الأقباط متحدون - صورة بالكربون
أخر تحديث ٢٣:٢٦ | الاثنين ١٨ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٩ | العدد ٣٠١٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

صورة بالكربون

 صورة بالكربون
صورة بالكربون
بقلم: ليديا يؤانس
 
مصنع كبير به مدخنة ضخمة أصابها إنسداد،  فجاء عاملان مِنْ إدارة الصيانة لإصلاح العُطل.  وأثناء إزالة إنسداد المدخنة إنزلق واحداً مِنْ العاملين داخل المدخنة.  حاول زميله أن يُمسِك به لإنقاذه،  ولكن بدلاً مِنْ إنقاذه هبط كِلاهُما إلى أسفل المدخنة وخرجا مِنْ فتحتها السُفلية.
 
خرج كِلاهُما،  واحداً وجهه مُتسخاً جِداً بسواد المدخنة،  والثاني وجهه نظيفاً لم يتسخ بسواد المدخنة.  نظر كِلاهُما للآخر وضحكا وشكرا الله على سلامتهما.  الذي وجهه إسوَد برماد المدخنة نظر لصاحبه ذو الوجه النظيف وإعتقد أن وجهه نظيفاً مثل صاحبه.  والذي وجهه أبيض نظر لصاحبه ذو الوجه الأسود برماد المدخنة واعتقد أن وجهه أصبح مُتسخاً برماد المدخنة مثل صاحبه.   
 
العامل الذي وجهه أبيض ولم يتسخ ذهب ليغسل وجهه ظناً مِنهُ أن وجههُ مُتسخاً بينما لم يذهب العامل الذي وجههُ مُتسخاً للإغتسال مُعتقداً أن وجههُ نظيفاً.
 
للأسف كثيرون لا يرون أنفُسهم على حقيقتها،  بل يرونها في عيون الآخرين.  كثيرون يظُنون أنهُم مثل غيرهم،  ولا يثِقُون في إمكانياتهم والمواهب المُعطاه لهم.   كثيرون يتقمصون شخصيات لا تتوافق ولا تتناسب مع شخصياتهم.   وكثيرون أيضاً يتبنون أفكاراً دون أن يمتحِنوا هذه الأفكار،  وأحياناً يُنساقون وراء إتجاهات وفلسفات ليس لها أي عُمق في ثقافة أو إيمان أو عقيدة. 
 
الله لا يُريدك أن تكون صورة مُكرره بالكربون مِنْ الآخرين.  الله واهِبْ العطايا والمواهب الروحية وهو يعطي كل واحد موهبة مُختلفة عن الآخر بالرغم مِنْ أن روح الله واحدة.  الله لا يُريدنا صورة بالكربون بل يُريد أن يكون كل شخص مُميزً عن الآخر.  الله يُريدنا أن نكون مِثل الآلات المُوسيقية التي تُستخدم معاً وكلما زاد تنوع الآلات كلما كان العزف الموسيقي أجمل وأروع.
 
قد يختلط الأمر على البعض فيعتقد أن الموهبة الروحية هي النعمة الإلهية.  في الواقع النعمة الإلهية من الله وأيضاً الموهبة الروحية من الله،  وكلاهما عطيتان مجانيتان من الله، ولكن هُناك فرق بسيط جداً بين الأثنين،  فالنعمة  هي عطية يتمتع بها المؤمن من أجل خلاصه وبُنيانه الروحي كما في حالة قبوله الإيمان بالمسيح والنمو الروحي على المستوي الشخصي.  أما الموهبة الروحية فهي أيضاً عطية مِنْ الله ولكن يأخذها الشخص مِنْ أجل بُنيان المجتمع وخلاص الآخرين، وعلى ذلك يصعُبْ الفصل بينهما لأنهُما مُكملين لبعضِهما لإن خلاص المؤمن مُرتبط بخلاص الآخرين.   وعلى ذلك نجد أن الروح القدس يوزع المواهب الروحية حسب مشيئته الإلهية،  وحسب ما يُناسب كل شخص،  وحسب ما فيه نفع الكُل.
 
يذكُر الكتاب المُقدس تسعة أنواع مِنْ مواهب الروح القدس،  فيقول بولس الرسول في (1 كورنثوس 12: 8-10) 
"فإنه لِواحد يُعطي بالروح كلام حكمة.
ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد.
ولآخر إيمان بالروح الواحد.
ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد. 
ولآخر عمل قوات،
ولآخر نبوة،
ولآخر تمييز الأرواح.
ولآخر أنواع ألسنة.
ولآخر ترجمة ألسنة."
 
ولهذا تقول الآية "ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1 كورنثوس 11:12).

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter