د.ماجد عزت إسرائيل

من حق كل إنسان أن يتفاخر بحضارته بين حضارات العالم المختلفة،والحضارة الفرعونية من الحضارات العظيمة فى تاريخ الأمم والشعوب، ولا نـزال لا نعرف الكثير عن أسرارها،ففى كل يوم نسمع ونترقب أكتـــشافات جديـدة فى حضارتنـــاً الــفرعونية، وفى ذات اللحـظة التى تبحث الــــمرأة المصرية عن "الكــــوتة" ــ فى الدســـتور الجديد 2013 ــ  حتى يتثنى لها مكانة فى البرلمان،وتأخذ مكــــانتها فى كل مــؤسسات الدولــة وفروعها المختلفة،هناك العـــديد من الــــمؤسسات والجـــامعات والمــــعاهد والمنتديات التعليمة والثقـــافية،تقوم بالبحث والتدريس والمؤتمرات والنــدوات،وتتناول موضوعات متعددة حول مكانة وسر جمال المرأة المصرية فى الحضارة الفرعونية.
     على أية حال،اهتمت الحضارة الفرعونية  بالمرأة المصرية وبجمالها، ودلت الرسوم الرسوم والصور المحفورة على جدران الآثار الفرعونية والــمقابر والقـــصور،و بعض البرديات عن تطور أدوات الزينة عنـدها،منذ الآف السنين،وتفـوقت في استخــدام أدوات الزينة والتجميل  الطبيعة لتظهرها في أفضل صورة،ويتلخص جمــــالها فى ثلاثة صور وهى: البشرة النضرة الصافية،والعيون الجميلة الساحرة،والشعر النظيف المهندب.
        وأمنت المرأة الفرعونية بأن لكل امـــرأة سر وراء جمالها،ولا توجد امراة قبيحة، ولكن هناك من تجهل أصول التجميل وأســـراره، ولــذلك سعت إلى أستخــدام العديد من الوسائل التى تزيد من معـاير جمـــالها،فعرفت المــــرآة "صبغة الشعر"، وأولى الــمواد التي استخدمتها كانت الحناء ،واستعملتها فى التجميل ابتداء من صبغة الشعر،وطـــــلاء الأظافر،والتبرك بها لطلاء الكفوف والأقدام،وأيضا استخدمت الأصباغ المستخرجة من قشر الرومان،والكركم،لصبغ الشعر باللـــــون الأصفر والوردى، وحتى اللـون الأخضر  ظهر فى عصر الدول الحديثة عندما أرتدت أحـــــدى الأميرات باروكـــة  بذات اللون، ولحصول المرأة على صبغة ذات الون  البنى لجـــاءت إلى خــــلط النيلة والعصفر معاً، كما عرفت تثبيت الألــــوان ودوامها باستعمال بعض المواد المستخرجة من بذور شعر السنط ومسحوق الشبه.
      وقد أثبتت التجارب العلمية الآن فاعلية زيت الحلبة في مقاومة التجاعيد والقـــضاء علي النمش، ونذكر هنا على سبيل المثال أن الملكة "كليــــوباترا السابعة"  استخـــدمته للعناية ببشرتها والحــفاظ علي شبابها،كما اهتـــــمت المرأة الفرعونية بنعومـــة جسدها باستخدام الشفرات الحادة المصنوعة من المعــــادن المختلفة أو الأحجار شديدة الصلابة للتخلص من الشعر الزائد، وقد عٌـــثر في مقـبرة "أم الملك خوفو" علي شـفرات صُنعت من الحجر محفوظة في أكياس من الجلد، كما عُثر علي بعض الأدوات الدقيقة والأحجار الإسفنجية التي كانت تستخدم لتنعيم الكعبين وتنظيف وتهذيب الأظافر وأناقتهم.
 كما عرفت المرأة فى مصر الفرعونية التزين بالحلى والمجوهرات، وظهرت العديد من ملكات مصربالمجوهرات والقــــلائد والحـــلى والأساور والعـــقود والخلخال، وتميزت مصوغاتهــــم بالدقــــة الفنية العــالية، وجمال التشــكيل، واستخمدت العناصر الزخرفية من عناصر الطبيعة المصرية نذكر على سبيل المثال،نبات البردي، والنخيل، وزهــــرة اللوتس، والأحجار الكريمة، واستخدموا التمــــائم التى اعتقـــــدوا أنها تحميهم من الشر، وتفننت في صناعة العـطور الطبيعية، ولــــذا فــــقد اهتمت بزراعة النباتات العــــطرية وزهورها في حديقة بيتها.
    وأخيراً، المجتمعات الآسـيوية والأمريكية والأوروبية  والغالبية العظمى من جامعات العالم تخصص كوريسات لدراسة آثار و فنون وجـــمال المرأة المصرية،و تتــحدث عن عظمتها ،وقيمتها لدورها الــــمتميز فى الحضارة الفرعونية،ونحن الآن نتحدث عن هــل تستحق المرأة كـــوتة فى مجلس الشعب ـ دستور 2013م ـــ أم لا؟ هــــــل يجوز تعــين المرأة قاضية أم لا؟ هل يحق لها الإلتحاق بالجيش أم لا؟ هـــــل ملابس وجسد الــــمرأة سبب قضـية التحرش الجنسى الآن أم لا؟ هل يحــــق للمرأة لبس البنطلونات أم لا؟ هــل يحق لها الحصول على رخصة قيادة أم لا؟ وربما نتوقع فى الـــقريب العاجل هـل يجـوز أن تأكل مع أولادها وزوجهــا أم لا؟ وهل يحق لها الخروج للشارع أم لا؟ والسؤال الآن هل نحن نعيش فى عصر الحاكم بأمر الله أم لا؟