الأقباط متحدون - جورجى صبحى (1884-1964م) من رواد الطب عند الأقباط
أخر تحديث ١٧:٢٥ | الأحد ١٧ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٨ | العدد ٣٠١٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

جورجى صبحى (1884-1964م) من رواد الطب عند الأقباط

بقلم : د.ماجد عزت إسرائيل


 


      ولد جورجى صبحي في القاهرة عام (1884) لأسرة  قبطية ترجع جذورها إلى بلدة الميمون – مركز الواسطى- مديرية بنى سويف، لأب يعمل مديراً المصنع البارود، نشأ يتيما إذا بعد ولادته بأسبوع واحد توفـــــيت والدتـــه، مما جعل الدكتور "هـــاربور" مؤسس مستشفى "هارمل" الانجليزى بمدنية  بمنوف، يطلبه ليتربى مع نجله الرضيع كأخ له، وقد تعهدت زوجــة هـــذا الطبيب بالعناية والرعاية، حتى بلغ سن التاسعة وأتقن اللغة الإنجليزية كأحد أبنائها كتابة وقراءة،وأجــاد الحديث بها لوجوده فى هذه البيئة الإسريه و التربوية .

     كما عرف عنه التفوق في حياته الدراسية، حيث حصل على شهادة  الأبتدائية من المدرسة الناصرية ،والبكالوريا (الثانوية العامة)من مدرسة التوفيقية الثانوية بشبرا بمدنية القاهرة، وإلتحق بكلية الطب بالرغم من صغر سنه، حيث أستثنى من هذا لشرط لنبوغه وتفوقه العلمى، ونال شهادة الطب عام 1904م.

            عمل بعدهـــا كطبيب أمتياز فى مستشفى القصر العينى بمدنية القاهرة  ،ثم أصبح بعد  ذلك مديراً لمستشفى الحميات بالعباسية لمدة عام ،وبعد ذلك انتدب لتدريس مادة التشريح بكلية الطب قصر لعينى ،ثم عيين بها وقــــام مع البروفيسور البروفيسير "سميث" بفحص ثلاثة ألاف  جثه من مختلف العصور التاريخية، وإلتحق ببعثة علمية بإنجلترا وقضى نحو  عامين فى جامعة أكسفورد (1009-1911م) وبعد رجعوه إلى مصر بسبب وفاة والده إذا كان العــــائل الوحيد لأسرته التى تضم ثلاثة أفراد.

     تم تعينه أستاذاً مساعدا بكلية الطيب  للدكتور"فيليب " أستاذ الإمراض الباطنية ، واشترك معه في اجــــراء عــده بحوث تتعلق بالطفيليات والحميات، وقد اعتبرت النتائج التي توصل إليها من خلال أبحاثه مرجعاً في عــــلاج مرض الزهار " الدوسنتاريا " فى مصر والعالم.

   تدرك فيما بعد في السلك الجامعي حتى وصل إلى درجة ( أســـتاذ)، ورئيس قسم الأمراض الباطنية بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) (1940- 1952م ) وقد تتلمذ على يديه العديد من الطلاب الأطباء والأخـــصائيين واستفادوا  من خبرته العلمية التى لم يبخل بها يوماً على أحد.

     وكان الدكتور جورجى صبحي رائد في عدة مجالات طبية إذ كان أول من استخدم أملاح الذهب في علاج مرض الربو، وحساسية الصدر و أول من ادخل دراسة  تاريخ   علم الطب كدراسة أكاديمية بكليات الطب، كمـــا يعتبر أول من حــصل على لقب أستاذ "تـــاريخ الــــطب" والأمـــراض الباطنية ، وكان من الـــرواد القلائل الذين حصلوا على درجة الزمالة من أكبر الجامعات الطبية.

   وقد أسهم في تأسيس وإدارة المستشفى القبطي بالقاهــرة التى لا تزال حتى كتابة هذه ، وبمعرفته تم  أنشأ الجمعية الخيرية القبطية في عام( 1924 م )،وهى بمقرها الحالي بشارع رمسيس "الملكة سابقا" حيث كان يقوم بالكشف على الفــقراء بالمجان وبأجــر رمزي لباقي الفئات الاجتماعية.

        كما لم يكن الدكتور جورجى عبقريا في مجال الطب فحسب،و إنما امتدت عبقريته لتشمل شتى مجالات الحياة ، فكان منها إجادة اللغات مثل الإنجليزية والفرنسية والإيطالية ، والقبـــطية،ودراسة التاريخ والاجتماعيات ، كما اهتـــم بدراســـــة التاريخ القبطي والذي اعتبره احــــد الأعمدة لدراسة التراث المصري الأصيل ، ومن أهم  مؤلفـــاته تراث الكنيسة القبـــطية.

     وقد استمر في عطائه الوفير والغزير حتى رحيـــله عن عالمنا الفانى  في سنة ( 1964م) عن عمر يناهز الثمانين عــاما، نيح الله نفسه بين أحضان القديسين، كمثال يحتذي بها فى عصرنا الحالى


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter