الأقباط متحدون - لا يوجد قبطي ومسلم ... لماذا؟
أخر تحديث ٠٩:٣٥ | الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٦ | العدد ٣٠١١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

لا يوجد قبطي ومسلم ... لماذا؟

كتب :    حنا حنا المحامي 
 
مع احترامي لكل قبطي على الكره الارضيه فإني لا أنفى أنهم على جانب كبير من الطيبة التي تصل إلى حد السذاجة.
من مظاهر هذه السذاجة القصة اللطيفة الخاصة بأنه في مصر لا يوجد قبطي أو مسلم.  ذلك أننا جميعا مصريون.  وفى ظل هذا المبدأ البراق فى ظاهره والمملوء سما فى باطنه يتم تهميش الاقباط وإلغاء هويتهم المصريه وتفصيلهم فى رداء الذميه ولا يمكنهم أن يتكلموا أو يتظلموا لان أي كلام فى هذا الأمر سوف يتضمن أو يفسر على أنه الحث على الفرقة والتفرقة والخيانة والعمالة ... إلى آخر هذه النغمة التى أصبحت تصيب صداعا في الرأس وصمما في الأذن.
إن هذا المبدأ الذى يبدو فى ظاهره وطنيه لايهدف إلا إلى تدشين عملية التهميش بل والالغاء.  فإذا حاول أى قبطى أن يتكلم أو يعترض أو يتظلم بسبب غبن أو ظلم وقع عليه أو على ذويه أو على صديق أو على أى شخص بسبب هويته الدينيه المسيحيه صاحت فى وجهه الاصوات والانذارات والاتهامات لأن حق الشكوى مباح إلا بسبب الدين.  وبذلك أصبح موضوع الدين سيفا مسلطا على رقبة كل مسيحى مظلوم أو شاكى أو معتدى عليه وعلى حقوقه.  فإذا جأر بالشكوى أصبح يعمل على إثارة الفتن والقلاقل.
فتكون النتيجة أن يجتر الأقباط آلامهم ويقبلوا الظلم الواقع عليهم دون أن ينبسوا ببنت شفه وإلا اتهموا بالخيانة والعمالة وباقي النغمة المعروفة.
لذلك يتعين على كل مصري من الآن فصاعد أن يدرك حقيقة واقعه وهى أن في مصر أقباط وهؤلاء الأقباط شركاء فى الوطن لهم حقوق كما أن عليهم واجبات.  إننا نعرف أن الأقباط هم أصل مصر ولا يجوز أن نلجأ إلى الدين كوسيلة لتهميشهم.  كما أنه لا يجوز للأقباط أن يكونوا بهذا القدر من السذاحه والطيبة والبساطة حتى يستكينون لوسيلة الابتزاز التي أكل عليها الدهر وتقيأ
يا حضرات السادة ... يا كل مصري .. يا كل إنسان على وجه البسيطة, إن مصر وشعب مصر يتكونوا من عنصرين أساسيين وهم مسلمين ومسيحيين.  ومن المعروف أن المسيحيين هم أصل سكان مصر وأن بعضهم أجبر على اعتناق الإسلام حتى لا يدفع الجزية أيام عمرو بن العاص أو اعتنق الإسلام بسبب ميل عاطفي انتهى بالزواج.  وفيما عدا ذلك فهم نازحون مثلهم مثل الأجانب الذين طردهم عبد الناصر من مصر.  وهؤلاء النازحون ممن اعتنق الإسلام كونوا أغلبية عدديه.  ولما كان هؤلاء القوم يتخذون من الدين ذريعة للسيطرة على مقدرات البلاد والعباد فقد استغلوا موضوع تلك الاغلبيه حتى ينفردوا بمقدرات البلاد وينفردوا بالمراكز القياديه والعمل على تهميش المسيحيين.  وإذا نطق أي مسيحي بكلمة تظلم أو شكوى أو أنين يشرع في وجهه التهديد والوعيد لأن من يتظلم يفرق بين المسلمين والمسيحيين بينما كلنا مصريون.  وبذلك يتحقق الهدف غير المشروع في يسر وسهوله تحت ستار "مفيش مسيحي ومسلم".
لذلك فإن على كل مسيحي أن يعرف تمام المعرفة أن بمصر مسيحيين كما أن بمصر مسلمين.  وعليه لا يجوز بحال من الأحوال تهميش الأقباط ذلك أن المسيحيين لهم حقوق مماثله تماما للمسلمين.  والاغلبيه العددية لا تحرم المسيحيين من أي حق من الحقوق.  غاية ما في الأمر أنه فى التمثيل الجماعي يكونوا أي المسيحيون بنسبة لا تقل عن تعدادهم الحقيقي.
وكذلك الأمر في الوزارات أو المراكز القيادية أو التمثيل في الهيئات والإدارات كافه.
بناء عليه على كل مصري أن يعرف أن موضوع قبطي ومسلم موضوع قائم ويمثل الواقع.  وأن تقليل تعداد المسيحيين والذي يمثل تزويرا لا أخلاقي من كل الحكومات السالفة آن له أن ينتهي فهو عمل غير أخلاقي وغير وطني بل وغير شريف وليس أقل مما لمسناه فى عهد مبارك ونتيجة تلك الأعمال اللاأخلاقيه التي ارتكبها هو ووزير داخليته المسمى العادل (الذي ليس له أى صله بأي عدل أو عدالة) وأثرها على مصر واقتصاد مصر وازدهار مصر.
هذا من الناحية الوطنية والاخلاقيه والسلوكية أي سلوك الحاكم وسلوك الاغلبيه وسلوك الحكومات.
أما من ناحية تأثير ذلك على الوطن والمواطن فهو تأثير قوى جدا جدا.  إن النكبات التي تعرضت لها مصر فى النصف قرن الماضي سببها ألتفرقه العنصرية أو الدينية أي "التعصب".  ولنلمس أمريكا أو أوروبا أو استراليا.  ما سبب ازدهار هذه الدول؟
من المعروف أن هذه الدول تتقبل مهاجرين من كل بلاد العالم.  ولكل مهاجر أن يعتنق ما يشاء من الاديان بحرية تامة بل إن قيد الحرية الدينية يشكل جريمة يعاقب عليها القانون.  فكانت النتيجه أن الحساسيات الدينية ليس لها دخل فى موضوع العمل والإنتاج أو السياسة الداخلية فإننا نعلم أن فى دول كثيره مثل السويد بها أعضاء فى البرلمان مسلمين ومهاجرين فى الأصل.  فكانت النتيجه أن الدوله تتفرغ للعمل والإنتاج بل إن منظومة الإنتاج تسير دون عراقيل في تقدم وازدهار.  والمعيار هو معيار الانتاج والعمل والإبداع ليس إلا.  لذلك تتفرغ تلك الدول للعمل على التقدم والانتاج ذلك أن القلاقل تستنفذ طاقة الأفراد كما تستنفذ طاقة الدولة.
حين كنت فى كلية الحقوق سألني الأستاذ الزائر من كلية التجارة سؤالا في الاقتصاد وكان السؤال "هل اللص منتج؟"  وهذا السؤال خاص بعناصر وعوامل الإنتاج.  فأجبته بأن اللص يسرق إنتاج غيره بينما الإنتاج هو العمل على إنتاج سلعه غير موجودة أو تطوير هذه السلعة أو تبادلها.  من هذه الاجابه البسيطة أدرك أستاذ الاقتصاد أنى أفهم الاقتصاد جيدا فلم يكن بحاجه إلى سؤالى مرة أخرى وحصلت على "امتياز"
ولكن ما نشاهده الآن هو إهدار لكل القواعد ألاقتصاديه والقانونية والعرفية بل والاخلاقيه وفى ظل تلك الحقائق المؤلمة والمؤسفة فإني أرجو أن أبشر أن مصر لن تتقدم خطوه.  ولكن يتعين أن نعترف بأن هناك أقباط وألا نفرق بين القبطي والمسلم لان الأخير صاحب أغلبية بل ويلجأ إلى بعض أحاديث عتيقة يبنى عليها هدم مصر وتقويض كل عناصرها.
والآن هل لنا أن نتعظ ونعمل على ازدهار مصر وأن نعترف بوجود أقباط ومسلمين وألا نفرق بينهم؟

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter