
البابا تواضروس
تحرير: أماني موسى
نقلت جريدة الفجر نص الكلمة التي ألقاها البابا تواضروس الثاني أمس الأحد في عيد تجليسه وسيامة أساقفة جدد، وجاءت كلمته كالتالي:
إن الكنيسة عندما تقيم أسقفًا و تحدد له مكانًا للخدمة يذهب له بصفة الزارع .
- الزرع بصفة عامة كلمة توحى بالأمل، لأن الزارع يخرج فى تعب وبذل وانتظار، يخرج وعنده رجاء، يبذر الحبوب و كله رجاء إن الحبة تنزل الأرض ومع الماء و الهواء والرعاية والاهتمام يأتى الزرع بسنابل قمح. هذا هو فكر الأسقف
و لكن يأتى السؤال: ماذا يزرع ؟
-هناك أربع انواع من الزرع تدخل فى مسؤلية الأب الأسقف فى خدمته :
النوع الأول: زرع الوصية فى القلوب:
- يزرع تعاليم السيد المسيح فى كل نفس
- يزرع معرفة الله فى كل عقل و كل قلب.
-الزارع أمامه انواع متعددة من الارض (أطفال و شباب و كبار، أصحاء و مرضى، اشخاص عالية الثقافة و التعليم و اخرى محدودة).
ولكن لابد ان يزرع الوصية ويتعهدها بالرعاية التى تاتى بثمر ثلاثون وستون ومائة، ولا يمل من زرع الوصية وزرع كلمة الله.
وفى سبيل زرعه للوصية يهتم بالاجتماعات الروحية أو اللقاءات الدورية والمؤتمرات التعليمية بكل أشكالها. يزرع ويهتم بأن يكون الزرع جيدًا ويوفر ظروف مناسبة ويهتم بالثمر.
وأفضل معالم زرع الوصية أن يحفظ الشعب وصية الكتاب المقدس...مسؤلية مهمه خاصة إن الإنسان له مصادر تعليمية كثيرة وعندما تكثر وسائل التعليم يقل التحصيل ...الأسقف الذى يرعى شعبه بأمانة يهتم جدًا بالتعليم .
النوع الثاني: زرع خدمة المذابح والكنائس :
- لا يترك منطقة أو مكان دون ان يزرع فيه مذبحًا أو كنيسة ويزرع ليس المبانى التى من الحجر بل يزرع ايضا الوعى بالأسرار... يزرع هذا فى صفوف الأباء الكهنة و الشمامسة الخدام و الخادمات وكل الشعب.. وعى بالاسرار وعى ايمانى و ليس شكلى.
النوع الثالث : زرع الخدمات و الانشطة:
- الزمن يتغير والكنيسة مؤسسة روحية و لها بعد اجتماعى فلابد من أنشطة تتناسب مع هذا الزمن و تتناسب مع احتياجات الشعب.
- تختلف الخدمات و الانشطة من منطقة لمنطقة ، فكل منطقة تحتاج لخدمات معينة تتناسب معها و مع احتياجات الشعب. و الخدمات لكل المجتمع و لا تنحصر فقط فى مجال و احتياجات الكنيسة ولكن احتياجات المجتمع المحيط.
النوع الرابع: زرع السلام :
- عمل أساسى فى خدمة الاب الاسقف ان يزرع سلاما فى كل من حوله، فى وسط الاباء الذين يخدمون معه و فى وسط الاسر و فى صفوف الشعب و فى المجتمع كله.
زرع السلام مسؤلية صعبه و من يهتم بها يصير بالحقيقة ابن لله "طوبى لصانعى السلام لانه اولاد الله يدعون"
زرع السلام يحتاج لكل الصفات التى تساعده، يحتاج لأبوة و صبر و ايضا يحتاج لاحتمال و طول أناه و حكمة.
و تظل كلمة السيد المسيح ان "الحصاد كثير و الفعلة قليلون" و نرفع صلواتنا من اجل الكنيسة و من اجل الوطن ليحفظهم السيد المسيح من كل شر.