الأقباط متحدون - بالفيديو والصور..جامع الحاكم بأمر الله..الشيعة والبهرة يقدسونه..والصليبيون حولوه إلي كنيسة..والإنجليز احتموا به
أخر تحديث ٢٢:٣٥ | الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٦ | العدد ٣٠١١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

بالفيديو والصور..جامع الحاكم بأمر الله..الشيعة والبهرة يقدسونه..والصليبيون حولوه إلي كنيسة..والإنجليز احتموا به


يعد جامع الحاكم بأمر الله واحدا من أجمل المساجد والآثار الإسلامية الفاطمية في مصر,ويقع في بداية شارع المعز لدين الله من ناحية سور القاهرة الشمالي الملاصق له,ولا يبعد إلا بضع خطوات عن بوابتي الفتوح والنصر,وكان الجامع عند إنشائه يقع خارج السور الذي بناه من الطوب حول مدينة القاهرة الفاطمية جوهر الصقلي قائد الخليفة المعز لدين الله عام 359 هـ / 970 م. وعندما قام بدر الجمالي وزير الخليفة المستنصر عام 480 هـ / 1087 م بتوسعة المدينة من الناحيتين الشمالية والجنوبية لمسافة 150 م، أقام السور الشمالي بالحجر ملاصقاً تماماً للجدار الشمالي الشرقي للجامع.

كاميرا صدي البلد زارت المسجد الذي يعد واحدا من أهم المساجد التي تحتل مكانة كبيرة في قلوب الشيعة وطائفة البهرة التي تم  تخصيص مساحة لهم داخل المسجد لأداء صلواتهم الخاصة بهم,وقد بدأ الخليفة الفاطمي العزيز بالله (975 - 996م) بناء الجامع سنة 380 هـ(990م) خارج سور القاهرة الأول الذي بناه جوهر القائد. وقد عُرف الجامع أولاً بجامع الخطبة، ثم أطلق عليه فترة من الزمن الجامع الأنور.

وقد أتم العزيز جانباً كبيراً من بناء الجامع وخطب فيه وصلى الجمعة في الرابع من رمضان سنة 381 هـ (991م) وتوفي قبل أن يكتمل البناء. ولما تولى ابنه الحاكم بأمر الله الخلافة (996 - 1021م) أمر وزيره يعقوب بن كلس أن يتم بناء الجامع وانتهى البناء سنة 403هـ (1013م) . ولما أعاد الوزير بدر الجمالي بناء سور القاهرة الشمالي في أيام المستنصر ادخل الجامع في نطاق السور.

ويبلغ طول الجامع من الداخل 120.5م وعرضه 113مترا.ويتوسطه صحن كبير مكشوف تحيط به أربعة أروقة ترتكز عقودها على دعائم من الآجر في أركانها أعمدة مدمجة,والتصميم يشبه جامع ابن طولون من حيث استخدام الآجر في البناء، أما المآذن فهي من الحجر,ويتكون إيوان القبلة من خمسة أروقة بكل رواق 17 عقداً والأيوانات الأخرى كل منها يتكون من ثلاثة أروقة . ويغطى الأروقة سقف من الخشب.

ويتميز المسجد بالمجاز القاطع لظلة القبلة والذي يشبه مثيله الموجود بالجامع الأزهر، كما تسير عقود هذا المجاز عمودية على جدار القبلة، ويبلغ اتساع هذا المجاز ستة أمتار، وقد كانت هناك قبتان على طرفي الرواق الملاصق لجدار القبلة كما هي الحال في الجامع الأزهر، وينتهي المجاز بقبة تعلو المحراب ترتكز من ناحية على جدار القبلة زمن النواحي الثلاث الأخرى على عقود ترتكز على أعمدة مزدوجة يبلغ عددها اثني عشر عمودا، وتقوم القبة على حنايا ركنية مفردة.

ويتأكد أن تخطيط جامع الحاكم بأمر الله كان متشابها إلى حد كبير مع تخطيط الجامع الأزهر خاصة في ظلة القبلة من حيث العقود التي تسير موازية لجدار القبلة، والقباب الثلاث على الرواق الأول الملاصق لجدار القبلة والتي تقوم على حنايا ركنية مفردة، والمجاز القاطع لظلة القبلة والذي تسير عقوده عمودية على جدار القبلة وينتهي بقبة تعلو المحراب,أما الظلتان الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية فتتكون كل منهما من ثلاثة أروقة تسير عقودها عمودية على جدار القبلة، وتتميز الظلة الشمالية الغربية بأنها تتكون من رواقين تسير عقودهما موازية لجدار القبلة.

