون الاسلامية عبد الرحيم علي ولفيف من الاعلاميين البارزين ومنهم توفيق عكاشة ، واستطاع هؤلاء ومعهم جنود مجهوليين من الخبراء الامنيين السابقين الحفاظ علي راس المال الاجتماعي الذي تركة لهم الفريق شفيق من الاصوات الانتخابية ، واستطاع هذا الحزب ان يلعب دورا من وراء الستار في ثورة 30 يونيو ،واخطر ما استطاع الحزب ان يفعلة هو التقارب مع السلفيين ، واستقطابهم ضد الاخوان ، والابقاء عليهم حتي الان في خارطة الطريق ، بشكل اقرب للتحالفات السياسية ، وكلنا شاهدنا الزيارات المكوكية للقيادات السلفية للامارات ، في نفس الوقت استطاعت القيادة في القاهرة والامارات ان تستقطب شخصيات عامة مسيحية من قضاة ومستشارين وفنانيين وكبار موظفين، وبعد ثراعت باردة مع حزب المؤتمر استطاع حزب الحركة الوطنية ان يستقطب حزب المؤتمر الي جانبة ، ولعل الجميع لا يعلم ان الفريق شفيق هو اول من سافر الي موسكو ، وان الوفد الشعبي الذي سافر الي موسكو ضم المستشار يحيي قدري رئيس حزب الحركة الوطنية ، جنبا الي جنب مع والسفير محمد العرابي رئيس حزب المؤتمر ، في دلالة واضحة علي ان الحزبين يلعبان دورا موازيا للدولة القائمة ،الامر الذي يبدو جليا في حديث "ليونيد ايسايف" رئيس وفد الدبلوماسية الشعبية الروسية الذي قال لاذاعة صوت روسيا:"بودنا ان نلتقي مع الذين سوف يشاركون في الانتخابات القادمة (يقصد الحكم الجديد)، انهم بحاجة الي اللقاء معنا ،ولذا فأن الوقت هو الانسب لتلك اللقاءات"
السلفيين" المحلل" الاسلامي لعودة النظام المباركي:
بعد ان استعرضنا مواقف اكبر القوي المدنية بغض النظر عن التباين الاجتماعي والسياسي بينهم ، نصل الي الحصان الاسود ، السلفيين في حزب النور او باقي مكونات الجبهة او الحركة السلفية ،ولابد ان نضع في الاعتبار حزمة من العوامل التي تجعل الاخوة السلفيين هم الحصان الاسود في السبق نحو مارثون الحكم القادم :
اولا: محاولاتهم ملء الفراغ الاسلامي بعد تحول الاخوان الي الارهاب ، خاصة بعد تحالفهم مع حزب الحركة الوطنية امتدادا للنظام المباركي ، والخدمات التي يقدمونها من الضبعة وحتي الحدود الليبية .
ثانيا : العلاقات السلفية السعودية ، المتشعبة سواء علي صعيد المذهب الوهابي او التصدي للتشييع
ثالثا : التقارب السلفي الامريكي الذي شق طريقة عبر بوابة ابن خلدون ، ود سعد الدين ابراهيم ، ولقاء اعضاء من حزب النور مع السفيرة الامريكية السابقة "ان باترسون" ، وتقديم السلفيين انفسهم كبديل للاخوان للحفاظ علي المصالح الامريكية في المنطقة خاصة في التصدي لما يسمي في الادبيات الامريكية بالهلال الشيعي ، وهكذا يكون الاخوة السلفيين لهم امتدادات متشعبة :"اقليمية" مع العربية السعودية، و"دولية" مع الولايات المتحدة الامريكية ، اما علي الصعيد الداخلي فهم يستخدمون قوتهم الناعمة (المال الوهابي) في الزحف علي الازهر الشريف ،ويجرون مفاوضات جانبية "لدسترة" موقفهم عبر اختراقاتهم لعلماء ازهريين ، ومن خلالهم لاساقفة بالكنيسة!! (راجع خلاف احد الاساقفة حول المادة الثالثة بما يشير الي تبنية الموقف السلفي)!!
كأننا يابدر لا رحنا ولا جينا:
هكذا يبدوا جليا للعيان ووسط الانفسام المدني والقبطي ، ان النظام المباركي المعدل يقترب من العودة ، مع تحالف سلفي، حيث ان حزب الحركة الوطنية يضمن كبار رجال الدولة والاجهزة ، والمؤتمر يضم كبار العائلات والقبائل ،والسلفيين المناطق ذات النفوذ البدوي ، مدعومين من الولايات المتحدة والعربية السعودية من جهة السلفيين ، والخليج وروسيا من جانب الحركة الوطنية،
لعل المستفيد الاساسي من هذا الوضع القوي الاجتماعية والطبقية القديمة وفي مقدمتهم رجال الحزب الوطني والسلفيين وحزب الوفد، والخاسرين الاساسيين : مايسمي بالقوي المدنية خاصة،
المصريين الاحرار، والمصري الديمقراطي ،لان المصريين الاحرار مهما امتلك من اموال لن يستطيع ان ينافس المال النفطي ، والمصري الديمقراطي مهما امتلك من خبرات و نفوذ لن يستطيع منافسة اجهزة الدولة القديمة ، يبقي السؤال حول دور القوات المسلحة ؟
اعتقد ان خصوصيتها الوطنية سوف تجعلها تقف حكما بين القديم والجديد ،وستكتفي بحماية الدستور والتراب الوطني ،وانهاء خارطة الطريق بسلام ان امكن ، وبالتأكيد سوف يحاول النظام القديم تحجيم اي دور تحديثي للقادة العسكريين وفي مقدمتهم الفريق اول عبد الفتاح السيسي ، وسيكون هناك دورا امريكيا فعليا في حسم هذة الصراعات والمنافسات ، اللهم احمي الفريق اول عبد الفتاح السيسي من حلفائة اما اعدائة فهو كفيل بهم ، اللهم اني قد ابلغت اللهم فاشهد.