بقلم : ماجد ميشيل عزيز
باسم الاب و الابن والروح القدس
اله واحد امين
من اهم الافلام الامريكيه في الخمسينيات المرشحه للاوسكار فيلم اسمه المصري و كان بطوله النجمه جين سيمونز و النجم فيكتور ماتيور ويحكي قصه طبيب مصري في عصر اخناتون ما بين دراسته للطب و علاقته بالايمان الجديد الذي بداينتشرفي ذلك العصر و المهم ان هذا الفيلم عن هذا الطبيب و اسمه سنوحي تم اختيار عنوانه باسم المصري لان من اهم ما يميز عصر قدماء المصريين في ذهن العالم هو التقدم الطبي بسبب تقدمهم في التحنيط و التشريح و حبهم للحياه والايمان فهم يحبونها قبل الموت وبعده و اهم مثال علي ان امتداد سلاله هؤلاء الاطباء العظام ما زالت مستمره هو احد احفادهم الدكتور مجدي حبيب يعقوب فله نفس الموهبه ونفس الطباع والمنظور الاخلاقي للحياه عند قدماء المصريين انه نتاج اصيل و حي للتربه المصريه العريقه في القدم انها التربه التي علمت حتي الانبياء فقيل عن موسي النبي :في الكتاب المقدس انه تهذب بكل حكمه المصريين
لا تحتا ج ان تنظر الي رسومات المعابد و المقابر لتتعرف علي طباع قدماء المصريين و موهبتهم و حبهم للطب و العلم يكفي ان تنظر للدكتور مجدي يعقوب فالشبه ليس فقط في الشكل فهو يكاد يكون نسخه من تمثال قديم في معبد فرعوني انما ايضا في الموهبه و اضاف اليها اخلاقه الرفيعه المستوي .....و الموهبه لربما منحه من الله لكن الاجتهاد و الاخلاق هي من عمل الانسان و تعبه و اضافه منه لموهبته. فالدكتور مجدي انعم عليه الله بقوه اعصاب افاد بها البشريه فهو يستطيع عمل اربع عمليات قلب في اليوم ولاينام الا اربع او ست ساعات
ربما اهم ما يميز هذا الطبيب العظيم قلبه المملوء بالحب و هو ما نستشفه من حواراته فهو بالتاكيد يحب مهنته و يحب مرضاه و يحب وطنه ...لا تستطيع ان تنمو و تستمرفي مهنتك دون ان تحبها و انت لا تعمل مع ماكينات في حاله الجراحه انما مع بشر نائمون بلا حراك امامك و ربما هذا هو ما دفعه اصلا لدراسه جراحه القلب انه الحب فهويذكر في احد حواراته ان عمته كانت مريضه بالقلب وتوفيت في شبابها بسبب ذلك و كان يمكن اجراء جراحه لها غير موجوده في مصر و قد حزن والده كثيرا لذلك فقال لوالده و كان ما زال طفلا انه عندما يكبر سيصير جراحا للقلب لكي ينقذ من في نفس حالتها ...اذن انه الحب للانسان الذي يحركه و حب للانسانيه
في فيلم تسجيلي منذ حوالي 40 عاما مع طارق حبيب سال المذيع اللامع احد الاطباء زملاء دكتور مجدي في لندن اذا كان يجتهد في عمله لاجل المال فاجابه : لا فهو يحب عمله و هويعامل مرضي القسم المجاني نفس المعامله التي يعاملها للقسم المدفوع الاجر و من اهم دلائل عدم اجتهاد الدكتور مجدي سعيا من اجل المال هو مستشفاه الخيري في اسوان الذي يعالج المرضي مجانا انك تحتاج لطاقه جهد و حب للناس عاليه جدا لتعمل بلا اجر سنوات طويله
بالاضافه للحب فهو متواضع ..ان الله لايعطي موهبه عظيمه الا للمتواضع فالمتكبر لا ينال شيئا من الله و العلماء الحقيقيون متواضعون و في احد حواراته التليفزيونيه منذ سنوات عاتبه احد الاطباء في برنامج البيت بيتك و قال له انه لا يدرب الاطباء المصريين بل يد رب الاجانب فماذا كان رده لم يرد بغضب او يرد الاتهام باتهام انما كان رده بهدوء معروف به و بتواضع : انا اسف و انه سيعمل علي اصلاح هذا الامر ...من تواضعه ايضا انه لا يتعالي علي التمريض كما يفعل بعض الاطباء بل في حواره القديم مع طارق حبييب قال ان الممرضه عملها لا يقل عن الطبيب فهي تبقي مع المريض و قت طويل و في مصر عدم اهتمام بها و لايعطونها قدرها... كما ساله طارق حبيب عن ما ذا كان يود ان يكون لو لم يكن طبيب قلب فاجاب كنت اود ان اكون فلاح و يالها من اجابه تدل علي البساطه و التوا ضع ....كما لم اراه يوما يضع ساقا فوق اخري اويتحدث مع احد بكبرياء في صوره او حوار
يتمتع د مجدي ايضا باحساس مرهف فهو يحب القراءه بالاضافه لكتب الطب عن زهور الاوركيد و سماع الموسيقي الكلاسيكيه و سماع الموسيقي يفضله اثناء الجراحه لانه يعطي جو هادئ للعمل
من اخلاق الدكتور مجدي العاليه سعيه لتدريب الاطباء الاخرين و هذا اثمن ما قدم لمصر و للطب هوتدريب الاطباء من مصريين و اجانب بلا تمييز علي جراحاته في مركزه انه يدرب حوالي 60 طبيبا في مصر علي جراحاته...كم من طبيب لا يدرب احد ا او لا يدرب الا ابنه الطبيب بل وحتي في مهن كثيره لا يدرب الشخص الموهوب الا معارفه او ابنه اوتموت مهنته معه حتي لاينافسه احد في المجد والنجاح .....انه يتمتع حقا بشخصيه معطاءه غير انانيه و ابن للتربه المصريه
لا يتحدث دكتور مجدي في السياسه الا اقل القليل بل و صرح انه الافضل ان يقرا كتاب في الطب افضل من السياسه ..حقا انه لوقرا كتابا في الطب افضل لانه سينقذ حياه بشر اما رجال السياسه لايسعون غالبا الا لمجدهم الشخصي وعالمهم ملئ بالمؤامرات
في النهايه يقول دكتور مجدي عن نفسه في حوار مع العملاق مفيد فوزي بتواضع : انا روحاني و لست قديس
بل انت مجدنا ورافع راسنا و حبيبنا