ويتصدر ظلة القبلة محراب يتخذ شكلا نصف دائري وعلى جانبيه عمودان، ويتوج المحراب طاقية كانت مغشاة بالزخارف الجصية، وعلى جانبي المحراب نافذتان على كل منهما ستارة بالزخارف الجصية,وفي نهاية واجهته الشمالية الغربية توجد المئذنتان يحيط بكل منهما قاعدة مربعة ضخمة على شكل هرم ناقص. وتتركب كل قاعدة من مكعبين يعلو أحدهما الآخر، المكعب الأسفل يرجع الى عصر انشاء الجامع أما المكعب العلوي فيرجع الى اعمال التجديد والأصلاح التي نفذها بيبرس الجاشنكير سنة 1303م. وتبرز من فوق كل مكعب علوي مئذنة.. المئذنة التي فوق القاعدة الشمالية اسطوانية الشكل، والمئذنة الثانية فوق القاعدة الجنوبية مربعة يعلوها مثمن.

وقد نقش على بدن المئذنتين زخارف نباتية وهندسية دقيقة، بالإضافة إلى أشرطة كتابية بالخط الكوفي المزهر. وقد أخذ الفاطميون فكرة المدخل البارز من جامع المهدية بتونس الذي يرجع تاريخه الى أوائل القرن 4هـ /10م ,ويوجد المدخل الرئيسي للجامع بين المئذنتين، وهو أول مدخل بارز في مساجد القاهرة. ويغطي المدخل قبو اسطواني وفي نهاية المدخل باب عرضه 2.20م، وعلى يمين ويسار المدخل زخارف دقيقة بارتفاع حوالي 1.50م .

وتطل واجهة الجامع الرئيسية (الشمالية الغربية) على شارع المعز، ويتوسطها مدخل بارز يتكون من برجين صغيرين يحصران بينهما مدخل الجامع الذي يبرز عن الواجهة بمقدار 6 م ويبلغ طوله15.50 م وارتفاعه 11 م. وقد زخرفت كتلة المدخل بحشوات غائرة تملؤها أشرطة ووحدات زخرفية وكتابات كوفية. وهذا الأسلوب من الزخرفة استقدمه الفاطميون إلى مصر من شمال إفريقيا، إذ نجده في مسجد سوسة الكبير في تونس (بُني عام236 هـ / 801 م). ويعتبر المدخل البارز في جامع الحاكم من أقدم الأمثلة في مصر، وقد ظهر من قبل في جامع المهدية الكبير في تونس (308 هـ / 921 م).

وما يلفت النظر في جامع الحاكم جمال الزخارف وتطور الكتابة الكوفية في شريط الكتابة الذي يسير تحت السقف وعلى المئذنتين، وفيما بقى من النوافذ الصغيرة الموجودة في القبة التي تعلو المحراب. ويعتبر جامع الحاكم ثاني مساجد القاهرة اتساعا بعد جامع احمد بن طولون.

وقد تأثر الجامع بالزلزال الذي حدث سنة 702هـ (1303م) فتهدمت كثير من العقود والاكتاف الحاملة لها. وسقط السقف. وهوت قمتا المئذنتين. وكان السلطان الناصر محمد في ولايته الثانية فأمر أحد امرائه وهو بيبرس الجاشنكير فور وقوع الزلزال باصلاح الجامع وإعادة بناء ما تهدم منه وتدعيم المئذنتين، فتم ذلك سنة 1303م. كما جدده السلطان حسن سنة 1359م .

وكانت أهم أعمال الاصلاح والتجديد التي عملت بجامع الحاكم هي التي قام بها السيد عمر مكرم نقيب الاشراف سنة 1808،فقد جدد اربعة اروقه بالايوان الشرقي وجعلها مسجدا للصلاة ،وكسا القبلة بالرخام ووضع بجوارها منبرا . وفي سنة 1927 قامت لجنة حفظ الآثار العربية باصلاح اكتاف النصف الغربي من الرواق الجنوبي وعقوده ، واعادت بناء المجاز القاطع لايوان القبله ، كما نزعت كسوة الرخام التي وضعها السيد عمر مكرم على القبلة فظهر المحراب القديم . وجامع الحاكم بصورته الحالية من التجديد يرجع الى أعمال الاصلاح والتجديد التي قامت بها طائفة البهرة الهندية في الثمانينيات.

في سنة 1881 تم انشاء متحف الفن الاسلامي (دار الآثار العربية) في الرواق الشرقي لجامع الحاكم. وفي سنة 1883 تم بناء مبنى من دورين في صحن الجامع ليكون مقرا للمتحف .. ثم تحول المبنى الى مدرسة السلحدار الابتدائية بعد نقل المتحف الى مبناه الحالي في باب الخلق سنة 1903.

وقد تعرض جامع الحاكم للعديد من الكوارث :منها أنه لما استولى الصليبيون على القاهرة سنة 1167م حولوا جانبا منه الى كنيسة . وفي زمن الحملة الفرنسية تحول الى مقر لاحدى حاميات الحملة . وفي اوائل القرن 19 نزل فيه بعض المهاجرين الشوام وأقاموا فيه مناسج للحرير ومصانع للزجاج، ثم حولته وزارة الاوقاف الى مخزن . ثم تولته لجنة حفظ الآثار العربية . الجامع قائم حاليا في أول شارع المعز لدين الله ملاصقا لباب الفتوح بقسم الجمالية، ويتبع منطقة آثار شمال القاهرة مسجل أثر برقم 15.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter